تواصل القوات التركية العمل على بناء ضريحٍ جديدٍ لجد مؤسس الدولة العثمانية “سليمان شاه بن قيا ألب”، في القسم السوري من قرية “أشمة”، بعد نقل رفاته من ضريحه في قرية “قره قوزاق” شرقي حلب، خلال عملية “شاه الفرات” العسكرية.
ويشارك 82 جندياً تركياً في أعمال بناء الضريح الجديد، الذي يبعد مسافة 180 متراً عن الحدود التركية، ويبلغ طول بنائه 4 أمتار. ويبنى الضريح على قطعة أرض تبلغ مساحتها 10 آلاف متر مربع (10 دونمات).
وذكرت وكالة “الأناضول” أن الجيش التركي سمح للصحفيين العاملين في المنطقة، بالدخول إلى المنطقة التي تشهد أعمال إنشاء الضريح الجديد، وأمن نقلهم بالمركبات العسكرية التابعة له، من القسم التركي من قرية “أشمة” إلى القسم السوري، حيث تتم أعمال بناء الضريح.
وكان الجيش التركي نفذ عمليتين متزامنتين مساء السبت الماضي. الأولى لنقل الضريح والجنود الأتراك الذين كانوا يحمونه، والثانية للمنطقة التي نقل إليها رفات “سليمان الشاه” مؤقتاً في قرية “أشمة” الواقعة غرب مدينة عين العرب (كوباني)، وتم رفع العلم التركي في هذه المنطقة.
ويحمل ضريح “سليمان شاه” جد مؤسس الدولة العثمانية، “عثمان غازي” أهمية معنوية لدى الأتراك شعبًا وحكومة، وهو ما جعل القضية مطروحة على طاولة البحث خلال اجتماعات مجلس الأمن القومي التركي خلال الأشهر الماضية، مع إعلان الحكومة التركية أن لديها خططًا للتدخل إزاء أي خطر يحدق بالضريح الموجود في التراب التركي الوحيد، الواقع خارج حدود الجمهورية التركية.
وأثار تواجد ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” بالقرب من الضريح مخاوف تركيا، لا سيما وأن التنظيم ينتهج سياسة تدمير الأضرحة في المناطق الواقعة تحت سيطرته، إذ سبق وأن دمر أضرحة الشيوخ الخزنويين في تل معروف في الحسكة، ومقام إبراهيم الخليل، في محافظة الرقة، ودمر مقام زوجة النبي أيوب في محافظة إدلب، وهدم جامع الشيخ هلال في مدينة حلب.
وكان رئيس الوزراء التركي، “أحمد داود أوغلو”، أعرب في وقت سابق عن أمله في أن يتم نقل الرفات مستقبلًا عندما تستقر الأوضاع في سورية، إلى أقرب موقع من أول مكان دُفن به “سليمان شاه”.