بهزاد حنيفي : الاكراد والغدر التركي

Share Button

في معاهدة لوزان” تبدلت حياة الشعب الكردي كل التبدل، فقد حكم على الفرد الكردي بالفناء نفسياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً وإنسانيا. 11823690_1468000130188603_1175258099_n-184x300-184x300لقد كتب الاغتراب على الكورد في ديارهم فهم منفيون وغرباء في بلادهم ووطنهم. لقد كان هذا اليوم يوم بؤس للشعب الكردي، يوم شقاء وتعاسة وهوان دوّن في تاريخ الشعب الكردي حتى الآن. ومما يذهلني ويحيّرني أن أحداً من الكتاب أو الباحثين الكورد لم يتوقف لدى هذا اليوم الذي كان سبب مأساة شعبه، ولم يتناوله بحثاً ودراسة وتحليلاً. وإني أرى من الضروري أن نفهم أنّ كل ما أصاب الكورد من ظلم واضطهاد وتفرقة وضياع، وكل ما أصاب كوردستان من تجزءٍ وتقسيم، كان مبعثه الغدر التركي، وفي 24 / 7 / 1923 م جرت المحادثات بين الهيئة التركية والهيئة البريطانية في مدينة ” لوزان “.
كان عصمت ” اينونو ” يترأس البعثة التركية ويترأس ” جونسون ” البعثة البريطانيةــ ويمكن تلخيص أقواله كالتالي : يقول رئيس الهيئة البريطانية لورد جونسون : إن الكورد قومية أخرى، لا يرغبون في العيش مع الأتراك ضمن دولة واحدة “.
ويقول إينونو :
“هذه نظرية ليست صحيحة. إن الأتراك والأكراد يعيشون معاً منذ مئات السنين، ديننا واحد وتاريخنا مشترك وإلى أرومة واحد تعود أصولنا. لقد أثبت الكورد عبر التاريخ أنهم يرغبون في العيش معنا تحت إدارة تركية ولم يرغبوا قط في الانفصال عنا، لقد ربط الكورد مصيرهم وحياتهم بمصير وحياة الأتراك… وفي الحرب الأخيرة رفض الكورد ما ورد في معاهدة ” سيفر ” وحاربوا العدو إلى جانب الأتراك . وللأكراد مقاعد في البرلمان التركي وهم ممثلون عن الشعب الكردي، وهم يريدون أن يرسخوا أقدامهم الوسط التركي، وأكراد مناطق الموصل لا يريدون الانفصال عن سائر الكورد لذلك يجب أن تظل ” الموصل ” ضمن الحدود التركية”.
فردّ عليه رئيس الهيئة البريطانية ” لورد جونسون ” قائلاً :
” هذه هي المرة الأولى التي يقال أن العرق التركي والعرق الكردي عرق واحد، إن التاريخ واضح وإن الشعب الكردي ينحدرون من الأصل الآري .. يختلف تاريخهما وحياتهما عن تاريخ الأتراك وحياتهم وصفاتهم البدنية مختلفة، لقد عشت أعواماً في بلاد الكورد وأستطيع بكل سهولة أن أميّز الكردي من التركي، الكورد ليسوا أتراكاً. … أنهم أهل جبال. .. وقد عاشوا منذ آلاف السنين في بلادهم الجبلية ومازالوا يعيشون فيها مستقلين. .. والآن فإن الأشخاص الذين تزعمون أنهم يمثلون الكورد في البرلمان ترى هل الكورد اختاروهم ؟ كلا. .. إن الشعب الكردي ما أختارهم. .. لقد جلبتهم إلى برلمانكم في غياب الإرادة الكردية. .. والتاريخ يحدثنا أن الكورد لم يرغبوا في يوم من الأيام أن يعيشوا تحت الحكم التركي”.
وفي ” لوزان ” أيضاً انطلت الحيلة التركية مثلما انطلت في ” سيفر “، فقد بعثت الحكومة التركية رسالة باسم أولئك البرلمانيين إلى ” لوزان ” يعلنون فيها رغبتهم في العيش مع الأتراك.وفي خاتمة المطاف انتصر الأتراك فقد تم الوفاق بين الأتراك والإنكليز على رسم الحدود التركية ــ كما هي اليوم ــ وفي عام 1926 م جرت بينهما التسوية في موضوع ” الموصل ” حيث وقعت منطقة ” الموصل ” و ” كركوك ” تحت النفوذ الإنكليزي وتجزأت ” كوردستان “وأخيراً سلمت الجزء الواقع تحت نفوذها إلى العراق، وسلمت فرنسا جزءها إلى سورية ومنذ ذلك وفيما بعد صارت كوردستان أربعة أجزاء وظلت كذلك حتى الآن، إن وضع كوردستان الراهن كان ثمرة معاهدة ” لوزان .

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...