ان كنا نريد دولة متوحدة بأجزائها ومكوناتها فعلينا ان نطالب بدولة مدنية (حقيقية).
الدولة المدنية هي دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية. هناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة أهمها أن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين، ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر. فهناك دوما سلطة عليا هي سلطة الدولة والتي يلجأ إليها الأفراد عندما يتم انتهاك حقوقهم أو تهدد بالانتهاك. فالدولة هي التي تطبق القانون وتمنع الأطراف من أن يطبقوا أشكال العقاب.
يشارك بها كل السوريين من عرب وكرد وسريان وكافة المكونات التي تجمع سوريا .
الا ان نتيجة الخمس سنوات الماضية والعاصفة السوداء التي حلت بسوريا كانت لها اسبابها ،وتحولت هذه الأسباب الى ايدي مغمسة بالدماء .
ان الحدث الأكبر الذي قضى على الثورة التي كانت تطالب بإصلاحات للبلد وتطوير سورية نحو الديمقراطية التي تضمن حقوق الشعب السوري (تدخل السلاح).
تدخل السلاح التي حرفت الأيدي التي كانت تحمل اغصان الزيتون (رمز السلام) الى ايادي حامل للسلاح اداة (القتل).
ومنها خرج لنا في سوريا مجموعات اسلامية ارهابية ،قامت هذه المجموعات بإسم جبهة النصرة وانتهت بداعش ،من هنا انتهت كلمة (ثورة) واصبحنا الأن في سوريا (بأزمة) حقيقية يهدد المجتمع السوري وتفكيكها بإسم الاسلام بعربها وكردها وسريانها ،اخذت هذه القوى الظلامية الدين الإسلامي اداة .
قامت هذه القوى بتفكيك المجتمع السوري ومنهم العربي والكردي والتركماني والسرياني ،وحتى الديني وجر المسيحين الى دفع جزية كما كان الحال في ايام الرسول .
اعتمدت داعش على الفقه الديني ،اي تركزت بقراءة الدين .
محمد (ص)قد عاش في مدينة يسكنها يهود ويجاورهم يهود وكان للنبي اتفاقيات وتحالفات مع اليهود بالسلم والمناصرة بيد أن اليهود نقضوا الكثير منها وهذا كان قبل فتح مكة مايسمى بعصر الموادعة.
لكن بعد فتح مكة اصبحت هناك شروط على اهل الذمة وسميت فيما بعد بالشروط العمرية نسبة الى عمر بن الخطاب نسخت معظم ماكان قبل فتح مكة من التعاملات والحقوق لإهل الذمة .
كالجزية ومنعهم من بناء الكنائس والمعابد وتجديدها وان لايظهروا صليبا ولا يضربوا بالنواقيس الا ضربا خفيا ومنعم من دعوة الناس الى دينهم وان يلبسو لباسا مختلفا عن المسلمين .
ومن هنا دفع مسيحي الرقة الجزية لداعش ،ولبس غير ملابس المسلمين او ان يعاقبو وغيرها من رمي بالحجارة حت الموت للمرأة الزانية ،او قطع يد السارق وغيرها .
من هنا علينا الاستنتاج ،كيف لشاب جامعي من فرنسا يترك جامعته والالتحاق بداعش على ماذا اعتمد .
ان هذا اكيد انه قد اعتمد على الجوامع والقراءات الدينية التي قد استعملت بأيام الرسول بطريقة لجعل الناس على الطريق الصواب حيث كان الناس قبل الاسلام تعيش بايام الجاهلية وقد انزل الله الدين الاسلامي ومحمد (ص) رسولها لأخراج الناس من الجاهلية الى طريق الصواب .
الا ان البعض استغل الدين الاسلامي كلمات الدين الاسلامي وحرفة شرحها وشبابها بدين الاسلامي المتسامح الى دين ارهابي .
ولقد لحظ ان القوى المسيطرة للمعارضة يحكمها (اخوان المسلمين)،اي جعل الدين من اساسيات الدولة المستقبلية ،نتيجة لعدم فصل الدين عن الدولة ،فتجربة المناطق الخاضعة للأخوان (حركة احرار الشام) ،فكانت تعتمد على الدين وقد تبين ذلك من خلال تزيين الشوارع بالكتابات الدينية ،ومحاربة المدنية التي هي خطر على الحكم الديني .
سوريا بلد متعدد الطوائف ويصعب استخدام الدين ضمن الدولة ،ومن هنا ان لم يتم فصل الدين عن الدولة فيجب على سوريا ان تقسم .
ومنا هنا اتت طرح الحركة الكردية بحكومة للامركزية سقفها (الفيدرالية) ،التي تكون ضمنت حقوق جميع الشعب السوري .
14_7_2016