حوار مع الفنان الكردي بهاء شيخو

Share Button

 بهاء شيخو الأبن الوفي لمدينة قامشلو  ، لطالما اسعد الكثيرين بصوته الدافئ ، له خصوصيته على الرغم من نشأته في مدرسة الفنان الراحل محمد شيخو الفنية  ، يتقن اسلوبا ممتعا في التخاطب

beha û ferhad مع الآخر ، يجذب مستمعيه الى حديثه المفعم بالحياة وسرد القصص عن ابناء مدينته قامشلو ، في حوارنا معه يتحدث عن شجون وهموم الكردية ، يستعرض لنا سيرته الذاتية وبدايات علاقته مع الفن ، ويتناول العلاقة بين الفن والسياسة ودور الفنان في تشكيل الوعي الجماعي للامم ، ويلقي نظرة على دور المجلس الوطني الكردي في سويد وغيرها من المواضيع اثرناها معه .وهذا هو نص الحوار :

الفنان بهاء شيخو حبذ لو تقدم نبذة مختصرة عن سيرتك الذاتية لقرائنا الكرام ؟

بهاء شيخو : انا من مواليد قرية خجوكة التابعة لمدينة قامشلو ، نلت الشهادة الثانوية العامة في سوريا ، درست في كلية الحقوق ولكن للاسف لم يتسنى لي استكمالها لاسباب وظروف خاصة . في بداية الثمانينات تعلمت العزف على البزق والعود والكمان وغيرها من الادوات الموسيقية وبقيت ثلاثة سنوات عضوا في فرقة خلات الفلكلورية ، وكنت اشارك اعياد نوروز عندما كانت تحيى بشكل سري ، وثم شاركت في تسجيل اشرطة الكاسيت كعازف مع الفر ق الفلكلورية التالية : نوروز ، خلات ، روناهي ، خاني ،بوطان  وتفكر . ونتيجة للظروف المعيشية الصعبة اضطررت للغناء في الاعراس والحفلات الخاصة . إلا ان هذا الوضع لم يكن تستثغيه السلطات الامنية في مدينة قامشلو فتعرضت لمضايقات امنية كثيرة وتم ادراج اسمي في قائمة الممنوعين من السفر خارج سوريا وكانت تلك الايام تمثل بالنسبة لي كابوسا مرعبا فعانيت الكثير الكثير لا مجال لذكرها هنا ، اضطررت للهجرة الى السويد والان اقيم فيها مع عائلتي  . اصدرت تسعة ألبومات غنائية معظمها من ألحاني وكلماتها من اشعار  وقصائد  جكرخوين ، تيريز ، بي بهار ، فرهاد عجمو ، بدرخان سندي ، احمد شيخ صالح  وصبري بوطاني .  ولديّ الآن 15 اغنية ملحّنة وهي قيد الانتاج والتسجيل واغلبها من شعر مصطفى اتروشي  .

الفن وسيلة من وسائل التواصل البشري ، لهذه الوسيلة اشكال ابداعية مختلفة كالغناء والرقص والكتابة الادبية والعزف والموسيقى …. وهناك ما يمكن وصفه بالفنان الملتزم بقضية من قضايا واخر بغير ملتزم ، في اية فئة تصنف نفسك ؟

بهاء شيخو : اعتقد انني ملتزم بقضية شعبي الذي تعرض لمحاولات اجتثاث تراثه وثقافته لعقود من الزمن ، واعتقد ان الفن لعب دورا محوريا في الحفاظ على موروثه الثقافي والقيمي ونتيجة لهذا الادراك من لدن الاجهزة الامنية والشوفينية العربية  كنا نتعرض لشتى انواع التخويف والترهيب ، اتذكر حادثة حدثت معي في 1991  ما زالت تؤرقني الى هذا اليوم ، كنت احيي حفلة زفاف لشاب كردي في قامشلو داهمتنا الاجهزة الامنية وقبضوا علينا كلانا ، انا والعريس وتم حجزنا لمدة ثلاثة ايام وتعرضنا خلالها لإهانة  لا يمكن ان تنسى وتم شمع الآلة التي كنت اعزف عليها بالشمع الاحمر ، فهل يمكن ان يصدق هذا الامر في دولة اخرى  عدا  دولة الامن والبعث العربي . استطعت من خلال الغناء والموسيقا الاحتكاك مع الجماهير الكردية ، كنت اشعر بما يشعر به الجمهور وكنت اسعى دائما لتقديم الجديد مع الحفاظ على روح التراث وكنت اراعي عدم المساس بها .

