حميد خلف: الادب الكــــوردي الملـــــتزم و قضــــــــايــا الامـــــــــــة : اولاً : قضية الوطن عند الشاعر الكردي الكبير تيريز .

Share Button

استمد شاعرنا الكبير تيريز قوة ابداعه و الهامه الشعري من الواقع تنزيل
الذي يعيشه الشعب الكوردي في ظل سياسات الانظمة التي تغتصب
كردستان…
لقد استطاع أن يصور الواقع الكوردي تصويراً فنياً و ذلك باختيار الكلمة الموحية
بطاقتها و جرسها و معناها . فجاء شعره قوياً مؤثراً . بعد أن تخطى الحدود
الذاتية و تخلص من ذاته فارتفع شعره إلى ذروة الجمال الفني ليسجل
لنا لوحات حزينة لصراع الشعب الكوردي تحت
أغلال الانظمة الديكتاتورية المستبدة …
إننا نلمس في شعره صدق العاطفة القومية و الوطنية . و لهذا كان شعره
بمثابة مرآة لواقع الامة الكوردية في ارجاء كوردستان. نلمس في
كلماته صيحته الوطنية و صرخاته الأليمة …
تيريز شاعر الأرض و الوطن بلا منازع . الذي غنّى و أعطى ما خبا. الهوى عنده
باق. في جذور الضوء كان راسخاً . كان شعره شلالاً آتياً و قصيدة خضراء .
فيه يصهل البيان . و ينتشي بعطره آذار…
فالشاعر تيريز استطاع أن يتحدى الواقع المرير و أن يقف ضد سياسات
الانظمة المستبدة . قد توغل في أعماق القضية الكوردية ليكشف كل
الدسائس التي يحاكها تلك الانظمة لتحطيم معنويات الشعب الكوردي.
نرى أن نمو الرؤية القومية عند شاعرنا جعلته يبلورها
في رؤية نازفة دماً من خلال اشعاره…
إن القضية الكوردية قضية دامية و مؤلمة ساكنة في كل قلب كوردي .
و خاصة الذين خدموا قضية أمتهم الكوردية بشعرهم الملتزم و الكلمة
الأمينة الصادقة . و حملوا في نفوسهم شحنات الرفض و التمرد على
هذا الواقع المؤلم ضد الانظمة و ظلمهم …
إن الشعر شكل من أشكال الثقافة و سلاح من أسلحة المناضلين .
و الشاعر تيريز أكد حضوره و فعاليته على الساحة الأدبية و على الساحة
النضالية من خلال اشعاره في معظم دواوينه …
لقد كتب أغلى الكلمات اعتصر المحال.كتب للنضال الكردي .
كتب للثورات و مجّد أبطالها . و أنشد لها أجمل الأشعار.كتب للنساء
و الرجال. كتب للطيور المهاجرة ” قولنك ” و فتح لها دفاتر الوهج العتيق.
والماضي البعيد و القريب. و حمّلها حنينه و شوقه لديرسم و سرحد و آمد
و مهاباد و هولير. و سلامه إلى أبطالها بيران و قاضي محمد و البرزاني.
و إلى المعتقلين في سجون الطغاة يستعيد معهم الأحلام القتيلة.
و الظمأ القديم باق معه…
شاعرنا الكبير تيريز كان حتى آخر أيامه نهرعطاء يفيض بالجليل و الجميل
من الشعر كان دائم الغرس لأشجار التفاؤل في النفوس و الأفئدة.
و كان بمنزلة المصباح الذي ينير دروب نضال الشعب الكردي .
أحلامه بدأت من أرض كردستان التي عانقها رعشة. رعشة من
جبال همرين و سيبان و خلات و جودي و أرارات …
تيريز من جيل كان الحلم الكردي محور حياته و شعره.أحلامه كانت وراء كل
كلمة قالها في حياته. لقد غنّى و كتب من وحي هذا الحلم لكردستان …
تيريز. لم يخلق ليتحجّر في صفحات كتاب. بل هو الصوت الرائع الغريد.
الذي يترقرق حيناً كينابيع الفردوس . و يزأر حيناً كعاصفة . تحرّك
و حرك فملأ القلوب و الأسماع حركةً و حياةً و تمرداً على الظلم
و الطغيان و الاستبداد. لقد نظر في المدى و بحث عن رحيق الحرف
في الشعر الذي يهب الشعب الكردي .معنى الوجود . هي كردستان
التي أعطاها كل هذا الحب المعمور. هي كردستان التي غنّاها في
شعره الرائع الجميل. هي كردستان نسيج حضاري هائل ضارب في
أغوار التاريخ …كان تيريز صوتاً كوردياً يهز ضمائرنا و يملأ تصوراتنا.
و جاءت دواوينه لتعطي ذلك الشعور حساً مادياً ملموساً عبر الورق
و الكلمات. و ما تحمله من مشاعر وطنية و وجدانية هي بالنسبة
للشعب الكوردي ذاكرة أولى و ذاكرة للضمير الأصل في نفوسنا و في ثقافتنا…

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...