المرأة توقظ ثورة في عالم اللا وعي
من عنوان هذا المقال الأدبي يوحي أن من أسباب كتابة ووحي الأدباء والشعراء نفس المعاناة الأزلية التي تصيب الروح والأحساس والحلم عند كل شاعر، الجوهر النفسي والألق الروحي والفيض الفكري التي تتحكم به بشكل ما ( المرأة ) بوجودها على الأرض بعدما نزلت من الجنة ،بحنانها وعطفها ورقتها وجمالها ، بجبروتها وكبرياءها ونضوجها ، بضعفها وأنكسارها وخجلها وحياءها، هذا الأقتران بين السمو للعلى والوهن للسفلى غدا الأديب أن يكون الميزان الفكري بين السمو والوهن،بين الأرتقاء الفكري والوضع المأساوي وعندما تتجلى صورة المرأة بين متناقضات شتى ،بين الثلج والنار بين الصرخة والهدوء ،بين اليقظة والغفوة بين الجمال واللا جمال ،بين الحلم واللا حلم ،تنفض كل المشاعر الأنسانية من أحساس مرهف وعواطف راقية وعوالم جميلة تنهض من أعماق الروح مهما كان الحدث وفي أي وقت وزمان ،فالمرأة مقترنة بروح الأنسان وليس أقتران تجريدي أو مادي كأقتران المشتري مع زحل في عام 1940م أو مثلما لاحظ بعض العلماء حادثة أكثر فلكية أكثر ندرة وهي الأقتران الثلاثي للمشتري وزحل ومريخ في علم 1604م وليس هناك معضلات في الأ قتران أما المرأة في وجود الرجال هناك معضلات ودينية وعقائدية وسياسية واجتماعية أضافة الى المعضلات الأكثر خطراً برأيي وهي الفكرية والروحية والحسية لأنها الأساس في تكوين كيان المرأة والرجل أجتماعياً الذي من خلاله يؤثر على بناء المجتمع ثم كيان الدولة ،في عيون بعض الرجال عندما تكون السلطة المالية متوفرة عن طريق التجارة أو الميراث وأي طريق آخر والأبتعاد عن روح الخلق السليم تغدو المرأة كسلعة سبية تباع وتشترى ليس في سوق عكاظ بل سوق الشهوة والرغبة ، سوق التسلط والرهبة فالقيم الأنسانية تذوي بين الأرجل في حالة الوهن النفسي والفكري والخلقي فلا يبقى أقتران للأرواح بل أقتران النزوة والشهوة والرغبة في هذا الأستهلال ندنو من من أقتران المرأة في الفصول الأربعة ،الكونية للشاعر المبدع نور الدين الوادي الذي جسد من خلالها آهات قيس وليلى وكبرياء عنترة وعبلة وتضحيات روميو وجوليت والكثير من خلود الأقتران الروحي والعشق والغرام ألقاً وسحراً وهياماً بأسلوب عصري متميز يذوي في الأعماق ،هذا العمل الشعري التأملي له صلة عميقة قيمة بين الشعر والحلم والروح بين الأحساس والركود حين يتجلى للشاعر المتعة الجمالية في عوالم وروح المرأة ووجودها الراقي، ربما هذا الأحساس يتعب الفكر ولكن في نفس الوقت تعامل الشاعر مع هذا الأحساس بالوسطية الفكرية والحكمة الجمالية يصل الى الواقع النوني – نون النسوة – حتى أن بان مأساوياً ، أحياناً من الواقع المأساوي يتجلى الجمال الحقيقي والروح السامية والرقي الأنساني ،الشاعر يكوًن بصورة ما شكل الحلم ويصل الى العمليات اللاوعية التي تشارك هذا الأمر فيستلم الحلم كفكرة فيقلب مايستلمه رأسساص على عقب حتى يتغير الحلم من وجود فردي الى تعبير جمالي راقي بلغة مفهومة ،يجتذب وعي الأنسان الشمولي لتغدو شواهد شعرية فكرية وأن كانت رمزية تصب في بحر المعاني الأنسانية أو مدلولات صورية جميلة تجسد الأفكار المعنية ،في وجود المرأة الكونية تضفي على الشاعر تعابير جمالية وهذه التعابير الجمالية في الحقيقة ليست سوى مميزات حلمية حتى تصل القصيدة وشكل القصيدة الى حلم جميل موجه للقارىء ،فالمرأة توقظ ثورة في العالم اللا وعي الذي ينشد الأمتاع