أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطر على أجزاء كبيرة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، وأعلنت “جبهة النصرة”، جناح تنظيم “القاعدة” في سوريا، تطبيق أحكام الشريعة في مدينة إدلب التي انتزعت السيطرة عليها من الحكومة في الأيام الأخيرة.
روى ناشطون والمرصد أن مقاتلين من “الدولة الإسلامية” انطلقوا من منطقة الحجر الاسود وسيطروا على أجزاء كبيرة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، في توغل هو الاوسع للتنظيم المتشدد في العاصمة السورية. وقالوا إن أعمال العنف مستمرة، وإن المخيم محاصر في الاشتباكات بين قوات الحكومة وقوات المعارضة، بما فيها “جبهة النصرة”.
وصرّح مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا أنور عبد الهادي:”اقتحم مقاتلو داعش صباح اليوم مخيم اليرموك واستولوا على غالبيته”، موضحاً أن “القتال لا يزال مستمرا بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله”. وتحدث ناشط فلسطيني داخل المخيم عن “معارك صباح اليوم مع كتائب اكناف بيت المقدس ومقاتلي التنظيم الذين تقدموا من حي الحجر الاسود المجاور”.
وأكد المرصد حصول “اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم من طرف، ومقاتلي فصيل إسلامي من طرف آخر في الشوارع الواقعة عند اطراف المخيم” وان ثمة “معلومات مؤكدة عن تقدم للتنظيم في المخيم”. وتزامنت الاشتباكات “مع قصف لقوات النظام لمناطق في مخيم اليرموك والحجر الاسود في جنوب دمشق”.
ويعاني المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ أكثر من سنة نقصاً فادحاً في المواد الغذائية والادوية تسبب بنحو 200 وفاة. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 الفا قبل بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد الى 18 الفا تقريباً.
وفي حزيران 2014، أمكن التوصل الى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، فتراجعت وتيرة المعارك في محيط المخيم، وخففت اجراءات الحصار.
إدلب
الى ذلك، طمأن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في رسالة صوتية نشرت على الإنترنت الى أن مقاتليه الذين سيطروا على إدلب مع جماعات إسلامية أخرى السبت سيعاملون سكان المدينة معاملة طيبة. وقال: “نبارك للأمة الإسلامية النصر الذي تحقق على يد أبنائها من المجاهدين في مدينة إدلب… ونحيي موقف أهلنا في مدينة إدلب ووقفتهم مع أبنائهم المجاهدين واستقبالهم الحافل لهم وسينعمون بعدل شريعة الله التي تحفظ دينهم ودماءهم واعراضهم وأموالهم”.
معبر الاردن
وفي عمان، أعلنت السلطات الاردنية اقفال معبر جابر الحدودي الاستراتيجي مع سوريا “موقتاً” اثر اشتباكات عنيفة في الجانب السوري من الحدود.
وقال وزير الداخلية الاردني حسين المجالي إنه “تم اغلاق المعبر الحدودي الاردني جابر أمام حركة المسافرين ونقل البضائع في شكل موقت”، وذلك كإجراء احترازي للحفاظ على أرواح المسافرين وسلامتهم، نظراً الى أعمال العنف التي يشهدها الجانب الآخر من الحدود، بلدة نصيب”.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء”سانا” عن مصدر في وزارة الخارجية السورية أن دمشق تحمل السلطات الأردنية مسؤولية تعطيل حركة مرور الشاحنات والركاب وما يترتب على ذلك اقتصادياً واجتماعياً.
وهذه ليست المرة الأولى يتخذ مثل هذا الاجراء. فقد أقفلت الحدود مع سوريا موقتاً أكثر من مرة منذ نشوب النزاع فيها عام 2011 وكان آخرها في آذار 2013.
وسجلت اشتباكات عنيفة صباح أمس بين فصائل مقاتلة وقوات النظام في محيط معبر نصيب جنوب محافظة درعا السورية المسمى معبر “جابر” في الجانب الاردني.
ويعد معبر نصيب المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الاردن بعد سيطرة “جبهة النصرة” وكتائب اسلامية اخرى على معبر الجمرك القديم في تشرين الاول 2013.
وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات معارك عدة خلال السنتين الاخيرتين تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الاردن في ما عدا المعبر.