لم يكن اكثر المتفائلين في الشأن السوري العام يتوقع ان تلتقي المعارضة والنظام ويتفقان على وجهة نظر واحدة. فمن يعلم خبايا الازمة السورية يدرك تماماً ان خطوط الطرفين ليسوا سوى خطين متساويين لا يلتقيان بأية نقطة نظراً لتشعب الامور والمشاكل ولكن كشفت معركة الحسكة الاخيرة كثير من الوجوه واسدلت الستار عن اقنعة الكثير من العفالقة والقومجيين الذين هم على استعداد تام للاتفاق مع من يخالفه الرأي وكل شيء فقط للوقوف أمام تطلعات الكرد ، لقد برزت في الآونة الاخيرة وخاصةً في فترة معركة الحسكة تلك النظرة الحاقدة من طرفي النزاع السوري بنظامه ومعارضيه والتي تدعو لإبادة الكرد من كردستان سوريا ضاربين بعرض الحائط كل اخلاق السياسة والحياة ، فبعد نصف مليون شهيد نرى اخيراً نقطة وصل بين الطرفين وهي الاتفاق على ابادة الكرد .
لقد حاول كل من (المعارضة والنظام ) استغلال معركة الحسكة لتجييش توابعهم وشحنهم بالسموم الطائفية والقومية القذرة لتعود التهمة المفضلة اتجاه الكرد الى واجهة الاحدث وهي ” الخطر على امن الدولة ” ولكن المضحك المبكي في الامر ان هذه التهمة أصبحت تطلق من الطرفين لإثارة النقمة وزرع المزيد من الحقد في عقل مؤيديه ضد الكرد ، فالمعارضة تصور الاحداث في الحسكة على انها معركة قومية مقيتة اشعل نارها الكرد الانفصاليين والنظام مازال متمسكة بنظرية السيادة الوطنية وتهديدها من البويجيين !!!
وفي كلا الحالتين يتمنى الطرفين الهلاك للكرد .
لا يخفى على احد اهمية المتغيرات التي تحدث في الشرق الاوسط والتفاهمات التي برزت بين (تركيا – روسيا – سوريا – ايران ) والنقطة الجوهرية في هذه التفاهمات هي الحيلولة دون تمكن وحصول الكرد على حقوقهم, بالمقابل يؤكد التحالف الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية على ضرورة ابقاء الصراع والنزاع بعيداً عن حلفائه بالداخل وفي مقدمتهم الكرد .
لقد بدأت الخطوط تتشابك اكثر واكثر والقادم مجهول ولكن وفي ظل هذه الظروف الحساسة لربما يبقى خيط النجاة الوحيد هو ايجاد صيغة توافقية كردية مشتركة بين الاطراف الكردستانية والكردية للعمل على مبدأ وحدة المصير