دريا شمدين – الهجرة لمّت شمل البعض وفككت مُدناً

Share Button

للهجرة أثارٌ عديدة على بنية الاسرة والمجتمع والمدن، مدينة قامشلو نموذجاً التي تغيرت ملامحها في الفترة الأخيرة نتيجة هجرة أبنائها، وتوافد أجناس مختلفة إليها من المدن التي تشهد اضطرابات، وهذا أدى إلى تغيرات ديموغرافية ملحوظة في البنية السكانية للمدينة، قامشلو التي كانت معروفة بأمانها ولكن أبنائها ﻻ يجدوّن الأمان فيها، يهاجرون أما قسراً أو رغبة منهم.
هفال شاب عمره(23)سنة يخبرنا أنه ﻻ يحبب هجرة الشباب و عدم تحملهم قسوة اﻷوضاع هنا، وسفرهم إلى البلدان المتقدمة، و يضيف أنه عليهم مواجهة هذه الظروف و التغلب عليها لننعم جميعا بحياة أفضل كما في الدول التي يتوافدون إليها، وقال وهو يبتسم:« أني ﻻ أخاف الموت من أجل أرضي و لن أتركها و لن أترك أمي وأخوتي يواجهون هذه الظروف العصيبة لوحدهم».

أباء و أمهات وزوجات و أبناء سعداء لجمع شملهم في الغربة و لكن المأساة أكبر.

أفين شابة عمرها(24)سنة تعمل في محل للألبسة النسائية، تحس بالغربة في مدينتها التي ولدت و تربت فيها، أصدقائها وأقاربها وجيرانها هاجروا الى بلاد الاغتراب، وحل محل جيرانهم أناس غرباء و تقول:« أن كل منزل في حيها يسكنها اناسٌ من مدينة أومن محافظة أخرى، وأحبتها وأقاربها أصبحوا مجرد مواقع للتواصل الاجتماعي».

تأمين مورد مالي ﻷعالة أسرهم أو الاستفادة من الفرق في العملة لتحسين الوضع المالي لعائلاتهم أو السفر لنيل حياة كريمة.

أبو جوان أب ل (7)أوﻻد يعمل في اﻷسواق الشعبية ليؤمن لقمة العيش ﻷسرته، يقول:«أنه باع سيارته من أجل تأمين المبلغ اللازم ليسافر أبنه جوان، ولكن أبنه توفى بنوبة قلبية أثناء عبوره الحدود البلغارية ، وباع منزله أيضا ليحضر جثمان أبنه”، و يعيش حالة نفسية مزرية بعد هذه المأساة التي مر بها.

مشكلات عدة تواجهنا في الحياة وان لم نقم بمواجهة مشكلاتنا ونتصدى لها سنكون بدون أي شك مجرد ذكرى للتاريخ وهذا يتطلب علينا البحث عن حلول لمشاكلنا

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...