ترجمة حزني كدو: فرصة أردوغان الأخيرة للسلام مع الكرد

Share Button

هذا هو الجيل الأخير من كورد تركيا يمكن لتركيا ان تعقد معهم السلام ، كل هذه الفوضى التي تجتاح تركيا والشرق الأوسط والتي بدت مركزا للاستقرار و منارة من الاعتدال السياسي 515 - اردوغانوالاسلامي في تركيا ، يبدو انها ذهبت في مهب الريح.
رجب أردوغان الذي حكم تركيا لعقد من الزمن كرئيس للوزراء ، ثم توج رئيسا للجمهورية و لو بصلاحيات أقل ، يبدو ان غرور أردوغان يخاطر باغراق بلاده في أزمة ، طالما شكى منها لعقود ،انه يخاطر بدفن عملية السلام مع الكورد، هذه العملية التي وعد بها الكورد منذ حوالي السنتين تبدو في موت سريري .
السبب المباشر لموت هذه العملية هي كوباني ، هذه البلددة الحدودية الصغيرة مع تركيا ، لقد أصبحت كوباني تحت حصار داعش ، المنظمة الارهابية التي ارتكبت أشنع الفظائع بحق الكورد في شنكال والموصل و في ريف كوباني ، الكورد على طرفي الحدود ، اهل وأقارب ، وكورد تركيا يرون بام أعينهم الدبابات التركية تراقب الوضع في كوباني مكتوفة الأيدي ،بل تضغط على الكورد وتقوم باغلاق الحدود في وجه الكورد حتى في الحالات الانسانية ،كما انها تقتل العشرات منهم في الاحتجاجات داخل تركيا ، و زجت بالمئات من الكورد السوريين في الحجز ،كما شدد من الإجراءت التعسفية على معبر كوباني ، المنفذ الوحيد لها .
لم يكتف أردوغان بهذا ،بل قامت طائراته بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني ، هذا الحزب الذي كان على تفاوض والتزام للعملية السلمية طيلة الشهور الماضية ..
لقد كان فكرة أرودغان الأساسية ان يمنح الكورد جنوب شرق تركيا قدر من الحكم الذتي ، وأن يربط كورد العراق والمناطق الكوردية المحررة في سوريا تحت مظلته أو تحت نفوذه ، لكن هذا الأمر قوبل بالرفض من الغرب خوفا من أن يصبح دولة قوية، والأن و بعد إعلان الدولة الاسلامية في كلتا الدولتين و تمددها وانفجار الأوضاع في المنطقة الكوردية السورية ، تريد التحالف الدولي من أنقرة ان تنشر قواتها البرية ومساعدة الحلفاء والتي تعني القضاء على الفوضى ومساعدة الكورد وبالتالي استقرار المنطقة.
اردوغان شفهيا على استعداد لمساعدة الحلفاء ولكنه على الأرض يرفض ان يتدخل بشكل مباشر لوحده وسياسته مترددة وضبابية تجاه داعش ، بل انه سلبي (و إتهم من جورج بايدن بمساعدة داعش ) ويمنع حتى في إيصال المساعدات للكورد المحاصرين في كوباني .
لقد تحدى أردوغان العقيدة التركية القومية ، و تجرىء على فتح حوار مع عبد الله اوجلان المسجون في تركيا منذ 1989و إنهاء حالة من العداء بين الكورد و تركيا لثلاثة عقود.و لكنه في الإسبوع الماضي ساوى بين داعش و حزب العمال الكردستاني، محاولا اقناع بعض الكورد بأنه سعيد بسقوط كوباني ، لان المدافعين عنها هم انصار لحزب العمال الكوردستاني ، وانه يفضل توسع دولة داعش على حدودها بدلا من إقامة كيان كوردي حر آخر .
ان مجرد مقارنة ب ك ك مع داعش مقارنة بشعة ، بالرغم من قساوة هذا الحزب الذي يستمد شعبيته من ظلم وإنكار الدولة التركية للحقوق الكوردية ، ب ك ك لم تقطع ولم تجز الرؤوس كما فعلت داعش بالأقليات والكفار من المسيحيين والشيعة واليزيدين من سبي للنساء والاغتصاب .
لقد خالف أردوغان من سبقه من القادة الترك وأعلن بكل جرأة عن وجود مسألة كوردية في تركيا ، وهذا الشيء حرك كورد العراق الذين عملوا وساندوا المصالحة لانهم رأوا فيها نقطة تحول تاريخية لصالح الجميع كوردا وتركا وعربا ، وهذا الجيل الكوردي التركي سيكون أخر جيل يؤمن بالسلام ويمكن لانقرة ان تعقد معه صفقة سلام ، والبديل سيكون مرجل من التطرف و اليأس.
السيد أردوغان يغازل مخاطر جمة ، ربما فوبيا دولة كردية تقوده الى هذا المنعطف ، إذ يفكر بان خطوات السلام التي إتخذها قد تؤسس الى كيان كوردي ، لكن وبغض النظر عن ماهية دوافعه فانه يقسم تركيا ، خمس سكانه من القومية الكوردية ، وخمس من الشيعة العلويين الذين ينفرون من سلطة نفوذ الدولة السنية التي يعمل عليها أردوغان من خلال سلوك و تصرفات حزبه السلطوي .
ان لم يكن أردوغان دقيقا و حريصا جدا ، فأن هذا الزعيم الواثق من نفسه قد يفتح على تركيا بوابات وزوابع من الصراع الطائفي مماثل لما يحدث لطوائف الشام .

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...