احيانا الفنان يتأثر بالسياسة ويتفاعل معها باسلوبه واحيانا يؤثر فيها ، ما هو دور الفنان في رسم ملامح المستقبل لاي شعب ؟  وما هو دوركم في رسم مستقبل الشعب الكردي في كردستان سوريا ؟

بهاء شيخو : الفن والسياسة لا ينفصلان عن بعضهما البعض في اغلب الاحيان ، فالفن بالاضافة الى كونه حالة تعبيرية جمالية له خصوصيته إلا انه بمثابة مرآة تعكس الحالة الاجتماعية والسياسية والثقافية للشعوب ، ففي الكثير من الحالات الفن يعبر عن الحالة السياسية باسلوب ابداعي متميز، قبل ثلاثين عاما كنت اغني لكردستان وسهولها وجبالها ومراعيها وجمالها وحضاراتها …. وكنت اساهم في احياء الفلكلور واطورها بامكاناتي المتواضعة وكنت اجمعها بغرض حفظها من الضياع ، ومشاركتي في الفرق الفلكلورية التابعة للحركة الوطنية الكردية ومساعدتي لهم ما هي الا تناغم ما بين الفن والسياسة والتعبير عن تلك العلاقة الجدلية بينهما ، وفي هذا الصدد اناشد جميع الاحزاب الكردية بالانفتاح على بعضهم البعض والابتعاد عن الحزبية بمفهومها الضيق  .

اصوات السلاح تعلو فوق جميع الاصوات ،  اليوم في سوريا غدت  اصوات الطيران الحربي للنظام السوري ومدافعه ودباباته مألوفة للصغار والكبار تثير الرعب اليومي بينهم  ، هل ما زال للفن من صدى بين تلك الاصوات المرعبة ؟

بهاء شيخو : تعتبر مأساة السوريين مأساة العصر ، فالثورة السورية دخلت عامها الرابع فيتعرض السوريين الى القتل والتهجير بشكل يومي وعلى مرأى من العالم باجمعه . فلم تبق للاغنية دور وسط اصوات البراميل المتفجرة والطيران الحربي للنظام من جهة والهجمات البربرية لمنظمة الداعش الارهابية وشقيقاتها  من الجهة الاخرى، في مثل هذه الاجواء من يستطيع ان يسمع غناء ، ومن يستطيع من الفنانين تسجيل اغاني بشكل يومي لان في كل ساعة تحدث مجزرة بحق المدنيين العزل وفي كل لحطة تحدث قصة مأساوية بحق اهلنا في سوريا والتعبير عنها يحتاج الفنان لتأليف آلاف الكتب وانتاج الآلاف من الالبومات الغنائية . في بدايات الثورة برزت بعض الاصوات ولكنها لم تكن محفزة بقدر ما كانت معاتبة ، كاغنية سميح شقير يا حيف . واليوم اخذت الثورة منعطفات اخرى في مسيرتها الثورية فامتدت الآيادي اليها واصبحت للاسف الشديد مرتهنة للقوى الدولية والاقليمية .ولكننا ما زلنا نعقد الآمال الجمة على الغيورين من ابناءنا لانقاذ ثورتهم ووضعها على سكتها الوطنية السورية الصحيحة .

حسب معلوماتي انك ناشط سياسي مستقل في المجلس الوطني الكردي في السويد ، حبذ لو تسلط بعض الضوء على نشاطاتكم ؟ وماذا قدمتم لابناءنا في داخل الوطن ؟

بهاء شيخو : انا اعمل في الهيئة الادارية  للمجلس الوطني الكردي كمستقل منذ ما يقارب من سنة ، قمنا باحياء العديد من الحفلات الفنية بهدف مساعدة اهلنا في الداخل بالاضافة الى جمع التبرعات وبعض النشاطات الاخرى المتعقلة بالدعم المالي ، هذا فضلا عن الكثير من النشاطات السياسية والدبلوماسية التي قمنا بها في مملكة السويد .