الروحي وتجنب الألم في نفس الوقت ،المرأة تحمل صفات الجنة وتحمل صفات النار وبين الجنة والنار عوالم من لهيب الصيف والجمال الربيعي وسكون الخريف ومطر وثلج الشتاء وهذا المضمون يعطي للمرأة معناها الخفي الذي يجعل الشاعر مكتشفاً بارعاً مميزاً ومبدعاً في محراب هذا المضمون الروحي الخفي وهي قدرة أدبية ليست سهلة بل صعبة جداً تحمل مشاق الآلام والآهات والغربة الروحية والحرمان وأشكال العذابات في واقع جميل زاهي أااام في واقع مأساوي وبصراعات الحياة العملية والفكرية وصراعات الأنسان الحالم ،مهما يكن فأن الشاعر نور الدين الوادي بأحساس الجمال الراقي يمضي في البحث الحلمي والفكري والروحي في مضامين شعرية قيمة وهي رسالة أنسانية ليست زمنية وقتية بل باقية على مر الزمن بعصريتها وشموليتها وطاقاتها التي تشع وتمد الأعماق بالوعي والأحساس والجمال والوجود الكوني للمرأة ،
علاقة المرأة بالأدب والفن والروح والأحساس والجمال وتأثيرها علاقة قديمة ،علاقة يمكن أنجازها بصورة أدبية شعرية لو توفرت وأمتلك الشاعر أدراكاً بشأن اللا وعي وأحساساً بالحلم وأحساساً بالدوافع والمعطيات التي ربما تكون غير مسموح بها ، بصورة مفعمة بالحيوية وبغير أستحياء وبرموز منتقاء تستطيع هذه الرموز أن تصدر أشعاعات بطرق ووسائل مختلفة بصلات تفسيرية ليست خيالية بحتة بل بصلات تفسيرية بالواقع حتى يكون الأبداع لشيء حي متنوع الأوجه بحيث من يقرأ النص الشعري ،نظر اليه واستمتع ويمسه بروحه بحيث يكون مأسوراً بهالة النص الشعري وعوالمه الواسعة الجميلة وهذا هو المحراب الروحي الذي يسكن اليه الشاعر المبدع نور الدين الوادي الذي من خلاله يتميز بالخلق الفني فهو يفسر حلم الحياة والمرأة بصور ورموز تعبيرية مع صلة حقيقة شخصيته في عالم الوجود واللا وجود، الحلم واللا حلم ،الخيال واللا خيال بعيداً عن الفسق والفجور ،فالخلق الجميل يبقى في مجالات منطقة الفنون الأصيلة ،فالخيال ليس سوى سبيل للخلق الراقي الجميل عند الشاعر، يقول فرويد ( لو كنا نعثر على شيء من الفعالية في أنفسنا أو في الأشخاص الذي يماثلوننا فعالية تشبه على وجه من الأوجه ،الكتابة الخيالية،لو كنا مستطيعين ذلك لأستطاع تمحيص هذا الأمر أن يعطينا أملاً في الحصول على بعض الأستبصار الذي ينفذ الى القوى الخلاقة التي ينفرد بها الكتاب الخياليون ) فالموهبة الخلاقة للشاعر نور الدين الوادي موهبة فنية فكرية قادرة على تحويل اللا وعي الفردي الى عمل ايصالي شمولي واعي وهوالعودة الى الواقع ،فقد تتحرر طاقة الموهبة الخلاقة بوجود المرونة الفكرية وزخم التجارب وزيادة القدرة على التصور الجميل الخلاق والتمكن من اللغة السليمة لكي يتجلى العمل النصي الشعري مؤثراً يأسر الأنسان فناً وحلماً وفكراً وجمالاً وأحساساً ،دون الأبتعاد ان الشاعر يبقى ملهماً قلقاً على نصه الشعري ،فأفكار نور الدين الوادي تعتمد أساساً على التغيرات التي تطرأ على الأحساس والروح والنفس والفكر التي بالتالي تشعره بالحركة والكتابة بنسق جميل للمرأة كرمز للحياة وهكذا تبقى المرأة في الفصول الأربعة رمزاً كونياً وليس فصلياً فقط لتجسيد الحركة الفعلية والجمال الرباني الذي خصه الله في المرأة والاحساس الجميل الراقي من أجل تجديد الكون وتغيير ما لا يتغير الى الأجمل شعراً وأحساساً وروحاً .
* ديوان أمرأة بأربعة فصولللشاعر نور الدين الوادي / مطبعة طوب بريس – الرباط – المغرب 2013م