تقدير موقف: مدلولات معركة تل أبيض وتداعياتها

وصفت ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما انتصارات القوات الكوردية على تنظيم “داعش” في سوريا، بأنها نموذج للجهود المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة أراض من التنظيم المتطرف، كما اضافوا بأن القوات الكوردية بحاجة لمزيد من الوقت لتعزيز مكاسبها.

وقد سيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكوردية أمس الثلاثاء على بلدة واقعة تحت سيطرة “داعش” مقربين بذلك من الرقة معقل التنظيم.

وقال مسؤولون امريكيون ان “هذه الصفعة الموجهة للتنظيم المتطرف هناك تحققت بدعم من الضربات الجوية المتزايدة التي تشنها الولايات المتحدة وبفضل تبادل المعلومات المخابراتية”.

وقال جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الابيض “هذا في اعتقادي مؤشر على مدى أهمية أن يكون للولايات المتحدة شريك فعال مستعد وقادر على قتال تنظيم داعش على الارض”.

لكن مسؤولون أمريكيون، تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، اشاروا الى قدرة “داعش” على التأقلم والتعافي سريعا من أي انتكاسات وحذروا من أنه يمكن أن يضرب من جديد المناطق التي خرجت من تحت سيطرتهم.

من جانبه، قال مصدر مخابراتي أميركي “أثبت تنظيم “داعش” أنه قوة مرنة… في الماضي سعى الى تعويض خسائره بهجمات في أماكن أخرى”.

وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان سيطرة المقاتلين الكورد على الطريق السريع المؤدي من الشمال الى الجنوب بين الرقة والحدود التركية سيزيد من صعوبة حفاظ تنظيم “داعش” على تدفق الاسلحة والمقاتلين الاجانب الى المناطق التي يسيطر عليها.

واقر مسؤول أميركي آخر بأن “داعش” لديه طرق أخرى وليس معرضا لخطر الانعزال بصورة فورية”.
وسيطرة القوات الكوردية وحلفاءها على بلدة عين عيسى مساء أمس جعلهم على بعد 50 كيلومترا من الرقة، حيث قال متحدث باسم وحدات حماية الشعب ان “شن هجوم هناك ليس واردا في الوقت الحالي”.

وقال وارن للصحفيين في واشنطن ردا على سؤال عما اذا كانت الرقة الهدف المقبل “لن نتحدث بشكل محدد عن خططنا الفورية”. مضيفا “بالتأكيد هدفنا النهائي هو طرد تنظيم داعش تماما”.
ولم يتضح كيف سيتم تعويض وحدات حماية الشعب الكوردية في سوريا

من نقص في معدات ترساناتها من امدادات الاسلحة؛ إذ استبعد أوباما ارسال مستشارين أو مدربين الى سوريا، لكنه نشر ما يقرب من 3500 مقاتلا في العراق حيث سيطر التنظيم في الآونة الاخيرة على الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار.
علما ان الجيش الأميركي اسقط جوا أسلحة الى مقاتلي وحدات حماية الشعب داخل سوريا خلال حملة سابقة على الحدود مع تركيا.