بدأت ملامح التحرك الذي بدأه المبعوث الخاص للامم المتحدة لحل الازمة السورية ستيفان دو ميستورا قبل اسابيع من اجل استعادة الامم المتحدة زمام المبادرة في الأزمة السورية واعادة الحوار الى الرعاية الدولية بعد محطات تشاورية تنقلت بين موسكو والقاهرة في الاشهر الاخيرة.
ويستعد دوميستورا، الذي يعاني ضغطا دوليا كبيراً، لاعادة الملف الى الحضن الاممي عبر اطلاق حوار تشاوري موسع من المقرر أن يبدأ مطلع ايار المقبل هدفه الأخير مفاوضات سياسية مشابهة لمفاوضات “جنيف 2 ” مطلع 2014 في سويسرا في محاولة لايجاد حل سياسي للأزمة.
وعلمت “النهار” أن ورشة الحوار ستنطلق، اذا سارت الامور على ما يرام، مطلع أيار، وأن الموظفين اللوجستيين في الامم المتحدة تبلغوا قبل ايام طلبات من دو ميستورا لتحضير قاعات عدة في مقر المنظمة الدولية، لاستضافة متحاورين سوريين وممثلين لدول “ذات تأثير مباشر على الازمة السورية” كالولايات المتحدة وروسيا، ودول اقليمية كالسعودية وايران وقطر وتركيا، في حين لم يعرف حتى الآن ما اذا كانت دول الجوار السوري ومنها لبنان ستدعى للمشاركة في هذا الحوار.
وفي تفاصيل سيناريو دو ميستورا لـ”ورشة جنيف التشاورية”، إن الدعوات ستوجه الاسبوع المقبل الى نحو 30 شخصية سورية من فريقي النظام والمعارضة، على أن تشمل الدعوات أوسع مروحة من اطياف المعارضة السورية بمن فيها ممثلون للمجتمع المدني “تجنبا للوقوع في خطأ جنيف 2″ الذي حصر الحوار بين السلطة و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، والى عدد من الدول ذات التأثير على الازمة السورية، على أن يكون التمثيل على مستوى سفير أو الممثلين الدائمين لهذه الدول لدى الامم المتحدة في جنيف أو بحسب ما ترتأي هذه الدول في شأن قررت ايفاد ممثل آخر غير سفيرها في جنيف. وعلم أن مساعد المبعوث الاممي رمزي عز الدين يجري في هذه الايام مشاورات مع الحكومة السورية حول هذا الحوار، على ان تحدد دمشق، التي قالت مصادرها في جنيف انها مستعدة للمشاركة في النقاش، من يمثلها فيه.
وسيقتصر الحوار في مرحلته الاولى على لقاءات ثنائية بين دو ميستورا والاطراف المختلفين من غير أن يكون على جدول الاعمال اي لقاءات ثنائية، وخصوصا بين الدول، بصفة رسمية أو في رعاية الامم المتحدة . وسيعمل المبعوث الاممي على جمع المواقف المختلفة ورؤية كل طرف لسبل ولوج الحل السياسي من اجل الخروج بقواسم مشتركة تمهد الطريق مفاوضات جنيف 3” . ومن المتوقع ان تستمر هذه الورشة قرابة شهرين “افساحا في المجال لاكبر مشاركة ممكنة لممثلي المجتمع السوري”.
وتوقعت أوساط ديبلوماسية غربية في جنيف أن تشارك كل الدول التي ستدعى بما فيها ايران والسعودية “نظرا الى انحصار اللقاءات بشكل ثنائي بين ممثلي هذه الدول والمبعوث الاممي”. وأكدت أن كل الدول وخصوصا الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن “تدعم أي حوار أو أي محاولة لحل سياسي للازمة التي بلغت مستوى كارثياً”. لكن هذه الاوساط ذكرت بأن الحل يبقى دوماً على اساس بيان “جنيف 1″، وتأمل هذه الدول في ان تؤدي الورشة التشاورية المنتظرة الى “انعقاد جنيف 3 حتى لو لم يكن لهذا الحوار تأثير مباشر على مسار الازمة السورية في وقت قريب”.