تيلغراف: تحرير منبج ربما يزيد التوتر بين واشنطن وأنقرة

اعتبرت صحيفة تيلغراف البريطانية ان تحرير مدينة منبج بغربي كوردستان هو نجاح لادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما، واصفة تحرير المدينة بالخطوة الكبيرة في الحرب الطويلة ضد تنظيم داعش.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته يوم السبت 13 آب 2016، ان تحرير منبج له أهمية، لا تتناسب والحجم الصغير للمدينة، مشيرة الى ان النتيجة الأهم في تحرير هذه المدينة، هو ان تنظيم داعش فقد واحدا من أهم الممرات الخاصة به لتهريب الأسلحة والمسلحين عبر الحدود التركية، حيث ان منبج تبعد فقط 25 كلم عن الحدود السورية مع تركيا.

وتشير الصحيفة الى ان القوات التي قاتلت في منبج، هي غير تلك التي تقاتل في حلب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لافتة الى ان من يقاتلون في منبج هم قوات سوريا الديمقراطية، وهي تضم مقاتلين كوردا وعربا، ويتم دعمها بشكل سخي بالاسلحة والتدريب والغارات الجوية من قبل الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا.

وترى الصحيفة ان النجاح في منبج هو نجاح كبير لادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما، رغم ان نهجه الحذر وصبره على التنظيم في بعض الاحيان لم يكن فعالا.

وتلفت الصحيفة الى ان الاستراتيجية الأمريكية حيال الحرب في سوريا تواجه عقبات، مشيرة الى ان قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها واشنطن، تضم وحدات الحماية الكوردية YPG، والتي هي شقيقة لحزب العمال الكوردستاني، الذي يقاتل الدولة التركية منذ عقود،  والوحدات الكوردية اعلنت منطقة للحكم الذاتي في شمال سوريا، والتي يسمونها روزافا”، مبينة ان هذا الأمر بالنسبة لتركيا يشكل خطراً لانها تعتبر هذا الحكم كيانا كورديا معاديا لها، على حدودها الجنوبية.

وتبين الصحيفة ان الحرب السورية صنعت صداقات وخصومات غريبة، مشيرة الى ان تركيا عضو في الناتو وتقوم بقصف وحدات حماية الشعب الكوردية، بينما الاخر (الولايات المتحدة)، تحارب جنبا الى جنب مع الكورد، لافتة الى ان الكورد قاموا بتجاهل الخط الاحمر التركي بعبورهم غرب نهر الفرات في كانون الاول الماضي، معتبرة اندفاعهم الى منبج بمثابة تجاوز للمخاوف التركية، متوقعة ان يؤدي الأمر ربما لتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، خاصة وانها توترت بالفعل بعد محاولة انقلاب فاشلة في تركيا منتصف الشهر الماضي.