كتبت مقالة سابقة بخصوص الخطة الامريكية الروسية ب و ملامحها الان اتضحت و تبلورت اكثر على أرض الواقع, و لتطبيقها حيث أصبحت الأرضية مهيئا أكثر من أي وقت مضى,فمن جهة يتم ترسيخ التجزئة بالتدخل الأمريكي و الروسي المباشرين و رسم الحدود الفاصلة بين القوتين,بالأضافة الى القوات التابعة و الخاضعة للنفوذ التركي السعودي هذا على الصعيد الجغرافي و توزع مراكز القوى,أما على صعيد الشعب السوري فلم يعد هناك فعليا على أرض الواقع شعبا سوريا موحدا متجانسا بشكله العضوي و اصبحت تسمية الشعب السوري بالشعب الواحد شعارا شكليا عفى عليها الزمن وأصبحت هناك شعوبا وطوائف و قبائل متصارعة و كل طرف منهم يسعى بكل قواه افناء الاخر و أصبح ملامح و هوية و اهداف كل شعب من الشعوب القاطنة على ما يسمى بالجغرافية السورية واضحة,فالشعب السوري السني يسعى بكل طاقته و بتمويل وتحريض سعودي تركي لاقامة كيان متطرف اسلامي سني يقضي نهائيا على باقي المكونات المختلفة معه من خلال تنظيماتهم المتطرفة المتنوعة و كذلك نفس الشيئ بالنسبة للمكونات الاخرى الممولة خارجيا,فالانتماء الغالب للشعوب للعربية اصبح للدين والمذهب أما بالنسبة للشعب الكوردي فانتمائه لقوميته وحزبه و يتم تكريس هذا الانقسام العامودي بالتحريض المكثف الموجه لهذه الغاية و بصرف الكثير من المال و زرع الكثير من العملاء الذاتيين و الموضوعيين و معها الاحقاد والضغائن,حتى وصل الوضع الانساني في سوريا الآن إلى درجة كارثية و وصل الحقد الاعمى المتبادل بين كافة الاطراف المتصارعة إلى أعلى مستوياته و لم يعد ممكنا الرجوع إلى الوراء و لذلك نقول بأنه لم يعد هنالك جغرافية سورية موحدة و لا شعب واحد و لا وحدة المصير,بالنسبة للشعب الكوردي فقد عانينا الكثير في سوريا البعث الشوفيني لعقود طويلة من الزمن و رغم كل ذلك لم يسيطر عليه الحقد الاعمى و لم يتغلغل الى اعماق قلبه العاشق للحرية و النابض بالحياة و لم يكفر او يخون العرب السنة او الشيعة بالرغم انكار ابسط حقوقه الانسانية و منع احياء مناسباته القومية و ممارسة ثقافته و محاولة تقزيم و تشويه شخصيته من قبل السلطة العلوية البعثية و المعارضة السنية المتطرفة, رغم وجود بعض الحالات الفردية هنا و هناك بين الكورد وهي لا تعبر عن توجهات عامة الكورد,لكن هناك الآن محاولات كثيرة من قبل قوى محلية و إقليمية ودولية لدق المسمار الأخير في نعش الأخوة الكوردية العربية التي لم تهتز عبر قرون رغم كل الممارسات الوحشية بحقنا التي ذكرناها آنفا,و اليوم ليس كالبارحة لان اخوتنا و شركائنا العرب فرض عليهم تنظيماتهم المتطرفة المأجورة سعوديا و المسلوبة الارادة تركيا على شرب جرعات كبيرة من الأفكار التكفيرية و العنصرية و الإدمان على ذبح كل من يختلف معهم بدم بارد و بالتكبيرات و كذلك تظهر بوادر رد الفعل عند بعض الكورد من خلال بعض الممارسات المدانة من قبل كافة الاحزاب المنضوية في الإدارة الذاتية الديمقراطية و كذلك الأحزاب الكوردية المتمثلة في الائتلاف المعارض و كنتيجة حتمية فسورية اليوم بعد تطبيق الخطة ب لن تكون كسورية الأمس التي كانت كارثة على الكورد لأن الخطة ب التي تدعم ترسيخ دعائم السلام وانهاء الحرب التي دمرت ومزقت وشتت الشعب والجسد السوري فهي تدعم ايضا توجهات الكورد و باقي المكونات في فدراليات شبيهة بالدول وتطوير نظام ديموقراطي جديد بما يشبه ويسمى الولايات المتحدة السورية بحيث يعيش تحت ظلها جميع الشعوب والاديان والطوائف بإرادتهم وثقافتهم ضمن حدود مرسومة لعرقلة الاعتداء على حدود وحرية الاخرين و اكراد اليوم ليسوا بأكراد العقود الماضية رغم وجود الأخطاء والممارسات الفردية فشعبنا اليوم اكثر تنظيما و اكثر اعتدالا و اكثر تعطشا للحرية ومستعدا للقبول العيش ضمن هكذا نظام
جياب خابور