ظهرت مجموعة من الخلافات داخل هيئة التنسيق السورية المعارضة، لكن رئيسها ماجد حبّو قلل من أهمية تلك الخلافات وأكد أنها ظاهرة صحية.
في حين حصلت ” ايلاف ” على ما تم مناقشته في اجتماع باريس الأخير بين الائتلاف الوطني السوري وهيئة التنسيق، وكان واضحا وجود جملة واسعة من النقاشات ، فاجأ أعضاء في هيئة التنسيق الوطنية السوريين ببيان يتهمون زملاء لهم في الهيئة ممن التقوا بالائتلاف الوطني السوري في باريس باتهامات قاسية، لتظهر من جديد عدة آراء في الهيئة تهدد كيانها، وخاصة بعد تصريحات متعددة على خلفية لقاء باريس حمل جزء منها مواقف متناقضة وأيضا بعد اعلان القيادي في الهيئة هيثم مناع تأسيس تيار “قمح” والتحدث منذ الشهر الماضي عن استقالته مما يعني أنه لم يعد في هيئة التنسيق.
مشروع وطني
ولكن ماجد حبّو رئيس هيئة التنسيق في الخارج قال لـ”ايلاف” “إن الهيئة صاحبة مشروع وطني ديمقراطي في مواجهه الديكتاتورية والأرهاب , وهي في ذلك تشمل فئات وطنية عريضة من القوى والاحزاب والتيارات السياسية والمستقلين ، بالأضافة الى تحالفاتها السياسية من خارج الهيئة، وبالتالي هناك توجهات سياسية من داخل المشروع الوطني ومن داخل أدبيات ووثائق الهيئة ،وهي تجتهد في ذلك، تصيب وتخطئ ، وتصحح أدائها عبر مؤسساتها الداخلية ما أستطاعت الى ذلك سبيلا”.
وأضاف أن البيان المذكور “هو وجهة نظر يستند الى قراءة في أدبيات ومشروع الهيئة – بحسب وجهه نظر متبنيه – وهو يشكل حالة صحية للاغناء والتطوير وخصوصاً إنه ينطلق ضمن المؤسسات التنظيمية في داخل الهيئة أولاً ، ويستند الى وثائقها ثانياً , وإلا فالبديل هو : سيادة الرأي الواحد وفق شروط غير صحية ” تنظيمياً وسياسياً ، وهو ما يؤشر إلى أن الهيئة لم تسقط في ذلك الفخ”
ظاهرة صحية
واعتبر حبّو” تباين وجهات النظر هي ظاهرة صحية تستوجب التعامل معها بموضوعية وجديه من أجل التطور وإغناء الرأي وليس الأقصاء أو التهميش . الخلافات في وجهات النظر داخلياً لا تستند الى معايير العدد بقدر ما تقاس بصوابية الرأي والتوجه . وتميزت الهيئة بقدرتها على تجديد نفسها وتحملت المرحلة السابقة من التحديات من خلال التفاعل الإيجابي البناء من داخلها أولاً , وما يتم اليوم يندرج في ذات السياق “.
فيما أشار عضو في الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري لـ”ايلاف” أن الائتلاف كمؤسسة ذهب الى باريس مؤخرا واجتمع مع هيئة التنسيق بعد التصويت في الهيئة العامة للائتلاف، على الوثيقة التي حددت آليات التفاوض ، و بعد تفويض من الائتلاف ككل” .
توحيد المعارضة
وأكد عضو في الائتلاف أن اجتماع باريس اجتماع مهم لأنه يسعى الى توحيد المعارضة السورية وتوحيد وجهات النظر ما بين الائتلاف وهيئة التنسيق .
ولفت من جانب أخر الى أن” عددا من أعضاء الائتلاف شاركوا في مؤتمر القاهرة مؤخرا بصفتهم الشخصية كما أكدوا هم ذلك أيضا “.
خارطة الطريق
وحصلت ” ايلاف ” على ما تم مناقشته في اجتماع باريس وكان واضحا مظلة واسعة من النقاشات ووضع النقاط على الحروف في كل ما يتعلق بمؤسسة الرئاسة وهيئة الحكم الانتقالية وأن هدف المفاوضات الرئيسي، وهو مايريده أغلبية السوريين ، “تطبيق بيان جنيف بدءا من هيئة الحكم الانتقالي بما فيها سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية وحمل العنوان اسم “خارطة الطريق لانقاذ سورية ” “متضمنا أيضا في المادة الثالثة “ان هدف العملية السياسية هو تغيير النظام بكافة رموزه ومرتكزاته بشكل جذري وكامل وقيام نظام مدني ديمقراطي أساسه التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية”.
