قد يكون الكورد الازيديون هم الأكثر ترقباً لتطورات عملية استعادة الموصل، أملاً في انقاذ الالاف منهم ممن لا يزالون تحت حكم تنظيم “الدولة الاسلامية” داعش، ومنذ انطلاق عملية استعادة الموصل، تم تحرير 70 كوردياً ازيدياً من قبضة التنظيم.
وأكد مسؤول مكتب تحرير الكورديات الازيديات اتخاذ الاستعدادات للبحث عن مصير اللواتي وقعن بيد داعش اثناء اجتياحه سنجار في آب 2014.
خوديدا خيري هو أحد اهالي قضاء سنجار، وفي يوم 3-8-2014 فقد 70 شخصاً من اقربائه، وخلال العامين الماضيين تم تحرير 40 منهم، لكن لا تزال والدته وثلاثة من إخوته وزوجاتهم مع عدد آخر من افراد اسرته بيد داعش.
وتحدث خيري عن آخر المعلومات بشأن مصير اقربائه، بالقول “كنا نعرف اخبارهم الى 8 أشهر مضى، لقد كانوا في تلعفر كنا نتحدث معاً عبر الهاتف، لكنهم نقلوا بعد ذلك الى الموصل، ومنذ ذلك اليوم لا نعرف أي شيء عنهم”.
ومنذ انطلاق معركة الموصل، خصص خيري أغلب وقته لمتابعة اخبار العملية العسكرية، وأوضح “اتابع القنوات الفضائية ليلاً ونهاراً لأعرف متى ستحرر الموصل، وماذا سيكون مصير افراد أسرتي”، وبنبرة يائسة تابع: “من الصعب أن يكونوا لا يزالون على قيد الحياة”.
وفي السياق ذاته، فقد بعض الكورد الازيديين الأمل في نتائج عملية استعادة الموصل، ليلى وهي سيدة كوردية ازيدية قالت لصحيفة “الغارديان” البريطانية، انها علمت قبل ايام من انطلاق معركة الموصل بان ابنها معتقل في مدرسة خاضعة لسيطرة داعش تبعد 100 ميل فقط عن المخيم الذي تقيم فيه ليلى بمحافظة دهوك، ما بعث الأمل في نفس ليلى باحتمال تحرير ابنها، لكن بعد عدة ايام اصيبت بالاحباط لعدم الاشارة الى اي معتقلين من الكورد الازيديين من قبل القادة العسكريين والسياسيين، كما لم تسمع اي اخبار عن ابنها، وتثور لدى ليلى الآن مخاوف من أن يكون ولدها قتل بغارة للتحالف الدولي او نقل الى سوريا.
وتشير البيانات غير الرسمية الى ان داعش اختطف اثناء هجومه على قضاء سنجار وضواحيها أكثر من 5 آلاف كوردي ازيدي كرهائن اغلبهم من النساء والاطفال، حرر منهم الى الآن نحو 2500 شخص، وعلق الازيديون آمالهم الآن على استعادة الموصل لمعرفة مصير المختطفين.
وقال مسؤول مكتب تحرير الكورديات الازيديات، حسين كورو، لشبكة رووداو الاعلامية، “تم تحرير 70 سيدة وطفلاً من الكورد الازيديين منذ انطلاق عملية الموصل أي ما يقارب من 10 ايام فقط”.
ولم يوضح كورو آلية تحرير هؤلاء، واكتفى بالقول: “لدينا معلومات تفيد بأن داعش نقل عدداً من الذين اختطفهم الى الرقة قبيل بدء عملية استعادة الموصل، لكن لا يزال عدد منهم موجودين في الموصل”، متابعاً “لدينا خطط جيدة لكيفية البحث عن المفقودين بعد استعادة الموصل، لكننا لن نكشف عنها الآن”.
وبشأن عدد الكورد الازيديين الذين لا يزالون بيد داعش، قال كورو “ما زال هنالك أكثر من 3600 كوردي ازيدي بيد داعش ونحن نتواصل مع عدد منهم”.
في المقابل قال بعض سكان الموصل، انه لاتزال هناك بعض الكورديات الازيديات داخل الموصل بعد بدء المعركة، وأكد ابو علي البالغ من العمر 24 عاماً ذلك لصحيفة الغارديان بالقول: “ان ثلاث شابات ازيديات موجودات الآن في منزل أحد مسلحي داعش الكورد في الحي الذي أسكن فيه”.