خالد بركات: فوضى السلطة الرابعة

Share Button

استخدم مفهوم السلطة الرابعة لمقارنة الصحافة (وسائل الإعلام عموما) بفروعها الثلاثة للحكومة وهي: التشريعية والتنفيذية 11845982_922540337826017_1865645198_nوالقضائية. وقد قال إدموند بروك بهذا الصدد: ” ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف هذا البرلمان، ولكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم منكم جميعا” يتبادر الى الاذهان عند ذكر كلمة السلطة الرابعة تلك الصورة المشرقة التي خلصت شعوباً كثيرة من طغيان حكامها و اوصلتهم الى جزر الحرية لما تملك من قدرة على تغير مجريات الاحداث من خلال وسائلها المقروئة والمسموعة والمرئية كونها اقوى وافضل سلطة للتأثير في عقول البشر وأنشاء رأي عام ضاغط يلعب دوره كقائد اساسي في شؤون البشر وتوجيهه باتجاه مصالح السلطة الحاكمة او المعارضة لها .

استبشر البعض خيراً بما يدعى بالربيع العربي لما حمله من شعارات من حرية وكرامة ولم يقضي وقتاً طويل حتى بدانا نرى نتائجها على صعيد الاعلام لنرى لاول مرة وسيلة اعلامية ضمن الربيع الكردي كما يحلو للبعض تسميته, تتحدث بلغتها الام وانا هنا لست بصدد تقييم عمل هذه الوسيلة او تلك , ومع ازدياد حجم وكمية تلك الوسائل حيث باتت للوهلة الأولى مهنة لمن لا عمل له وهذه كانت من أبرز الأخطاء التي دخلت فيها السلطة الرابعة الكردية وهو غياب الاكاديمية في الاعلام الكردية مما أدى الى ظهور حالات شاذة كثيرة لعلى ابرزها هو فرض شخصية الاعلامي داخل مادته الاعلامية وبروز رائحة توجهاته السياسية من داخل مادته الاعلامية مما أدى لارتفاع حالات التناحر داخل البيت الكردي فمنهم من يرى بأن العقلية التابعة هو السبب في حالة الاحتقان واخرون يتحدثون عن سنوات من الخضوع وعدم الجرأة على الحديث وبمجرد الحصول على هامش من الحرية بدؤا بتصويب سهامهم شمالاً وجنوباً موقعين الكثير والكثير من ضحايا الجهلية العقلية للمجتمع في نار الاحتقان والتطرف الكلامي , ومنهم من يرى بأن الاعلامي ومؤسسته هم السبب .

وفي غياب رقابة صارمة على الاعلام ومؤسساته لم نرى سوى ازدياد اصابع الاتهام والتخوين من قبل البعض للفريق الاخر حتى سلطة الامر الواقع في المنطقة لم تكن بأحسن حال من عملية المد والجزر الاعلامية وطغت صفة الحزب الواحد على اعلامها ومؤسساتها، والاصعب من ذلك هي انها تملك قوة القرار بأبعاد او اسكات اي صوت يخالف لون تلك السلطة ولعل الامثلة كثيرة في هذا الموضوع واخره هو سحب رخصة قناتين فضائيتين ومنعهم من العمل في منطقة الجزيرة ” كانتون الجزيرة كما تدعى في سلطة الواقع ” من قبل مديرية الاعلام في الادارة الذاتية التي تأسست في الاساس لتنظيم عمل الاعلام وزيادة دعم هذا المجال وتأمين نواقص هذه المؤسسات بغية تطوير عملها والارتقاء بموادها الاعلامية وصبه في خدمة حل النواقص ومشاكل المجتمع , لا أن تطل علينا في أول قرارتها بإيقاف وسيلتين في المنطقة ليس من مبدأ الدفاع عن تلك القنوات ولكن من ينادي بصوت الحرية والسلام عليه تقبل جميع الالوان داخل وعائه .

على السلطة أن تعي تماماً انها تستطيع ان تجعل الجميع ينطق بأن 2+2 = 5 ولكنها تعرف بأن الجميع يعلم في داخلهم بأنها عملية حسابية خاطئة في ظل هذه الفوضى داخل السلطة الرابعة ماذا يمكننا ان ننتظر من هذا الاعلام والذي بات كل همه جني المال على حساب هموم البشر ما الذي يمكن أن ننتظر من مهنة ضاعت فيها الاكاديمية واصحبت في متناول الجميع , لا شي سوى المزيد من الفوضى ….. للأسف أننا في زمن فوضى الاعلام ….. زمن فوضى السلطة الرابعة .

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...