دليار ال جول بك :سوريا قسمت بسبب التدخل الخارجي 

الكرد ضد التقسيم ،في بداية الازمة تدخلت الدول الخارجية وكانت لها مساوئ كبيرة على الثورة السورية والتي تحولت الى ازمة دولية .
فالكرد ونتيجة 50 عامآ من حكومة البعث _فلقد كانت تحاول دائمآ تشويه صورة الكرد السوريين من خلال نشر الرعب في صفوف الفئات الاخرى (الكورد يطالبون بتقسيم سوريا)،ولقد حصد حكومة البعث (الحاصل) من ذلك ،فبعد انطلاق الشرارة في 2011 ،الكرد كانو من المشاركين الاوائل في هذه الشرارة .
ونتيجة التدخل السافر للدول الخارجية ،فلقد قسمت سوريا الى دويلات ،فلا احد يستطيع امحاء العلويين في الساحل السوري ولا احد يستطيع نفي الدروز ،ولا احد يستطيع نفي الكرد من الشمال السوري ،ولا احد يستطيع نفي المعارضة الاسلامية المدعمة من تركيا .
وخلال الخمس سنين كنا دائمآ نسمع ان الكورد انفصاليآ ،وهذا الامر لا استغرب ،فالعقلية الشوفينية المتدربة لدى الحكومة السورية في دمشق قد حصدت ،الا ان الكرد ولا برنامج سياسي في الاحزاب الرئيسية التي تدير الشارع الكردي السوري لا تطالب بتقسيم او اقامة دويلة في سوريا .
الا ان البعض لا يرى بتمعن ما يحدث في سوريا ،في اول ايام الشرارة في 2011 ،فالمعارضة توجهت الى احضان الدول الخارجية ،والنظام توجه بطلب العون من ايران وميليشات حزب الله في لبنان .
الا ان امريكا في بداية الازمة كانت من مؤيدي سقوط النظام على الاعلام وتحت الطاولة لا تريد سقوط هذا النظام ،وذلك اعتقد بسبب سلوكيات المعارضة التي تحولت هذه المظاهرات السلمية الى قوة السلاح وتحويل الوضع المدني الى الوضع الاسلامي ،واختارات امريكا الاكراد كحليف لها لمحاربة القوى الاسلامية المتطرفة …
ايضآ كانت لروسيا تدخلها الواضح في سوريا ،في عام 2015 تدخلت روسيا واقامت قواعد عسكرية في الساحل السوري لمحاربة الارهاب (كما تقول) ،ولا اعتقد ان تدخل الروسي في سوريا لم تكن دون علم اسرائيل او امريكا ،اعتقد وجود اتفاق بين الاطراف الثلاث ،واثبتت ذلك من خلال تنسيق اسرائيل وروسيا في حركة الجو ،التي من خلالها روسيا نأت عن نفسها من الضربات الجوية الاسرائيلية لحزب الله التي تحارب بجانب حكومة دمشق .
ايران لم تكن المتفرجة في الساحة الدولية المتزاحمة في سوريا ،ففي بداية الازمة كانت سوريا قد طلبت من ايران العون وايران ارادت دائمآ زرع خط امان معها ومع اسرائيل كما يسميه النظام السوري (خط المقاومة) ،فعندما تزور دمشق وتريد ان تزور ايران ،فمنطقة الست زينت ايرانية ،فعدد اعلام ايران وحزب الله قد تفوق اعلام الحكومة السورية .
اسرائيل (الحاكم الصامت)،لا اعتقد ان كل ما يحدث في سوريا لا وجود للتدخل الاسرائيلي ،ولكن وجود اسرائيل في سوريا يختلف عن الوجود الامريكي او الروسي او الايراني ،فاسرائيل تقود جميع الجهات ،وقد قيل ان الدروز في سوريا مدعومة من اسرائيل .
واخيرآ في عام 2016 تدخلت تركيا في هذه الساحة السوداء ،وذلك من خلال منع الكرد من ايصال القامشلي الى عفرين ،وبدعم من ميليشيات عسكرية سوريا مدعومة من تركيا ،تدخلت تركيا الى مدينة الجرابلس التي ادعت من خلال بيانها انها تحارب القوى الاسلامية المتطرفة ،فبعد الانقلاب الفاشل الذي حدث في تركيا ،فتركيا استعادت قواه ،بداية توجهت الى روسيا وطلبت الاعتذار ،مع العلم ان العلاقات الامريكية التركيا قد تراجعت بسبب دعم امريكا للكرد لمحاربة الارهاب ،وهذا الامر جعل من تركيا التوجه الى خط ثاني وثالث ،لايقاف هذا الدعم الامريكي للكرد في محاربة القوى المتطرفة ،الا ان تركيا لم تقتصر في قصف القوى الاسلامية المتطرفة بل وكان لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من امريكا نصيبها في القصف التركي ،الا ان تركيا لم تقتصر في التدخل لمدينة الجرابلس ،في الاونة الاخيرة في الحدود التركية السوريا (تل ابيض) ،وجد تحرك غير مسبوق لتركيا ،وذلك من خلال الدخول الى مدينة تل ابيض ،وكانت امريكا قد تسارعت الى هذه المنطقة وزرع قوات لها لمراقبة الحدود مع تركيا ،وكانت امريكا قد رفعت العلم الامريكي فوق بلدة المنبطح السورية المحاذية للحدود التركيا .
ومنها بدأت حملت تخوين الكرد لعمالتهم لامريكا ،ومحاولة الكورد تقسيم سوريا ،وهذه الحملة انطلقت من المعارضة السورية التي تحارب النظام الفاشي وتتأمل بدولة اسلامية قومية (معتدلة)،مع العلم ان هذه المعارضة قد تأسست في الداخل السوري وكان الكرد من اوائل المؤسسين ،الا ان التدخل الدولي قد غيرت موازين الاقوال. والتحالفات ،فالمعارضة تقبل التدخل التركي ،وقد فرضت عليها التدخل الايراني والروسي ،ولا تقبل التدخل الامريكي في الشمال السوري ..
اتمنى اخيرآ ان يفهم البعض ان الكورد لا يريدون التقسيم ،الا ان سوريا الى الأن مقسمة من خلال التدخل الدولي …
دليار ال جول بك
17_9_2016