بهزاد حنيفي: الكرد والشراكة السياسية

حطم الكورد مع بدايات هذا القرن قيد الإستعباد، ليكونوا فرسان الشرق لكن ليس فرساناً تحت الطلب كما كان يستخدمون سابقاً، بل فرساناً لقضيتهم والتي خرجت من ملفات الدوائر الأمنية الاقليمبة لتصبح قضية عالمية وقد بات الكورد يحظون بالتعاطف الدولي وتأييدهم وتأييد حقوقهم وفي أجزاء كوردستان الأربعة حيث نجح الكورد في الإقليم الجنوبي مع قيادتها السياسية وحنكتهم الديبلوماسية أن يضعوا الكورد وبقوة كأحد أهم اللاعبين في العراق وذلك من خلال كتابة الدستور وجعل وضع الإقليم وضعاً دستورياً قانونياً ومن ثم العمل لإيصال القضية الكوردية إلى المحافل الدولية على إنها قضية شعب تعرض للظلم والغبن والتهميش على أيدي دول المنطقة والعالم .

وقد حان لهذا الشعب أن ينال حقوقه العادلة وقد نجحت الديبلوماسية الكوردية إلى حد كبير لإيصال تلك الرسالة للعالم، وربما النجاح الثاني بطولات _البيشمركة والكريلا ووحدات حماية الشعب_ هي القوات الأكثر قدرة وفاعلية على التصدي ومواجهة تلك المجاميع التكفيرية السلفية وبذلك إنتقل الكورد من مرحلة الإشكالية _كإحدى مشاكل المنطقة_ إلى ما يمكن إعتبارهم أحد أهم الشركاء واللاعبين على مستوى المنطقة لمواجهة الفكر الظلامي الداعشي.وعلى الرغم من بعض الإختلاف والخلافات الداخلية والتي تؤثر سلباً على شعبنا وقضيتنا، إلا أن القضية الكوردية قد تجاوزت عتبت أن تكون رهينة لمشاريع إقليمية ودولية وباتت كل دول العالم تدرك أهمية كوردستان؛ جغرافية وموارد وإمكانيات بشرية وإقتصادية بحيث إن حلها ستكون أحد أهم عوامل إستقرار المنطقة ورعاية مصالحهم الإستراتيجية، بل إن الكورد سيكونون عامل توافق وسلام بين كل مكونات المنطقة وذلك لخصوصية المجتمع الكوردي الذي يتسم بالإعتدال الديني والثقافات المتنوعة والمتشاركة مع كل المكونات المنظقة وبالتالي؛ فإن حل المسألة الكوردية في هذه الدول لن يساهم فقط في حل مشكلة وقضية سياسية وطنية لشعب تعرض للغبن على مر التاريخ الحديث، وإنما سوف يساهم أيضاً في إستقرار المنطقة ورعاية مصالح الغرب من جهة ومن الجهة الأخرى سيكون الكورد عامل توحد ومشاركة وربط بين المكونات المجتمعية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط .. ولذلك المطلوب من القيادات السياسية الكوردستانية؛ التحضير للمرحلة المقبلة وليكونوا أحد أحد أهم الشركاء الذي يرسمون سياسات المنطقة وكوردستان.