حسن سيف الدين: عودة الى اسم الحزب في البدايات بمناسبة ذكرى التأسيس

Share Button

هناك إشكالية ,قديمة جديدة, مطروحة على الساحة السياسية الكردية حول حقيقة اسم الحزب , في مرحلة التأسيس , وعادت 11430293_862954073781168_2078758557_nوبقوة في الآونة الأخيرة , بعد أن ازداد عدد الأحزاب الكردية, التي تعود بميلادها إلى يوم 14 /6/ 1957م حتى بات شعبنا الكردي, في هذا الجزء من كردستان قريبا من غينس للأرقام القياسية , في عدد الأحزاب المشكلة في يوم واحد.
وكذلك هناك من يحاول تشويه تاريخ حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا,عبر كتابات ومدونات ,أما عن عدم معرفة و جهل, أو يفعل ذلك بقصد الإساءة إلى الحركة الكردية ورموزها .
لتوضيح ملابسات الاشكالية ولاظهار الحقيقة ,بداية سوف نحاول تسليط الضوء , على اسم الحزب في مرحلة التأسيس,من خلال مذكرات وكتابات بعض من المناضلين الذين كان لهم الدور الرئيسي في تأسيس الحزب, أومن انضموا إليه منذ البدايات كالدكتور نور الدين زازا وعبد الحميد درويش وجكرخوين ومحمد ملا احمد ورشيد حمو وحمزة نويران .
– في مذكرات الدكتور نور الدين زازا والذي انضم الى الحزب سنة 1958 و اصبح رئيسا له ( حياتي الكردية أو صرخة الشعب الكردي) في الصفحة 108 يقول ( في نهاية 1957 تحقق الحلم , وأصبح الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا حقيقة واقعة، وكانت أهدافه تكمن في الدفاع عن الكيان القومي لكرد سوريا……)
– الأستاذ عبد الحميد درويش في مذكراته ( أضواء على الحركة الكردية في سوريا) يذكر وبالتفصيل كيفية تشكيل نواة الحزب في ربيع1956 من قبله والمرحومين أوصمان صبري وحمزة نويران
فجاء في الصفحة 15 :
(بدأنا نحن الثلاثة بوضع الأسس للحزب الذي اتفقنا على تسميته:
(partiya kurdên dimoqratên sûrî) حزب الأكراد الديمقراطيين السوريين وتم كتابة برنامج الحزب باللغة الكردية)
وبعد لقاء عثمان صبري مع رشيد حمو في دمشق والذي كان منتدبا عن رفاقه ,شوكت حنان ومحمد علي خوجة وخليل محمد ,والذين كانوا قد تركوا الحزب الشيوعي وقتها ,حيث تم الاتفاق معهم على أن يكون اسم الحزب ,الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ,وان يكتب البرنامج باللغة العربية, يقول الأستاذ حميد في كتابه المذكور, الصفحة 18 :
“..والتأم الاجتماع الأول بيننا يوم 14/6/1957في منزل السيد محمد علي خوجة الكائن في سوق الخميس في حلب , في ذلك التاريخ, أصبحت اللجنة المركزية تتألف من سبعة أعضاء هم :أوصمان صبري ,عبد الحميد درويش ,حمزة نويران ,رشيد حمو, محمد علي خوجة ,خليل محمد ,شوكت حنان وتم الاتفاق على ان يكون الرابع عشر من حزيران يوم تأسيس الحزب, بعد أن وافق عثمان صبري على اقتراح الإخوة في جبل الأكراد على أن يكون اسم الحزب ( الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ) بدلا من (حزب الأكراد الديمقراطيين السوريين) ”
-الشاعر والسياسي جكرخوين الذي انضم الى الحزب سنة 1958, مع مجموعة من رفاقه, من حزب ازادي , دون شروط وأصبح عضوا في اللجنة المركزية في نفس السنة وبقي في موقعه ,حتى اخر يوم من حياته.
يقول في مذكراته (Jînenîgeriya Min (في الصفحة 328 :
” قمنا بحل حزبناAzadîxwazên Kurd) ) وانضممنا الى (Partiya Dimoqratên Kurd ) في المؤتمر الذي عقد في حلب سنة 1967 طلب مني الترشح للجنة المركزية, وحصل اسمي على عدد كبير من الأصوات, وحتى الآن ونحن في سنة 1973, أناضل معهم بقوة, من اجل شعبي..”

