خلصت دراسة أعدها باحثان إلى حرص تنظيم «داعش» على الظهور بمظهر من يبث الرعب والعنف، بقصد تخويف خصومه، معتبرة ما حدث من انسحاب القوات العراقية من الموصل في يونيو الماضي ومعارك أخرى، دليلاً على ذلك. مشيرة إلى استغلال التنظيم لبعد نفسي تجنبته التنظيمات الأخرى، وعلى رأسها «القاعدة»، وهي محاولة تبرير أي جريمة تنسب لهم، كونهم يصرون على احتكار مفهوم «الدولة الإسلامية» وضرورة التضحية بكل من يعترض قيامها.
وذكرت الدراسة المعنّونة «سيكولوجيا داعش»، وأعدها الباحثان حمزة المصطفى وعبدالعزيز الحيص، وصدرت عن «منتدى العلاقات العربية والدولية»، أن «منهج التنظيم يقوم على مفهوم «انتصار الصورة»، وأنها تعتبره كفيلاً لتمهيد الطريق أمامهم في أية معركة يستعدون لخوضها».
واعتبر الباحثان ما حدث في الموصل من فرار القوات العراقية، إضافة إلى انسحاب البيشمركة الكردية من معارك شنغال وسنجار، دليلاً على تمكن «داعش» من بث الرعب وإرهاب العدو»، على حد قولهما. وشددت الدراسة على أن مقاتلي التنظيم يرون ما يقومون به «حقاً طبيعياً»، وهو الأمر الذي أوصلهم إلى نظرية «الرجل الصائب»، التي يشرحها الباحثان، بأنها تعني «أن السلوك والفكر مهما كانت فداحتهما لا يؤثران على الشخص كونه منعزلاً ذهنياً، لذلك فكرة المراجعة عنده غير مطروحة».
وأشارت الدراسة إلى تمرحل تنفيذ التنظيم لعمليات عنف وقتل، «إذ كانت البداية من خلال نشر فوضى لممارسة هذه السلوكيات باتجاه المخالفين، سواءً أكان المخالفون لمنهج التنظيم وتوجهه من الجماعات والفصائل المسلحة أم من الطوائف الدينية الأخرى، إضافة إلى القوات النظامية. وأنه بعد استقرار الحال للتنظيم في عدد من التنظيمات تم الانتقال إلى مرحلة شرعنة العنف بشكل ممنهج، من خلال سنّ آليات تعطيهم الحق في قطع الأيدي وتنفيذ أحكام الإعدام والجلد، وذلك من خلال جهة محددة».
وسردت الدراسة التعاقب التاريخي في ممارسة العنف لدى عدد من التنظيمات وفي مقدمتها «القاعدة»، وكيف كانت هذه التصرفات سبباً في «الخلاف الدائم» بين القيادات. وكان أبرزها ما قام به أيمن الظواهري عندما كان في السودان، من تنفيذ حكم الإعدام في طفلين، ما تسبب في ثورة الأهالي والمطالبة بطردهم، وهو ما ترتب عليه خلاف بين «جماعة الجهاد»، نتج منه تشرذم التنظيم لاحقاً».