حميــد خلـــف : الشعوب العربية و مسيرة الخلاص الدامية

Share Button

قد يمتد الليل و يطول السرى لكنهم بضوء شموعهم الناحل يفتحون طريقاَ 67 - حميد خلف
الى الفجر فذلك من عقدت عليهم عزائم المحتجين في ساحات الوطن الممتد
من المحيط الى الخليج الذين يرون انفسهم ثواراَ و طلاب حرية و كرامة
و يمضون في طريق لا شيء فيه الا القتل من اجل الوطن في وقفةََ مجلَلةََ بالدم
تتشابه مطاليب الشعوب العربية وهي قضية الحكم و رشده انه المشهد نفسه يتكرر.
فاستبان الشعب بعد سنوات طوال عجاف ان التغيير لن ياتي الا من تلقاءه
و بتضحياته . هكذا كان الحال في معظم الدول العربية التي هبت عليها رياح
التغيير . فليس من رئيس حدثَه شعبه سراَ او جهراَ في شان ترك الحكم او اصلاحه
الا قابله بلئيم قوم ثم بالايعاز الى رجال الامن ان يقتلوهم . او باخراج الدبابات
و الطائرات التي حبست طويلاَ في مرابطها انتظاراَ لمعركة لن تقع .
و الطائرات التي حبست طويلاَ في مرابطها انتظاراَ لمعركة لن تقع اصلاَ.
ها هي تخرج لتأديب من قالو في الساحات / الشعب يريد اسقاط النظام / .
حتى يكون كل ميت عبرَة لكل حيَ . على طريق سال فيه الكثير من الدم
و تساقطت فيها رؤوس الاعداء و الاصدقاء على السواء وصل طغاة العرب
الى الحكم في مسيرة هي سيرة للدم و الانقلابات و الانقلابات المضادة .
نصف قرن من حكمهم كانت تعلو فيها رايات القومية و الاشتراكية و تملأ
سمع الناس صباح مساء آية احزابهم العظمى / امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة / .
و اما الغايات الكبار في ايديولوجيتهم تحقيق الوحدة و الحرية و الاشتراكية .
لكن التجربة اثبتت ان الشعارات كلما علَت انحسرت قيمتها في واقع الناس حيث
لم تكن هناك حرية و لا كرامة لشعوبهم . ها هي الشعوب العربية تكتشف
و بثمن باهظ رسالتها وهي ان وجودها لا يكون الا بحريتها و كرامتها .
كانوا هؤلاء الطغاة تجسيداَ للتناقض وعنوانا للغرور و التكبر و يلهثون في
البحث عن دور يكونوا هم الابطال و ملك الملوك و عميد الحكام العرب
او زعماء لا ينافسهم احداَ . لم يكن مع هؤلاء طغاة اكثر مما وفرَته مناهج الدرس
في المرحلة الاعدادية او الثانوية و يعتبرون انفسهم منظَرين و مفكرين وسعَوا
على البشرية ضيق مساراتها الايديولوجية و السياسية فمنهم من خرج بالكتاب
الاخضر الذي ينظر لمسار ثالث يخلص الشعوب من العبودية و الاستغلال
و يشرَع الى نهضة شاملة نحو الازدهار . و منهم من نظَروا للاديولوجيات القومية
طريقاَ للخلاص . نصف قرن من الزمان غاب من خلالها وجه المواطن العربي
المختصر في وجوه الحكام فالحكام كانوا الوطن و الوطن كان الحكام .
لم يجد حكام العرب في صرخة شعوبهم المنادون بالحرية و الكرامة ما يستحق
الاصغاء و لا تؤنبهم ضمائرهم بالالتفات الى اهات امهات الثكلى و النساء
الارامل و الاطفال الايتام بل قابلهم بوعيد القتل و باحالة اوطانهم الى جهنم .
هذه الاوطان لم تكن يوماَ مقصداَ لأحد طلباَ للعلم او الشفاء بقدر ما كانت اوكاراَ
للمؤامرات الاقليمية و الدولية حيث لم تبقى دولة واحدة في العالم ألا و اخذت
نصيبها من كيد تلك الانظمة . ومن رحم هذا الفشل خرجت الشعوب العربية
في مسيرة الخلاص الدامية من حكمهم ينادون باسقاطهم و رٱينا بعض من
هؤلاء الطغاة ما بين هارب بجلده او متنحياَ رغم انفه او مقتولا او مكابراَ لايزال يعاند
او من يقاتل بدعم اقليمي . او من يضخون باموال نفطهم و فتاوى رجال دينهم
للارهاب المتفشي على امتداد جغرافية الوطن العربي لكي لا تطالهم رياح التغيير
عروشهم المهترئة . هكذا يكون مصير الطغاة تقول شعوبهم . و تقول ان الطغاة
اينما وجدوا سيتجرعون في الغالب كأس الموت التي جعلوا من مهمتهم في الحياة ..
ادارتها بين شعوبهم متى استنكفت عن حياة القطيع حيث لا امان بعد اليوم
الا من آمن شعبه .

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...