تتذكر الاجيال وكذلك يتذكر ذوي الإطلاع أن الدكتور نورالدين لم يكن يعاني من عقدة الجاه والمال والشهرة, فقد كان من أشهر وأغنى العائلات الكردية على صعيد كردستان وحائز على أعلى شهادة في الوقت الذي كان عدد الحاملين على مثل هذه الشهادة يعدون على أصابع اليد الواحدة. لذا فإن انخراطه في النضال القومي كان بدافع من القناعات الراسخة والإحساس العالي بالمسؤولية التاريخية وبدافع من كبريائه القومي الأصيل, بخلاف العديد من الأشخاص الذين كانوا ومازالوا يلهثون وراءالشهرة والمناصب, ويستخدمون أرخص الوسائل في سبيل تحقيق غاياتهم تلك. فإن الدكتور نورالدين ظاظا في هذا مثل العديد من الشخصيات التاريخية في الأجزاء الأخرى من كردستان الذين استطاعوا توحيد الصفوف في فترات زمنية متباعدة. من هنا كانت شخصيته مصدر قلق لدى السلطات السورية فعملت هذه السلطات بشتى الوسائل لإنهاء دوره, فتم سجنه وتعذيبه ونفيه دون هوادة وبسبب إن أجيالنا متتالية من شباب الكرد يكاد لايعرفون شيئاً عن هذه الشخصية نتيجة تجاهل الحركة الكردية له كتجاهل الابن لأبيه .
وبما أننا في صدد ذكرى أحد أبرز مؤسسي الحركة الكردية في سوريا, فمن المفيد أن نسجل هذه الملاحظة وهي انه بالإضافة إلى الدكتور نورالدين ظاظا و الأستاذ عثمان صبري والاستاذ حميد درويش هناك العديد من الشحصيات الكردية الذين لعبوا دوراً مهماً جداً, ومهدوا السبيل لتأسيس هذا الحزب من خلال نشر الثقافة والوعي القومي وذلك قبل تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا بعشرات السنين, في الوقت الذي كان المجتمع الكردي يعيش في جهل مطبق وفقرٍ مدقع إلى درجة كان يسيل لعاب الأعداء وكانوا يراهنون بأن مايسمى بالكورد بات قريباً من الضياع قاب قوسين أو أدنى.
ففي تلك الظلمات الحالكة كان هؤلاء شموعاً للكرد ينيرون لهم الدرب ويشدون الهمم, ويأتي على رأس هذه الشخصيات المثقف الكبير واللغوي الفذ وسليل أعظم عائلة كردية على الأطلاق الأمير جلادت بدرخان وأخوه الدكتور كاميران بدرخان والشاعرجكرخوين,والدكتور نوري ديرسمي المستشار السياسي للسيد رضا قائد ثورة ديرسم, ..الخ.
وباعتقادنا أن استغفال دور هذه الشخصيات والعائلات في سياق الحديث عن ظروف نشوء الحركة الكردية في كردستان بسوريا يعد إجحافا بحقهم وجهلاً بتاريخ الكرد في هذا الجزء من كردستان.