التنظيم الحزبي هو الإطار الذي يحدد الشكل الذي يتخذه نشاط الحزب لتحقيق أهدافه، أي انه العلاقة بين النظرية والممارسة، وهو الذي يحدد مركز العضو بالحزب، وكذلك مراكز الهيئات القيادية.
وتزداد أهمية التنظيم الحزبي في الأحزاب الجماهيرية، لأن تلك الأحزاب تسعى إلى الحشد الجماهيري، ومن ثم يفترض أن تنظم هذا الحشد ضمن تنظيمات الحزب الداخلية. وتختلف تنظيمات الحزب وفق السبل التي يطرحها لتحقيق أهدافه، وبشكل عام يكون التنظيم أكثر صرامة في الأحزاب الإيديولوجية.
الا اننا في الشرق الاوسط ،نعاني من الأمور التنظيمية لعدة اسباب :
1_اسباب تنظيمية .
2_اسباب فكرية.
ما نلمسه اليوم هو غياب الانتقاد الداخلي، إلا اللهمّ إذا جاء الانتقاد من عضو جريء، لكن على ألا يتعدّى نطاق إفشائها حدود خليته الحزبية الضيقة، هكذا تكون الحال في الأحزاب الشمولية إن صح التصنيف، دون ريب أسئلة كثيرة سوف تراودنا كهواجس، وتشغلنا عند تناولنا للموضوع..
اما المنصب في الحزب ،فالمنصب يقوده اي شخص ،فيجب على الشخص ان يكون ذو خلفية ثقافية ،وناطق عند توارد الأسئلة ،وذو خبرة،وذات شخصية قوية .
الا اننا لاحظنا في الأونة الأخيرة وخاصة في المناطق النامية (الشرق الأوسط)،ان عند قيادة اي شخص في داخل هذا الحزب ،وبطريقة ديناميكية يتحول هذا الشخص الى استبدادي ومتمسك بالقيادة ،نتيجة تسلط الاستبداد في عقولنا ووجود شخص ضعيف بداخل هذا الشخص ،بعدم تقبله بالتنازل عن منصبه ،حتى لو ادى الى الانشقاق من هذا الحزب .
القيادة وسيلة لخدمة الناس ،لقد لحظ في سوريا وخصوصآ بين الحركة الكردية ،فقدان القاعدة بعدم الأتصال مع القيادة او انتقاد القيادي ،وتحول الشخص المنتقد الى عدم نضاجة السياسية للشخص المنتقد ،مما يؤدي الى حدوث شرخ بين القاعدة والقيادة وقد يؤدي الى تخلي الحزب من الشخص المنتقد او تخلي المنتقد عن الحزب .
ان القيادي داخل الحركة الكردية يتحول الى مستبد يحارب المستبدين ،وكأن شخص القيادي (شخصية الهية وحيدة على الكرة الأرضية).
وايضآ يحاول القيادي وبشكل مستمر قتل شخص المثقف ،وليس بقتله بألة حادة او اداة قتل ،انما يحاول قتله بإبعاده من الساحة السياسية ،لأن شخص المثقف خطر على القيادي ويحاول دائمآ بإتهامه وبشكل مدروس بالعماله او الخيانة .
الى الأن نحن في الحركة الكردية ،بداخل كل شخص استبدادي صغير ومحب للقيادة ،وحب القيادة لها عدة ايجابيات في الشرق اوسط ومنها:
1_المال والرفاهية .
2_الظروف المتاحة للخروج امام الإعلام.
3_تقوية شخصية على الساحة الأجتماعية .
ان مفهوم القيادة في قانون الأحزاب (تضحية) لخدمة الشعب والأبتعاد عن الرفاهية ،الا ان القيادة في الشرق الأوسط تفتقر الى التضحية ،وانما هي مصالح شخصية .
اتمنى ان ارى في الشرق الأوسط ،احترام الديمقراطية والأبتعاد عن المصالح الشخصية ،ونشر الديمقراطية اعتبارآ من ذاته وليس تعليم الناس للديمقراطية والأبتعاد عن التعجرف الاستبدادي .
دليار محمد ال جول بك
9_7_2016