رفض لقاء باريس
كان بيان أعضاء في الهيئة قال “نحن مجموعة من أعضاء هيئة التنسيق ( أعضاء من المكتب تنفيذي وأعضاء من المجلس المركزي وأعضاء من قيادات الفروع ) يهمنا اطلاع الرأي العام داخل الهيئة وخارجها عن موقفنا الرافض للقاء باريس والبيان الصادر عنه، كما نعبر عن شجبنا له وللمشاركة فيه لما حدث من خروج عن الخط السياسي لهيئة التنسيق الوطنية “.
واعتبر البيان الذي تلقت ” ايلاف” نسخة منه ، “إن لقاء باريس الذي جرى بتاريخ ( 24-02-2015) هو محاولة لإجهاض إعلان القاهرة الذي استطاع توحيد عديد تيارات المعارضة السورية في الداخل والخارج والتي كان بينها جزء أساسي من الائتلاف. كما أنه صفعة موجهة لضرب التعاون بين مختلف الفصائل المشاركة والإخوة المصريين الذين لم يتورطوا في مواقف عصبوية وعدائية لأي طرف من المعارضة السورية، ويٌشكل صفعة أراد توجيهها المحور التركي – الفرنسي لمصر بُعيد رعايتها لاعلان القاهرة”.
وقال بيان بعض أعضاء هيئة التنسيق أنه “بعد أكثر من 3 سنوات تحملت خلالها هيئة التنسيق كثير الضغوط والمغريات الاقليمية والدولية والمحلية فحافظت بذلك على استقلال خياراتها السياسية، نرفض أن ننزلق للمخطط التركي- الفرنسي الذي يريد العودة إلى ماقبل القاهرة ونسف كافة جهود الهيئة السابقة عبر وريقات أعدت على عجل ولا تستحق حتى الحبر الذي كتبت به.. عدا عن محاولة يائسة لتعويم التيار الإخواني في الإئتلاف ، وانقاذه من مأزقه خصوصا وأن تيارا في الائتلاف الوطني كان مشاركا بفعالية في اعلان القاهرة (24-01-2015).”.
وأضاف” ان محاولة انقاذ القيادة الائتلافية الحالية من مأزقها من خلال لقاء باريس وماصدر عنه من تجاهل لاعلان القاهرة، هذا الاعلان هو الحدث السياسي الوطني الذي نال دعماً مجتمعياً واسعاً شاركت به هيئة التنسيق، واستطاعت من خلاله قوى المعارضة الوطنية سحب ادعاء حصرية تمثيل الائتلاف للمعارضة والشعب في سوريا، يشكل خرقاً لسياسة وقرارت هيئة التنسيق في الأشهر الأخيرة”.وكشف البيان أنه”على هامش لقاء باريس أجرى ثلاثة من المشاركين باللقاء من هيئة التنسيق اتصالات مباشرة بالطرفين الاميركي والتركي دون معرفة رئيس مكتب العلاقات الدولية ودون تكليف رسمي من المكتب التنفيذي، وذلك كما تبين لاحقاً بهدف طلب الدعم منهما، نعتبر أن هذا انزلاق خطير وابتعاد عن المبادئ التي رسختها هيئة التنسيق بعدم ارتهان قرارها السياسي لجهة دولية بحجة الدعم المعنوي أو المادي”.
وانتهوا أخيرا “-كنا ولازلنا مؤمنين أن النضال ضد نظام الاستبداد والعمل في سبيل انهاءه وقيام نظام ديمقراطي مدني على أرض الوطن لا يمر عبر الانخراط في المحاور الاقليمية وأجنداتها”.
ودعوا” المتضامنين مع هذا الموقف رفع الصوت عالياً لوقف هذه الانتهاكات التي تفقد المكتب التنفيذي أمانته السياسية والتنظيمية كما دعوا المكتب التنفيذي والقيادات المسؤولة لمراجعة موقفها السياسي والعودة إلى المواقف المبدئية لهيئة التنسيق الوطنية ..و محاسبة المسؤولين عن هذه الخروقات التنظيمية والسياسية”…