كوباني تتزاحم الحروف حين الحديث عنها . و تتسابق الكلمات و المعاني على
خطب ودها . و تتسمر الأقلام عاجزة عن وصفها .
فهي مفردةً نادرةً . تغّنت بها سطور المجد في سجلات التاريخ الكردي المعاصر
و تشرّفت القواميس العالمية بـأنضمامها إلى صفحاته و أزدهت بحروفها لغات
العالم حين أصبحت عنواناً للتضحية و الفداء و مثالاً يحتدى به لكل الشعوب المقهورة التي تقاتل الطغاة و الاستبداد و قوى الجهل و الارهاب . من أجل نيل حريتها
و كرامتها . هذه الأيام تمتزج الدماء الكردية الذّكية و الطاهرة من كل اجزاء كردستان على ارض كردستان سوريا في كوباني الحبيبة الصامدة امام تلك القوى الارهابية
انها لحظة عزّ و مجدٌ و فخار نستذكر تاريخنا البعيد و القريب و المليئ بالبطولات
و المآثر . انها يوم الانجاز التاريخي العظيم الذي أعاد للأمة الكردية هيبتها و كرامتها .
و أثبت أن الكرد متوحّدون و أن التضامن الكردي هو مطلب الجميع في الأوقات
كافة . و ضرورة قومية لمواجهة التحديات …
يلتقي المتآمرون دائماً عند محاولة ضرب الكرد وتفتيت عضدهم
التي امتلكت قرارها وامتلكت القوة الكافية للدفاع عن قرارها هي بعرفهم نشاز المنطقة . و يجب أن تقدّم لهم الطاعة و تنحني لمشيئتهم و أمزجتهم .
و لأنها لم تفعل ذلك و لن تفعل فقد فجّرت غيظهم فكانت هذه الهجمة الارهابية
عليها قادهم جهلهم إلى حيث يتحطّم غرورهم كلّ مرة و ساروا مقتادين
بشياطينهم إلى حيث نارنا المقدسة لم و لن ترحمهم .
شعبنا آمن بقضيته و تعاضد حباً في وطنه كردستان و إيماناً بعيشه المشترك
و بتآخيه الذي لا يمكن لأي قوة في العالم أن تلغيه . و لا أن في كردستان شعباً
لقّنت الارهاب دروساً من كثرة ما تكالبت عليه في السابق أمم الشرّ فعرف أن خلاصه
لم يكن يوماً إلا في وحدته و تماسكه و وقوفه صفّاً واحداً بوجه كل ما يحاك ضده .
و مواصلة الدرب ذاته و بهمة عالية لا تثنيها الصعاب و المؤامرات التي يحاك
ضده من قبل الانظمة التي تغتصبه .
يتجلى الدور الوطني و القومي الممّيز لقواتنا التي تقاتل الان في كوباني و يتنامى لأبناء كردستان أهمية هذا الدور في معركة أعلن فيها أعداء الخارج تدمير كوباني لكنهم خسؤوا مهما تكالبوا . فهنا منبع التاريخ و هنا صخرة المجد التي تتحطم عليها المؤامرات و المخططات . و هنا محطات لذكريات خالدة في قلوبنا . الذكريات التي نتنفس عبق انتصاراتها مع كل إشراقة صباح في كوباني و شنكال .