كما نعلم ان هيئة التفاوضية العليا للمعارضة السورية قدمت رؤيتها للمرحلة الإنتقالية السياسية في سوريا ,وأتى ذلك خلال اجتماع الوزراء خارجية دول (أصدقاء سوريا) ببريطانيا _لندن بتاريخ 7-9-2016م.
وتلا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات _رياض حجاب,الخطة التي حملت عنوان(الإطار التنفيذي للحل السياسي وفق بيان جنيف 2102),والرؤية تتضمن ثلاثة مراحل ,يتم خلال إقرار جدول أعمال مبنية على مبادئ مؤتمر جنيف .
وكانت المعارضة التي تمثل كافة مكونات الشعب السوري (كما يقال) قدمت أساسيات ومن أهمها وفي السطر الأول :
-سوريا جزء لا يتجزأ من الوطن العربي,واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة,وتمثل الثقافة العربية الإسلامية معينآ خطبآ للإنتاج الفكري والعلاقات الاجتماعية بين السوريين على اختلاف انتمائتهم الاثنية ومعتقداتهم الدينية ,حيث تنتمي أكثرية السوريين الى العروبة وتدين الإسلام ورسالته السمحاء التي تتميز بالوسطية والإعتدال .
أما في البند السادس للأساسيات وبخجل وبكلام غير دقيق _اعتبار القضية الكردية قضية وطنية سوريا ,والعمل على ضمان حقوقهم القومية واللغوية والثقافية دستوريآ_فلا يوجد دستور في العالم يتكلم عن الحقوق اللغوية والثقافية والقومية انما يختصرها بالحقوق القومية التي تشمل كل شيء .
قد يظن البعض انني ضد العروبة ,فلا أساس لهذا الكلام ,فالعرب هم اخواننا في بلدنا سوريا ,الا اننا قد نختلف في الأراء وهذا لا يعني بغض أو كره ,فالعلاقات الاجتماعية التي تجمعنا ,يتكلم به تاريخ سوريا ,واختلاف الأراء تجمعها العلاقات الاجتماعية الودية .
من اساسيات المبادئ في الورقة التي قدمتها المعارضة في بريطانيا _لندن ,قد يقرأه الكثيرين ويأيدونني على كلامي ,فهنالك بعض الضبابيات في السطر الأول ,فالكلمات عددها 38 كلمة وكانت كلمة العربية قد كررت في سطر واحد 4 مرات وبنسبة تسيطر على عقول الأكثرية في المعارضة ,ولا وجود لكلمة الديمقراطية التي تتضمن حقوق شعب السوري كافة ..
اختصرت المبادئ في السطر الأول وبشكل أساسي بالعروبة الدين الأسلامي ,فالدين الاسلامي ديني _فالوطن للجميع والبقاء لله _اي ان هذه الأساسيات قد أسستها مجموعة عربية ذات طابع اسلامي موجود بقوة وتفرض هيمنتها للتحكم بالشعب السوري ,وان كنا نريد نتكلم عن (الهيمنة) فالحكومة السورية أيضآ تفرض هيمنتها ولا تتقبل أي رأي أخر ,ومن جهة أخرى الحكومة سوريا تتكلم عن الوطن العربي والمقاومة ضد المستبدين ,وقد لحظ من الأساسيات لا اختلاف كبير بين الحكومة السورية والمعارضة التي سوف تتفاوض مع الحكومة السورية ….
اخوتي أخواتي _أنا لا أقول هذا الكلام ولكن سمعته من الكثيرين ,ان المعارضة الناتجة من خناق 50 عامآ تأثرت بالحكومة السورية في دمشق وقد لا تختلف عنها ,ان بعد 2011 ومن قتل وتهجير وتدمير ممنهج الذي حدث بأيدي السوريين وبسلاح ودعم خارجي ,فأن اي فئة من فئات الشعب السوري المتنوع لن يتقبل مرة أخرى الظلم والقهر التي عانى بها بظل الحكومات الأستبدادبة .
ان مطلبنا الوحيد من كل الأساسيات التي تضمن حقوق الشعب السوري ,هي كلمة واحدة هي (الديمقراطية) ,فمن خلال هذه الكلمة يتم ضمان حقوق الشعب السوري بكافة فئاتها ,والتي من خلالها يتم الأبتعاد عن القوميات والأثنيات بكلمة واحدة (سوريا) ,فأن تكرار كلمة الأكثرية قد تأسس رد فعل تتجه بسوريا الى دمار وحروب أهلية (لا سمح الله ) .
أخيرآ اتمنى كأي سوري الأزدهار لبلدنا والعمل من اجل التنمية الفردية والأقتصادية التي تتجه بسوريا الى التحديات الدولية بالعلم والمعرفة ,والنصر للشعب السوري للوصول الى مبتغاه التي تضمن حقوق كافة فئات سوريا المتنوعة والأبتعاد عن فرض الهيمنة التي باتت مرفوضة بشكل تام ,وأيضا يد بيد لمحاربة الفكر المتطرف التي باتت تهدد السلم الأهلي للشعب السوري …
9_9_2016م