أكد عضو اللجنة السياسية لمؤتمر القاهرة “جهاد مقدسي”، إن الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية وأطرافها لم يتغير، ونفى وجود أي تناقض في الخطاب الرسمي الروسي الذي يؤكد على الالتزام بمقررات مؤتمر جنيف.
وأوضح “مقدسي” في مداخلة هاتفية في برنامج “المنبر السوري” الذي يبث على قناة الغد العربي، وجود تعاطٍ عاطفي وسوء تقدير في تقييم الدور الروسي فيما يخص النزاع في سوريا، وهذا التعاطي استمر على مدى الأربع سنوات ونصف الماضية ما أدى ومنذ زمن طويل إلى وصول القيادة الروسية إلى قرار استراتيجي هو أن هذه المعارضة بكامل أطيافها لا تعتبر شريكاً مناسباً يمكن التعاطي معه على قاعدة علاقاتنا مع سوريا المستقبل.
وأردف “المقدسي”، ان الروس اتخذوا قرار الانكفاء والتعاطي مع هذا الملف بمسارين، المسار الأول هو الحديث مع كل أطياف المعارضة، لكن ضمن موقف أننا نساعدكم بمنظورنا للصراع، ونحن مستعدون لجمع السوريين مع هذه السلطة الحالية لإيجاد مخرج، وقاموا بصياغة بيان جنيف الذي يقول بتشكيل هيئة حكم انتقالي، أي أنهم بصدد إعادة هيكلة النظام السياسي بين السوريين، وليسوا بوارد مساعدة أحد على قلب نظام أو تنحية الرئيس.
وعلى المسار الآخر، استمروا بعلاقاتهم التقليدية والكلاسيكية مع السلطة والدولة السورية، وهنا ما أشير إليه هو العلاقة مع المؤسسة العسكرية واستمرار العقود الموقعة بالأصل، كعقود قطع الغيار والمعدات الجديدة غير المتقدمة”.
وحول سؤال عن أسلوب إغراء الروس ببعض المصالح في سوريا المستقبل، قال إن غياب العرب عموماً والسوريين خصوصاً كمعارضة عن الحياة السياسية في روسيا يجعلهم يعتقدون أن الروسي كما تصوره الأفلام الأمريكية، هو شخص “غير ذكي” ويجب أن ينهزم في النهاية، فيتعاطون معه بمنطق “كم هو سعرك؟”، وروسيا دولة ضخمة ومهمة وعضو دائم في مجلس الأمن، وأعفت عن كوبا مبلغ 36 مليار دولار من الديون فقط بتوقيع.
وأضاف ان روسيا ليست بحاجة لمستودع في طرطوس، على الرغم من أهميته لمنافسة الأمريكيين وللقول لهم أن لنا مكان في الشرق الأوسط، لكن لديهم حاملات قارات وصواريخ نووية عابرة للقارات، وكل يوم يزعجون حلف الناتو وأوروبا باختراق طيرانهم للأجواء الاوربية.
وأكد أن روسيا دولة مهمة ولا أحد يملك السعر لشراء مصالحهم، وهم ببساطة ينافسون الأمريكيين على الأرض السورية، وبنفس الوقت يرى الروس أن المشكلة في سوريا لا أحد فيها على المنصة الأخلاقية أعلى من الآخر، على الرغم من إقرارهم أن السلطة السورية تتحمل المسؤولية السياسية، لكن الروس تقتصر مساعدتهم على جمع الأطراف في سوريا حول الطاولة على أساس بيان جنيف، وبالنتيجة، لا يوجد تغيير جذري في الموقف الروسي، لكن هذا القرب من روسيا والحديث معها يجعلهم أكثر توجهاً بناءً في التعاطي مع جميع الأطياف.
وحول رؤيته لحل الأزمة السورية، أكد “مقدسي” أن خيار السوريين هو العمل بشكل تراكمي، وزيارة كل دول العالم وإقناعهم بنقل حربهم عن الأرض السورية إلى مكان آخر، وقال “أعتقد أننا سنصل إلى اتفاق سياسي في مرحلة ما ومسؤولية السوريين أن يحسنوا هذه الشروط بحياتهم السياسية، وروسيا اليوم لا تملك المفاتيح لوحدها ولا أمريكا لوحدها، فالحل السوري بيد جميع الدول اليوم، وإن لم يحصل توافق إقليمي فلن نخرج من هذا النفق”.