لما كانت الحركة الوطنية الكردية هي من اقدم الحركات السياسية المعارضة في سوريا منذ عام 1957م . و حتى الان . و هي تتمتع بالخبرة و المهارة السياسية الكافية في ممارسة كافة اشكال النضال السياسي و السلمي . و تملك نهجاً سياسياً و استراتيجيةً واضحة تعمل بموجبها . و هي بالتالي ترتب في الصف الاول في المعارضة السورية . و تحظى بتأييد واسع من الجماهير الكردية . و كما تحظى باحترام و تقدير القوى السياسية الوطنية السورية . و فرضت نفسها كحالة سياسية تاريخية معبرة عن امال و طموحات السعب الكردي .
و هي نواة الرئيسية للمعارضة السورية و عليها الإقتناع به. هناك من يستهين و للاسف بالحركة الوطنية الكردية من داخل المعارضة السورية . و هناك من يتعمد لها . باوامر الدول الاقليمية . و التي بدأت تأخذ منحى طائفياً بشكل متزايد . و لازال الحركة الكردية خائفة من الائتلاف السوري لقوى الثورة و المعارضة بسبب غموض مواقف الائتلاف من المسالة الكردية . او من أي حكومة جديدة تأتي الى سدة الحكم بعد زوال النظام تسيطر عليها الغالبية من العرب السنة مما قد تعمق و تزيد من تهميشهم . ان هذا الموقف المخجل من قبل اغلب المعارضين العرب ذات توجهات شوفينية .و التي أصرت على مبدأ التخوين و الخوف من حقوق الشعب الكردي . الا ان الحركة الكردية أثبتت و من خلال تاريخها السياسي و السلمي انها جزء من الحركة الوطنية في سوريا . و كانت الحركة حاضرة على المسرح السياسي و تشارك احزان و افراح سوريا .
و لم يفكر الحركة الوطنية الكردية في سوريا بالانفصال عن الوطن في مراحل نضالها يوماً ما . و كانت ترى انها جزءاً اساسياً من مكونات الفسيفساء المجتمع السوري و لها مواقف مشرفة بهذا الخصوص و ترى ان دماء الشعب السوري من عرب و اكراد و دروز و علويين و مسيحيين و اشوريين امتزجت مع بعضها في المعارك دفاعاً عن سوريا . و لكن كانت الانظمة المتعاقبة على سدة الحكم تنظر بعين الريبة و الشك الى الشعب الكردي و تعتبرهم خونة و انفصاليين . و مارست بحقهم ابشع اشكال الاضطهاد القومي و الطبقي … و ترى ان مطالبها لا يتم الا عبر حل جميع القضايا الوطنية الهامة العالقة في البلاد منذ عقود و ذلك من خلال نظام ديمقراطي تعددي برلماني يؤمن الحقوق و الحريات العامة لكل المكوّنات في سوريا . ان المعارضة السورية و ان كانت هناك بعض احزاب وطنية . و لكنها لاتتمتع بتلك الصفات التي تتمتع بها الحركة الكردية و معظم المعارضين هم من الشخصيات وطنية اكاديمية مستقلة و التي كانوا يعيشون خارج البلاد او الذين خرجوا من البلاد بعد ان اخذت الثورة منحى عسكري و هم بالتالي لا يتمتعون بتأييد جماهيري و هم لا يمثلون اي شريحة من شرائح المجتمع السوري في الداخل . و اغلب هذه الشخصيات قومية شوفينية و تتحسس من المسالة الكردية … لذا و من منطلق المصلحة القومية الكردية يجب على الحركة اعادة تفعيل الهيئة الكردية العليا و تحمل مسؤلياتهم و تواكب الاحداث و التطورات المتسارعة. و ان تبادر بأسرع وقت ممكن الى تشكيل قوة عسكرية كردية .حيث يتكفل بتدريبها و تسليحها التحالف الدولي و على راسها امريكا لتكون قوة عسكرية ضاربة و لتكون شريكاً حقيقياً للتحالف الدولي على الارض بعتمد عليها . كما الحال مع بيشمركة كردستان العراق . وها هو السيناتور الجمهوري جيمس ريتش عضو لجنه العلاقات الخارجيه يقول اثناء عقد جلسة الكونغرس اليوم لمناقشة خطة اوباما لمواجهة داعش (( انا لا اثق بوجود معارضة سورية معتدلة للاعتماد عليها و تسليحها لمحاربة داعش الفئة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها سواء في سورية . أو العراق هم الكرد فقط لانهم مقاتلون مذهلون . و قد اظهروا قوةً مذهلة و بسالة لا مثيل لها في محاربة الارهاب لهذا اطالب بتسليحهم و الاعتماد عليهم و الثقة بهم دون غيرهم سواء في سوريا او العراق ))