sd
– الاستاذ محمد ملا احمد والذي انضم الى الحزب مع رفاقه في جمعية وحدة الشباب الديمقراطيين الكرد سنة 1958 وانضم إلى اللجنة المركزية في الكونفرانس الأول في دمشق1962 في كتابه (صفحات من تاريخ حركة التحرر الوطني الكردي في سوريا) القسم الثاني (المرحلة النضالية الأولى من مسيرة البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا منذ التأسيس وحتى الانقسام الأول 1957-1965)
في الصفحة 33 يقول حميد حاج سليمان ,المؤسس الثاني للبارتي,بعد عثمان صبري, كان شابا قوميا متحمسا, قليل الخبرة بالسياسة (كما يقول هو نفسه ) لذا كانت مشاركته قليلة في نشاطات البارتي , حتى أوائل عام /1959/فقد اشترك قليلا :
1-في وضع البرنامج السياسي (ريزان) باللغة الكردية مع عثمان .
2-في تغيير (ريزان) الى اللغة العربية مع بعض الاضافات بعد مجيء رشيد ورفاقه.
ويعتبرالاستاذ رشيد حمو من المؤسسين و اصبح سكرتيرا للجنة المركزية في عام 1958 , في مقالة له في المنبر السياسي سنة 2002 بعنوان : “الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا 14 حزيران 1957 التأسيس والمؤسسون ”
يقول : “منذ نشوء الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا عام 1957م وحتى تاريخ 14 حزيران عام 2002م ، يكون قد مضى خمسة وأربعون عاماً …… .اتفقت مع عثمان في هذا اللقاء على أمرين :
أولاً : أن أقوم بمحاولة إقناع الأشخاص الثلاثة في حلب الذين ذكرت أسماءهم بغية إقناعهم بالعمل معنا .
ثانياً : في حال قبولنا جميعاً بالعمل على تشكيل هذا الحزب ، ينبغي تغيير المنهاج المحضر سلفاً من قبل عثمان لعدم ملاءمته مع الظروف القائمة في البلاد .
وبخصوص الدكتور نور الدين ظاظا الذي انضم إلى الحزب عام 1958م ، تقديراً لمؤهلاته وحماسه وتأييده المطلق لفكرة تشكيل حزب سياسي كردي في سوريا ، فقد جرى انتخابه رئيساً للحزب ولعب دوراً بارزاً في حياته فيما بعد في السنوات اللاحقة ”
-المرحوم حمزة نويران احد الثلاثة المشكلين لنواة الحزب سنة 1956 في مذكرات عنه للكاتب محمد جزاع (المناضل حمزة نويران –صفحات من الذاكرة) في الصفحة 49 (كيف تحول تاريخ الحزب من ربيع عام 1956 الى 6/14 /1957
يقول : “بعد انجاز تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ربيع عام 1956 , وبعد مضي وقت يقارب العام على نشاطنا ،اتصل بي عثمان صبري يطلب حضوري الى دمشق فتوجهت الى هناك ، وفور وصولي عقدنا اجتماعا (عثمان صبري ,عبد الحميد درويش ,حمزة نويران )اعلمنا عثمان صبري انه التقى مع مجموعة من شباب عفرين وهم رشيد حمو ,شوكت حنان ,محمد علي خوجة ,خليل محمد….وأفادنا عثمان صبري انه:خلال لقائه مع هذه المجموعة, اعلمهم بتأسيس الحزب وأطلعهم على المنهاج السياسي,وناقش معهم امكانية انضمامهم الى الحزب,وافادنا:ان المجموعة تقبلوا فكرة الانضمام الى الحزب إلا انه لديهم شرط وحيد, وهو ان يعتبر اول لقاء لنا معهم في اجتماع موحد , يعتبر تاريخ تأسيس الحزب,وبذلك يكونوا من المؤسسين, في البداية اعترض عبد الحميد درويش على هذا الشرط وقال ان الحزب قد تأسس فما المغزى من شرطهم ؟وبالنسبة لي لم تكن الفكرة ذات اهمية , لكن عثمان صبري اوضح اصرارهم على هذا الشرط ,وبالنتيجة تخلى عبد الحميد عن اعتراضه وتم قبول شرطهم”.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا,كيف تسرب شعار تحرير وتوحيد كردستان واسم الحزب الديمقراطي الكردستاني الى بعض منشورات ووثائق الحزب ,دون أي قرار من كونفرانس أو مؤتمر؟

lllll
علما بأنه لم ينعقد أي كونفرانس او مؤتمر حتى عام 1962, حيث انعقد اول كونفرانس في دمشق. يقول الأستاذ حميد درويش في كتابه المذكور وفي الصفحة 73 : ((كما لم يحددوا ( أي اللجنة المركزية)موقفا صريحا من شعار “تحرير وتوحيد كردستان” واسم الحزب الذي أصبح “الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا”، وان هذا الشعار قد تم تثبيته في برنامج الحزب في أوائل عام 1959على الأرجح نظرا لأنني لا املك الدليل القاطع على ذلك بالوثائق, إلا أن الحقيقة التي لا غبار عليها هي أن هذا الشعار وتغيير اسم الحزب حدثا بتأثير البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني –العراق وتم تثبيتهما في البرنامج السياسي لحزبنا كما هو دون تغيير..))
