العشرات من اللاجئين السوريين اللذين اصدرت بحقهم قرارات الرفض والتسفير او التي اهملت ملفاتهم في 9.06.2015 اعتصموا امام المحكمة الاتحادية لولاية نورد راين فستفالن في مدينة دورتموند الالمانية وذلك احتجاجاً على الاجراءات القاسية التي اتخذت بحق الالاف السوريين وكان من المقرر البدء بمظاهرة واسعة في المدينة امام المحطة الرئيسية للقطارات في وسط مدينة دورتموند يوم الاثنين الفائت لكن قيام المتشددين الألمان بمظاهرة في ذلك التوقيت وفي نفس المكان ، حال دون حصول اللاجئين على الموافقة من الجهات الرسمية في المدينة ، وذلك خوفاً من وقوع اصطدامات بين اللاجئين والمتشددين الالمان الا انه تم منح اللاجئين السوريين حق التظاهر اليوم الثلاثاء 16. حزيران 2015 وقد بدأت المظاهرة في الساعة السادسة والربع بالتوقيت المحلي لألمانيا حيث توافد المئات الى الساحة الواقعة بين السوق المركزي للمدينة ومحطة القطارات ضمن اجراءات امنية مشددة من قبل الشرطة الالمانية و بروح عالية من قبل اللاجئين المتظاهرين اللذين حملوا الورود ولافتات تظهر معاناتهم ومأساتهم في هذا البلد الاوربي وقاموا بتقديم تلك الورود للشرطة التي تقوم بحمايتهم ،ويجدر التذكير به ان المانيا كانت الدولة الوحيدة التي كانت تغض النظر عن بصمات اللاجئين السوريين في الدول الاوربية الاخرى الموقعة على اتفاقية دبلن حتى اواخر عام 2014 ، لكنها غدت تعقد امور السوريين الراغبين في الاقامة في المانيا ولا سيما بعد اصدار تعليمات جديدة بخصوص السوريين من جهة والمسيحيين والايزيديين العراقيين من الجهة الاخرى اذ نصت التعليمات الجديدة على الاسراع في منح هذه الفئات الثلاثة المذكورة حق الاقامة تتراوح مدتها بين 11 يوما الى 3 اشهر مع التشديد في تطبيق اتفاقية دبلن بخصوص ( اختصاص منح اللجوء لطالبي اللجوء يقع على عاتق اول دولة الاوربية يصلها ) هذه التعليمات والقرارات سببت في امرين بالغي التأثير اولهما لم تف الحكومة الالمانية بتعهداتها بشأن تسريع اجراءات اللجوء وعدم الالتزام بالفترة المعلنة وثانيهما شددت بتطبيق البند المتعلق بوجود بصمة المتقدم للجوء في دولة الاخرى مما ادى الى ازدياد عدد الطلبات المرفوضة الى جانب اصدار قرارات التسفير بحق الالاف من السوريين مما ضاعف من حدة الضغوط النفسية والمالية على اللاجئ السوري الى جانب بقاء عوائلهم في المناطق الخطرة دون رعاية من ارباب اسرهم .
وقد قمنا في جولة ميدانية لرصد اوضاع المتظاهرين واجرينا عدة لقاءات معهم لمعرفة اسباب الاعتصام والتظاهر عن قرب
المتظاهر شادي حاجي حسين من مدينة قامشلو وهو لاجئ وأحد المشرفين على تنظيم الاعتصام والتظاهر قال : لقد مضى على وجودي سنة كاملة رغم اني قد اجريت المحكمة بحقي في شهر كانون الثاني من عام 2014 ولم يتم بعدها مراسلتي او قبول لجوئي ولا اعرف السبب حتى الآن وقد شاركت في هذا الاعتصام لأنني احس بالغبن في المانيا اذ لم تعطني حق اللجوء رغم انني هربت من الحرب الهمجية المدمرة حيث القتل والخراب والدمار في كل مكان ورغم مرور عام كامل لم احصل على حق اللجوء لذلك تجدني هنا من اجل ان اطالب بحقي في اللجوء وحق كل لاجئ سوري لم يحصل حتى الآن على هذا الحق .
المتظاهر خالد ابراهيم من مدينة حماة ، طبيب اختصاص داخلية متزوج ولديه ولدان وتعيش عائلته في حماة تحت القصف حيث يقول : قدمت طلب لجوئي منذ ستة اشهر وقد اجريت المحكمة بحقي منذ خمسة اشهر ليس لديّ اي بصمة في اية دولة اخرى ورغم ذلك لم يتم مراسلتي منذ تاريخ المحكمة وعندما التقينا برئيس المحكمة في هذا الاعتصام قال لقد تم توقيف ملفات السوريين نتيجة الضغط والاعداد المتزايدة من طلبات اللجوء وبسبب قلة اعداد الموظفين المختصين بهذا الشأن وقال املي الوحيد ان ارى عائلتي مرة اخرى ،واشكر كل المنظمات الانسانية والاهلية وبعض الاحزاب الالمانية وخاصة حزب الخضر الالماني
واردف قائلا : مع الاسف لم نجد اي مساعدة من اي منظمة او جهة سورية معارضة سواء كانت عربية او كوردية .
