ناشدت “أنقرة” التحالف الدولي بقيادة “واشنطن” لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بالدعم الجوي، لمُساعدتها في القتال لطرد مُسلحي التنظيم المتطرف من مدينة “الباب” شمال سوريا.
جاء ذلك على لسان “إبراهيم كالين” المُتحدث باسم الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، الذي قال إنّه من غير المقبول أن يمتنع التحالف عن تقديم مثل هذا الدعم.
وأضاف “إبراهيم كالين” بالقول: “امّا فيما يخص عملياتنا في الباب، فعلى التحالف الدولي ان يتحمل مسؤولياته، خصوصاً فيما يتعلق بتوفير الدعم الجوي.. الظروف الجوية قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تأخير تنفيذ العمليات، ولكن غياب الدعم الجوي بدون سبب مقنع، أمر غير مقبول”، بحسب ما نقلته BBC.
وتعد مدينة “الباب” هي المعقل الرئيسي، الذي لا يزال تنظيم الدولة يُسيطر عليه عند منطقة الحدود، وظلت تُركيا خلال الشهور الــ /4/ الماضية، تقوم بتطهير منطقة واسعة عبر جبهتها من مُسلحي التنظيم، و “QSD”.
في حين، كان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، قال في عطلة نهاية الأسبوع، إنّ معركة الباب توشك أن تنتهي، مؤكداً أنّ القوات التركية ستتوجه بعد ذلك إلى “منبج” معقل تنظيم الدولة السابق، الذي بات بأيدي قوات سوريا الديمُقراطية “QSD”، وتحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، والتحالف الدولي.
وتحدث الجيش التركي في بيانٍ أصدره الاثنين، عن حصيلة عملية درع الفرات، قائلاً إنّه قصف /113/ هدفاً تابعاً لمُسلحي التنظيم، ودمر مخابئ، ومواقع دفاعية، وأسلحة، وعربات تابعة للتنظيم.
كما وأشار الجيش، السبت الماضي، إلى مقتل /68/ مُسلحاً من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في معارك مع المُعارضة السورية المُسلحة التي تدعمها “أنقرة” في مدينة “الباب” بريف “حلب” شمالي سوريا.
كما واتهم الجيش التركي، أمس الاثنين، مُسلحي التنظيم بقتل /30/ مدنيا على الأقل، كانوا يحاولون الفرار من مدينة “الباب”، وقال الجيش إن المدنيين قتلوا بسبب انفجارات ألغام أرضية وعبوات ناسفة، عندما كانوا في طريقهم لمغادرة المدينة، بحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية.
في حين، تسعى القوات التركية وحلفاؤها في المُعارضة السورية المُسلحة، للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية، كجزء أساسي في سياق حملتها، التي واجهت فيها مُقاومة شرسة من مُسلحي تنظيم “داعش”، وتكبدت في معارك السيطرة على المدينة أكبر خسائر لها في هذه الحملة حتى الآن.
وقد اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، تُركيا بقتل /88/ مدنياً في ضربات جوية في مدينة “الباب”، بينهم /24/ طفلاً، و/13/ امرأة، بعد ساعاتٍ من قيام تنظيم “داعش” بإعدام جنديين تُركيين أسيرين لديها “حرقاً”، إلاّ أنّ الجيش التركي ينفي تماماً مثل هذا الزعم.
أكد المرصد إنّ هؤلاء الضحايا قضوا جراء “مجزرتين متتاليتين نفذتهما الطائرات التركية في مدينة الباب خلال /24/ ساعة”، كما وأفادت تقارير، أنّ تُركيا نشرت في عطلة نهاية الأسبوع مزيداً من الدبابات والمدفعية على حدودها مع سوريا، وأرسلت /500/ من نخبة قواتها الخاصة إلى “الباب” استعدادا للمعركة النهائية للسيطرة على البلدة.
وقد قتل حتى الآن /36/ عسكرياً تُركياً في العملية التي يطلق عليها اسم “درع الفرات”، بعد وفاة جندي في المستشفى متأثرا بجراح أصيب بها ليلة أمس، بحسب التقارير ذاتها.
وقد قتل /16/ جندياً تُركياً في معركة مع مُسلحي التنظيم في البلدة، الأربعاء الماضي، وهي أكبر حصيلة خسائر تتكبدها “أنقرة” منذ بدء عملياتها.
يُذكر أنّ وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، أطلقت بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، حملة عسكرية في مدينة “جرابلس” تحت اسم “درع الفرات” في /24/ آب/أغسطس الماضي، ثم توسعت لتشمل بلدات أخرى في شمالي سوريا، ويفرض مقاتلون من المعارضة السورية وكتائب تُركمانية مدعومون من قوات تركية، حصاراً على مدينة “الباب” الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منذ أسابيع، وتبعد مدينة “الباب” الاستراتيجية نحو /20/ كيلومتراً من الحدود التركية، وتحاول القوات التركية دفع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الكُردية إلى خارجها.