وحمزة نويران في مذكراته الصفحة 50يقول عن هذا الموضوع :”من ابرز ما اتفق عليه هو النضال من اجل الحقوق الثقافية والسياسية والاجتماعية للكرد في سوريا . كما تم تمرير شعار تحرير وتوحيد كردستان, اما كيف تم ذلك ؟ لم اعد اذكر ذلك , لكن ما اتذكره دارت نقاشات مطولة حول موضوعية هذا الشعار, ومدى واقعيته, وهل يناسب واقع الحال للشعب الكردي…”
وكان هناك عامل اخر بتقدير المرحوم رشيد حمو, ففي اليوبيل الذهبي للحزب ,واثناء تكريمه بهذه المناسبة , سنة 2007 في عفرين وبحضور عدد من الرفاق, من ضمنهم الرفيق سلمان حسو عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقرطي التقدمي الذي نقل عنه ان:( حكومة الوحدة فتحت مكتب للشؤون الكردية في دمشق بتشجيع من الرئيس جمال عبد الناصر وعين عبدالحميد السراج رئيسا للمكتب , وكذلك فتحوا اذاعة في القاهرة, كانت تبث برامجها باللغة الكردية ,موجهة الى الشعب الكردي , وكان هدف المكتب والقوميين العرب , تشجيع الشعب الكردي على إشعال ثورة ضد تركيا, فاتصلوا مع الحزب من خلالي ,وكان هناك مجلات تصدر في بيروت ( الحرية والغد العربي )للقوميين العرب, تدفع بهذا الاتجاه, وتنشر مقالات عن الكرد ومصطلحات عن كرد وكردستان والتحرير لم تكن مألوفة لدينا فتأثرنا بذلك وكان لها الدور في دخول هذه المصطلحات الى ادبيات الحزب في بداية 1959وكان عبد الحميد سراج يبعث لي اعداد المجلات السابقة عدداً بعدد الى قريتي هوبكا).
وكذلك يقول الاستاذ حميد في كتابه الانف الذكر في الصفحة 28 و في نفس الموضوع (وللحقيقة نذكر بأن موقف الرئيس جمال عبد الناصرلم يكن معاديا للقضية الكردية ,كما تصورناه رغم السلبيات التي رافقت مسيرة الوحدة والتي اشرنا الى جوانب منها ,بل كان يمتاز بنوع من الواقعية والموضوعية , فتم في ذلك العهد فتح اذاعة في القاهرة تبث برامجها باللغة الكردية موجهة الى الشعب الكردي في كردستان تركيا خاصة والأكراد عامة , وأرسل المسؤولين لهذه الغاية ، وزير الدولة في حكومة الوحدة كمال الدين رفعت الى دمشق تمهيدا للاتصال مع الجهات والأوساط الوطنية الكردية كما اوعزوا الى مسؤول الامن في حلب للاتصال بحزبنا وبالفعل جرى هذا الاتصال الذي مثل حزبنا فيه الرفيق رشيد حمو , إلا ان المحاولات من قبل مسؤولي الوحدة لم تثمر, لان الاوساط الشوفينية العربية في سورية كانت تعارض بقوة مثل هذه التوجهات من جهة , ولان الوسط الكردي لم يتجاوب هو الاخر مع هذه المحاولات ومن ضمنها حزبنا….)
في النصف الاول من عام 1963 اعادت اللجنة المركزية اسم الحزب الى ما كان عليه قبل 1959 أي الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا.
جاء في كتاب الاستاذ حميد درويش المذكور وفي الصفحة74:” وفي هذا الموضوع لم يتخذ الرفاق في اللجنة المركزية موقفا حاسما بل كانوا (الاغلبية)يدافعون عن الشعاروقد تمت الموافقة فقط على اعادة اسم الحزب الى ما كان عليه في السابق في النصف الاول من عام 1963″.
