سوريا و خمس عجاف . ثورة ارتأت أن تعتلي قمّة الخلاص . فماذا حدث ؟
كان ثمة وجع بحجم وطن . و شعب يذود عن حق طالما ظلّ أسير فكر مستبد
لمدة نصف قرن . ثورة نادت من أجل الكرامة و الحرية . و شعب ضاعت
ملامحه أمام جبروت سادة و ساسة يقال بأنهم رجال من معارضين !!!
تباً لهم من رجال أجهضوا الحلم على عتبة خذلانهم و شرهم المستطير أذاقوا
سورية معنى أن تكون عبداَ و تابعاَ . أحالوا الأرواح نهر نزيف من دم .
و خوف أهان معنى أن تعيش في دولة سلام و حرية . تاريخ من عبث
و فوضى في عدالة ما تجرعها السوري الا ذلاَ و مهانةَ و حقوق أدراج
طغمة فاسدة . الحرية باتت وبالاَ لا يطاق . الحرية باتت ألماَ في خاصرة مطالبيها .
و ان اختاروا الصراخ و عدم الصمت . ترى كيف للوطن أن يكون وطناَ و هو
يحتضر على يد أشخاص يختزلون الوطن في فكر سلفي ؟ أي ثورة هذه !
مات من صدحت حناجرهم بها ؟ أي معارضة هذه قادتها الجولاني و مالح
و لبواني و حجاب و نعسان و علوش . أحالوا حلم الشعب الى كوابيس لا تنتهي
من مسلسل رعب ! ثورة بيعت في مزاد الساسة بثمن بخس . ثورة تجرّعت الأسى .
أنتم يا من استلمتم زمام المعارضة ؟! لقد سلبتم انسانية هذا الشعب .
انه المال السياسي الذي جعل منكم أشخاصا لا أخلاق لهم أو ضمائر .
هكذا أفضتم من أوكاركم تجرّون لؤمكم و تجهضون أرحاماَ حبلى بثورة
التغيير لتنجبوا دواعشاَ و خونة و لصوص ليعتلوا موجة الثورة .
يا لخيبتك يا سوريا و أنتي ترزحين تحت مقاصل السفهاء الذين
يتسلقون فيك المناصب و باسمك ! بماذا أذنب الشعب ؟ هل أخطأ حين طالب
بالحياة الكريمة تحت سقف وطن ؟ و أنتم يا من تدّعون الوطنية و الشرف
و الانتماء و تنادون بوحدة سوريا وترفضون ان نعيش في وطن يجمعنا في
ظل نظام مدني فيدرالي و تبكون على شرفها و تنحرون شعوبها على الهوية
الطائفية و القومية . انتم من قسمتم سوريا طائفياَ و قطعتم اواصر المحبة
بين شعوبها و دفنتم اسس الشراكة و العقد الاجتماعي بين مكونات
المجتمع السوري . ماذا أهديتم لسوريا غير أكفان حمراء و وأد الصرخات
و نحر الرؤوس ؟ و بيع الوطن ؟ نعم هذه هي سوريا التي اصبحت ساحة
لتصفية حسابات اقليمية و دولية . و تخلت عنها كل شعوب الارض .
و هؤلاء انتم ايها السفهاء الذين تقاسون اليوم بحجم عمالتكم لاجندات اقليمية
و اخفاقاتكم و بيعكم للوطن بحفنة دولارات . فانتم مرابون في أسواق النخاسة
و لا تأبهون ببؤس السوريين . انتم مبدعون في عقد مؤتمرات العهر و تتخفون
و راء ستار العفة و الدين و تبرعون في اثارة النعرات الطائفية و القومية .
و تحاولون ما من شأنه اطالة عمر الأزمة . اصبحتم تجاراَ و امراء حروب .
وطن يضيع أمام أعينكم وانتم لا تتنازلون عن عهركم و كبريائكم
فالمدن مدمرة و الارواح ازهقت و الشعب مهَجر و اللجوء قضية أخرى
و غرق على شواطئ بحار الاغتراب يلوذ الشعب بالحياة فيلاحقه الموت .
طمعاَ في ابتسامة ربما تعيد الحياة لانسانيته المستباحة جسداَ و روحا
و المهدورة دماَ . و كذا الطفولة هلكت أما النساء فبين سبي و ثكل و ضياع ٠
متى ينتهي النواح من شوارع الوطن ؟ الارهاب مستفحل تتخبط في ذاتها امارات اسلامية ممتدة على طول البلاد و عرضها و سرطان رايات سوداء تعلق على
نصولها أجساد الرجال . كيف سيدون التاريخ مأساة وطن طال أنينه بين جنيفات .