قال الإعلامي والصحفي السعودي داود الشريان إنه كان للكرد دور بارز في الثورة السورية خلال السنوات الأربعة الماضية، وقدموا تضحيات خلالها، مؤكداً أن الكرد جزء من النسيج الوطني السوري وقال “تشويه سمعة الأكراد السوريين أو التضحية بدورهم من أجل الحصول على دعم الآخرين، تصرف غير سياسي في أحسن الأحوال، وخطأ قاتل في أسوئها”.
وجاء ذلك في مقال كتبه الإعلامي والصحفي السعودي داود الشريان، حول دور الكرد البارز في الثورة السورية وهجمات بعض الأطراف المعادية لهم، في صحيفة الحياة العربية الدولية والمستقلة في عددها الصادر يوم الأحد 5ـ 7ـ 2015.
وعن دور الكرد في الثورة السورية خلال السنوات الأربعة الماضية والتضحيات التي قدمها الكرد يقول داود “يعيش الأكراد السوريون في مناطق الشمال الشرقي من سورية، ويشكلون غالبية السكان في محافظة الحسكة، فضلاً عن وجودهم في حلب ودمشق والرقة. وهم يمثلون قرابة 20 في المئة من مجموع السوريين، ولهم دور بارز في الثورة السورية، وقدموا تضحيات خلال السنوات الأربع الماضية. وكان خروجهم تعبيراً عن رفضهم للظلم الذي تعرضوا له تحت حكم نظام البعث. وعلى رغم ذلك، بقي الأكراد محل شك وريبة من بعض قوى المعارضة السورية، فضلاً عن النظام، الذي كان ولا يزال يتعامل مع الأكراد كأعداء و«خونة»”.
وعن قيام بعض الأطراف باتهام الكرد بأنهم يخططون للانفصال يقول داود “يتفق النظام ومعظم المعارضة على أن الأكراد يخططون للانفصال عن الدولة السورية وخلق كيان مستقل، ويعتبرون التعاون الأخير بين «التحالف» بقيادة واشنطن والوحدات الكردية، دليلاً جديداً على «تآمر» الأكراد، ويصورون المواجهات الأخيرة صراعاً كردياً – عربياً”.
ويعتبر داود الشعب الكردي جزءا من النسيج الاجتماعي السوري ويقول “العرب يكررون الأخطاء مع الأكراد. خلال غزو الكويت جرى استخدام مأساة حلبجة لفضح جرائم صدام حسين، وقال أصحاب النيات الحسنة وقتها: أخيراً تنبه العرب إلى تقصيرهم تجاه الإخوة الأكراد، ولكن سرعان ما تبخرت هذه الحملة بعد زوال دواعي استخدامها. الأكراد جزء من النسيج الوطني السوري، والقيادات الكردية تعتبر «الانفصال خطاً أحمر لا يمكن نقاشه»، فضلاً عن القبول به.
واتهام الأكراد بالتآمر مع واشنطن يكذبه تاريخ الوعود الأميركية التي كانت سراباً في الماضي سرعان ما تبخر بعد انتهاء الحاجة الى دعم الأكراد، فالإدارة الأميركية ليست مستعدة لإغضاب تركيا من أجل الأكراد، ولن تخلق مواجهة مع إيران من أجلهم”.
وينوه داود الشريان في مقاله إلى أن الكرد لا صديق لهم في المنطقة ويقول “لا صديق لهم في المنطقة، ولهذا يجب أن يعاود العرب موقفهم القديم، ويصبحوا حلفاء الأكراد وحاضنتهم. روسيا السابقة قدمتهم لقمة سائغة لشاه إيران عام 1945، وتركيا مارست معهم سياسة الأرض المحروقة، وإيران تنكرت لهم عام 1976 في صفقة مع نظام البعثي في العراق. وفي نهاية تسعينات القرن الماضي تحالفت تركيا وإيران ضد الأكراد. أنقرة كانت تريد رأس «حزب العمال الكردستاني»، وإيران الراغبة بالتضييق على «مجاهدي خلق»، ضحّت بالأكراد من أجل هذا الهدف. لهذا، فإن تضخيم نشر خرائط «كردستان السورية» وأخبار انتهاكات إنسانية وأعمال تطهير عرقي ضد العرب وتصوير مقاومة الأكراد النظام السوري والدفاع عن أرضهم بالمؤامرة، ليس في مصلحة السوريين، والمطلوب أن تصبح الأزمة السورية مناسبة للتكفير عن ذنوب العرب بحق الأكراد، وفتح صفحة جديدة مع أحفاد صلاح الدين الأيوبي”.
واعتبر دواد في مقاله أنه من مصلحة المعارضة السورية التعاون مع الكرد ويقول “لا شك في أن مصلحة المعارضة السورية هي التعاون مع الأكراد، باعتبارهم جزءاً من النسيج الوطني السوري، والسعي إلى خلق توازن بين حاجتها إلى الدعم التركي وتحالفها مع الأحزاب الوطنية الكردية، والأكيد أن تشويه سمعة الأكراد السوريين أو التضحية بدورهم من أجل الحصول على دعم الآخرين، تصرف غير سياسي في أحسن الأحوال، وخطأ قاتل في أسوئها”.
وداود الشريان مواليد 1954، إعلامي وصحافي سعودي. بدأ العمل في الصحافة بعام 1976، تخرج من جامعة الملك سعود، تخصص في الصحافة وله برامج ومنها الثانية على إذاعة ام بي سي اف ام، والثامنة (برنامج) على قناة إم بي سي 1 لُقّب بكبريت الصحافة.