يقول محمد ملا احمد , عن الكونفرانس الثالث 1964 في قرية جمعاية في الصفحة 75(وكذلك الاتهامات التي سادت اجواء الكونفرانس والجو العام في البارتي وظهر كأن اراء الدكتور نور الدين ظاظا التي تبناها حميد حاج درويش قد انتصرت ,قرر عضو اللجنة المركزية محمد ملا احمد تقديم استقالته من اللجنة المركزية وترك الحزب)
ويقول ايضا عن كيفية تشكيل اليسار وفي الصفحة 94 يقول( جماعة نيو-صلاح الذين عرفوا فيما بعد باسم (الحزب اليساري) في البداية كانوا قليلي العدد كما يقول (خالد وطاهر وملا محمد امين) ولكنهم زادوا من اتصالاتهم ومحاولات جذب الرفاق نحوهم كما فعلوا مع (جماعة الملالي ومؤديهم)واتفقوا معهم على الوقوف في وجه تيار القيادة الذي يقوده حميد…. وقررت هذه الجماعة اليسارية, ان تسبق الاحداث وتقف في وجه المد اليميني, فعقدت كونفرانسها الاول في 5 اب 1965 في قرية جمعاية …
توصل اليساريون في كونفرانسهم الى قرارات عديدة يذكرها (نبو وهلال):
تشكيل قيادة جديدة مرحلية من ( ملا محمد نيو,صلاح بدرالدين,هلال خلف) و
وفي الصفحة 102 يقول درويش ” واضطر هؤلاء (نيو وصلاح ورفاقهم)الى التعاون مع عثمان لكسبه في صفهم والاستفادة من شعبيته على الاقل وهم في البداية وبقي من بين جميع القياديين القدامى عثمان صبري وحده يتعاون معهم في التنظيم الجديد بجانب ان (محمد ملا احمد) الذي كان يؤيدهم من خارج التنظيم ويقدم لهم ما امكنه من المساعدة)
الكونفرانس الرابع الذي انعقد في قرية بركو بحضور نعمان عيسى ممثل الثورة وبغياب اليساريين
وفي هامش الصفحة 103 يقول محمد ملا احمد “يقول نيو وهلال :علم اليساريون بعد ايام لمجيء نعمان عيسى وبعد الانتهاء من عقد الكونفرانس التقى به (نيو وهلال ) وأوضحوا له انه بحضوره كونفرانس أحد طرفي الخلاف لم يساعد على حل المشكلة لكنه ( أي نعمان عيسى)اصر على ان الكونفرانس كان شرعيا …..وانهم في العراق سيؤيدون القيادة الجديدة المنتخبة في الكونفرانس الرابع”.
وبهذا الشكل, انشق اليساريون عن الحزب في 5 اب 1965 وسموا حزبهم باسم (الحزب اليساري الكردي في سوريا ) واعتبروا 5 اب كانطلاقة لهم , وبقي اسم الحزب على حاله (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا)فقط.
تم تغيير اسم الجريدة المركزية, من( صوت الاكراد) الى( الديمقراطي )عام 1966 ومازال الحزب مستمرا في احياء 14 حزيران1957 منذ التأسيس و حتى يومنا هذا.
ولكن اللافت والغريب, كان في قرارالحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) , في مؤتمره السابع في ايار 1995 واعتماد يوم 14 حزيران 1957 يوم لتأسيس حزبهم ,حيث جاء في البيان الختامي ما يلي: (..واعتبر المؤتمر ان تاريخ تأسيس الحزب هو تاريخ ميلاد البارتي في سوريا في 14/6/1957وان المؤتمر الوطني التوحيدي الذي انعقد في اب من عام 1970 كان لتوحيد شقي الحزب وليس مؤتمرا تأسيسيا,وكلف المؤتمراللجنة المركزية الجديدة للحزب بالاهتمام بتاريخ تأسيس الحزب وإحياء ذكراه كرمز لوحدة ميلاد الحركة الوطنية الكردية في سوريا ووحدة مستقبلها).
وأخيرا نأمل ,ان نكون قد وفقنا, في ايصال ما هو مطلوب, لمعرفة حقيقة اسم الحزب, في مرحلة الـتأسيس ,على ضوء ما استعرضناه من وثائق ومراجع, وأن يقطع هذا الطريق امام المضللين والمتلاعبين بتاريخ الحركة الوطنية الكردي

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...