 كردستان سوريا تتعرض لابشع هجمات ارهابية عرفتها المنطقة من قبل ما يسمى ب داعش ، ما هي رسالتك للمجلسيين الكرديين المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان  اللذان يناضلان في الساحة الكردية ؟

بهاء شيخو : اعتقد ان تنظيم داعش هو صنيعة النظامين السوري والايراني على حد سواء . استجابة المجلسين لم تكن في المستوى المطلوب تجاه الوضع المأساوي الذي يمر به شعبنا الكردي عامة ومنطقة كوباني خاصة .وللاسف الشديد مجلس الشعب لغربي كردستان لا يقبل بالمجلس الوطني الكردي كشريك حقيقي ويحاول اقصاءه بشتى الوسائل وهو قد اتخذ جملة من الاجراءات من طرف واحد لا تخدم قضية الشعب الكردي في سوريا وآخرها قانون التجنيد الاجباري ،  وهنا اناشد المجلسين ان يتخذا من اتفاقية هولير 1 و2 كمرجعية لهما وتفعيلها ونبذ الخلافات الجانبية بينهما في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا ، ان  سلوك الاقصاء والتصارع بين القوى السياسية  ما هو إلا خطأ تاريخي بحق شعبنا الذي لن يغفرالتاريخ اصحابه

غدت سوريا بلد الاشباح بسبب عبث النظام والمجموعات الارهابية على حد سواء ، الى اي حد انت متفائل بمستقبل سوريا بشكل عام ومستقبل الكرد  في كردستان سوريا بشكل خاص ؟

بهاء شيخو : ارى ان الحل في سوريا لم يكن بيد السوريين بقدر ما هو بأيادي الدول العظمى والاقليمية ، وان اعادة رسم خارطة الشرق الاوسط بات ضرورة لا بد منها ، وان خارطة سوريا شأنها شأن العراق تتجه الى اعادة ترسيمها ، فمن الصعوبة بمكان اعادة سوريا الى ما قبل الثورة بعد كل هذا القتل والتدمير ، والوضع الكردي يحمل في طياته الكثير من عناصر التفاؤل فيما اذا استدركت قيادات الحركة الوطنية الكردية اخطاءها وتعاملت بايجابية مع التغيرات القادمة ، اعتقد انه قد آن الاوان لاعادة صياغة اتفاقية سايكس بيكو ورسم الحدود بصورة مغايرة بما تنسجم مع تطلعات شعوب المنطقة .

ما هي رسالتك التي تود ان توجهها للشعب السوري عموما والشعب الكردي خصوصا ؟

بهاء شيخو : اتوجه للشعب السوري بالتحية واثني على صموده واقول له ان الشعب الكردي شعب مسالم يعشق الحرية وينبذ الظلم وقضيته قضية عادلة لشعب يعيش على ارضه التاريخية ولا يحمل العداء لشعوب المنطقة وصراعه مع الانظمة الديكتاتورية التي سلبت منه كل حقوقه ، وتجربة كردستان العراق اكبر برهان على محبة الشعب الكردي للتعايش الاخوي بين الشعوب  فغدت كردستان العراق ملاذا امنا للكثير من الوطنيين من مختلف القوميات والاديان .

واتوجه ايضا بالتحية للشعب الكردي  وادعوه للتشبث بارض آباءه واجداده وادعوهم للضغط على الحركة السياسية الكردية والمجلسين الكرديين لترك خلافاتهم والتوافق في المواقف في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها شعبنا الكردي  .

واخيرا الحرية للشعب السوري والمجد لشهداء الثورة السورية طلاب الحرية والكرامة ، والمجد لشهداء الكرد الذين قدموا الغالي والرخيص للتصدي للمرتزقة والارهابيين الذين يحاولون السيطرة على كردستاننا الحبيبة . واشكرك الاخ فرهاد على هذا الحوار.

19 – 7 – 2014

 الهيئة الاعلامية لفرع اوروبا للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

فرهاد ميرو        

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...