المتظاهر سامر كنجو من مدينة كوباني متزوج ولديه ثلاثة اولاد وعائلته على الحدود بين سورية وتركيا قال: قدمت لجوئي في شهر تشرين الثاني من عام 2014 وقد اجريت المحكمة بحقي منذ ثمانية اشهر ولدي بصمة بإيطاليا لذلك تم رفض طلبي بحجة تطبيق اتفاقية دبلن فاضطررت لتوكيل محامي لكن الى الآن لا توجد اية نتيجة وانا اخاف من التسفير واشعر بقلق شديد و بالأخص عائلتي على الحدود تعاني الالم وتترقب الامل في الخلاص ، وتابع مع الكثير من الوجع قائلا : اعاتب كل الاحزاب الكوردية وممثليهم في هذه المقاطعة فقد مرّ على اعتصامنا ثمانية ايام ولم نجد اي جهة كوردية حزبية او حتى اعلامي كوردي يقوم بتغطية هذا الاعتصام و هذا التظاهر او تقوم على الاقل بطبع مطبوعاتنا التي نحتاجها في هذه المظاهرة كما اننا ندفع احياناً خمسين يورو فقط لشخص حتى يأتي ليقوم بالترجمة لنا مع الجهات المسؤولة ، كما انني اشكر كل المنظمات الانسانية التي ساعدتنا منذ اليوم الاول وكل المدنيين الالمان اللذين كانوا يقومون بمساعدتنا وحتى حراستنا في الليل .
خليل سليمان من مدينة قامشلو قدمت لجوئي منذ اربعة اشهر وقد اجريت المحكمة بحقي وليس لديً اي بصمة في اي دولة اوربية
اخرى ، لكن رغم ذلك لم يتم مراسلتي بعد المحكمة ولديه قصة سردها والدموع في عينه حيث قال : لقد خبرتني زوجتي انها اتصلت مع والدي ليأتي ويأخذ اولادي الاربعة ويلقحهم في مركز ميسلون الصحي كون والدي يعمل سائق تكسي سرفيس لكنه قال ان اتيت لأخذ الاولاد فمصروف اليوم من اين نأتي به لأننا نعيش على واردات هذا التكسي وفي نفس اليوم احترق المستوصف ، فمن جهة اشكر الله واحمده لأن والدي لم يأخذ اولادي في ذلك اليوم الى التلقيح ومن جهة اخرى تملأ قلبي الدموع على ما جرى لأطفال مدينتي حيث عشرات الاطفال والنساء والممرضات والقابلات اللواتي كنً يقدمن واجبهن الانساني والاخلاقي فكانوا ضحايا كما انه شكر كل من ، ساهم في مساعدتهم من الشخصيات والمنظمات الانسانية
عبد الباري مرعك من قرية كفري دنّا التابعة لبلدة جل آغا متزوج قدم لجوؤه مع عائلته المكونة من زوجته واولاده الاربعة منذ سنة ويوم ولديهم البصمة البلغارية ، حيث قال : لقد رفضت المحكمة ثلاث مرات طلبنا وبعد ذلك وفي احد الايام ودون تبليغنا مسبقاً قدمت الشرطة في الساعة الرابعة فجراً ليقوموا بتسفيرنا ، الامر الذي اصدم اولادي وزوجتي من الخوف والهلع فاغمي على زوجتي وبدأ اولادي بالبكاء والصراخ لذلك اضطروا الى طلب الاسعاف واخذونا الى المشفى ومنذ ذلك اليوم لا نعرف مصيرنا لأننا نخاف ان يعيدوننا الى بلغاريا في اي وقت وقال انا من رفاق الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا لكن لي عتب على رفاقي وحزبي هنا، حيث قال: اين هم لماذا لا نراهم في هذه المحن متى تخلى التقدمي عن واجبه في مساعدة ابناء شعبه الكوردي واين هم
في اداء الواجب في هذه الاعتصامات والمظاهرات. واضاف نحن نعلم ان رفاق التقدمي هم السباقون في تقديم العون والمساعدة لكل السوريين فاين هم اليوم ؟
نعم هذه لمحة موجزة عن معاناة بعض ابناء وطننا الحبيب سوريا ، فبشعبنا اصبح الضحية في كل مكان ففي الداخل يكون نصيبه اما الموت بالبراميل المتفجرة على ايدي قوات النظام البعثي الشوفيني او تقطع رؤوسهم عن اجسادهم على يد اعداء الانسانية داعش وغيرهم من الإرهابيين ، او يضطرون الى الهجرة هربا من التجنيد الاجباري من قبل ما يسمى بالهيئات الامنية في الكانتونات وبالنتيجة يكون مصير شعبنا السوري اما الموت او الاعتقال او الهجرة الى ارجاء المعمورة وما تحمله من مخاطر جمة .
الهيئة الاعلامية لمنظمة المانيا للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
19.06.2015