بهاد الدين محمد حسين: لماذا نقاوم التغيير

Share Button

البعض منا يقاوم تغيير حياته للأفضل والأحسن، فهو يفضل الوضع المألوف لديه أكثر من الوضع غير المألوف أو غير المعتاد عليه imagesوالذي ستفرزه عملية التغيير، فهو يظنً أن الوضع الحالي هو الوضع الآمن والمستقر، وبالتالي يغريه ذلك على عدم القيام بعملية التغيير وبلوغ أقصى أهدافه فى الحياة.فلماذا نقاوم التغيير ؟! نقاوم التغيير لأننا نتوقع السيئ من الأمور وأن يسير التغيير فى غير صالحنا أو يترتب عليه وضعاً أسوأ مما كنا عليه فى السابق, وهذا الأمر خاطئ.أن وضعنا الحالى قد تكيفنا معه وأعتدنا عليه ، فماذا لو كان وضعك الحالي يورثك التعاسة والألم ويجعلك ترى الحياة من نافذة ضيقة ومحدودة!، فتصبح حبيساً كطائر فى قفص يقدم له كل يوم طعامه وشرابه ويشعر بالأمان؛ إلا أن هناك شعوراً داخلياً لديه بالألم يخبره أن العالم واسع ورحب وبه الكثير من الخيارات وفرص النجاح ، وأنه يحبس نفسه حتى الآن فى أوهام الأمان الزائف .. فلتقل لهذا العصفور قبل أن يضيع عمره حبيساً ، ماذا لو مات أو مرض راعيك وأنت لم تكتشف العالم . أو تأخر بك الوقت فلم تعد تملك الحراك حتى لو كسر القفص!.. فكر .. فكر بعمق.
أن خوفنا من الفشل فى عملية التغيير يبعدنا عنه ، كذلك خوفنا من النجاح فيه، إذ أنه قد يترتب على هذا النجاح مهام زائدة ومتطلبات جديدة يجب القيام بها، ونحن نرى ذلك عبئا قد لا نستطيع مواجهته.
لذا عليك أن تحترس من الخوف بداخلك فهو عدو إنجازك ونجاحك،فأنتبه إلى هذا العدو المستتر والذي يعطل سير مركبك فى الحياة.. لذا أطرد هذه المخاوف اليوم من داخلك وأكتشف ذاتك القوية وكن مصراً على النجاح.ْ
لذا ابحث عن دليلك فى الحياة، والذي قد يكون “عقلك” وابحث معه عن أهدافك فى الحياة واستعن به فى جمع المعلومات اللازمة للتعرف على الأعمال التى تريد إنجازها وكيفية أدائها بالشكل الصحيح، وقد يكون دليلك “أهل الخبرة والعلم” فأستشرهم ليدلوك على أفضل الطرق والوسائل اللازمة لتحديد الأعمال المطلوبة وكيفية ادائها بالشكل المطلوب لتحقيق أهدافك وقد أصبح تغيير عاداتنا أمراً يحتاج منا لمجهود كبير.
– قد نواجه مقاومة ممن حولنا وإصرار على عدم التغيير في مكان العمل او المنزل . يقول “آندي وارول” : ابدأ التغيير من داخلك، ثم اجعله كدائرة تتسع مع الوقت لتشمل جميع من حولك”
فلم يعد الوضع السيئ يسبب لنا الألم أو التعاسة، فلماذا نتحرك ولماذا نخاطر ولا شئ يدفعنا لذلك، ولماذا نقدم على التغيير ونحن لا نشعر بألمنا؟!، وهذا أخطر شئ يهدد تقدمنا وحصولنا على الحياة التى نرغبها ونستحقها. لذا يجب أن ندرك أن ما نفعل هو ظلم للنفس وإهدار لحقها فى حياة أفضل وسعادة أكبر، حتى نستطيع البدء فى عملية التغيير والنهوض بحياتنا لمستوى اعلى، والتمتع بالرضى والسعادة التى منحنا الله تعالى آياها بالفعل ؛وأعلم أنك قادر على العدول عن الإحباط والشعور بالخوف والبدء فى عملية التغيير بشجاعة ، فلقد أودع الله سبحانه وتعالى كل ما تحتاجه بداخلك، وقد جربت من قبل أن تعيش مكبلاً بمشاعر الرضا الزائف والإحباط وجعلتك بائساً وتعيساً، فلا تقل لى أنك كنت مستمتعاً وأنت تشاهد حياتك واقفة بلا حراك، بل وتراقب أحلامك وأهدافك وهى تتراجع إلى الخلف ويسبقك الجميع، وأنت متكيف مع هذا الشعور المؤلم، وكأنك مريض أمامك العلاج ولا تمد يدك لتحصل على دواء حياتك ومنقذك من الألم والتعاسة والقدرة على بلوغ السعادة.
عزيزي القارئ: عليك أن تعلم أن نواحي النقص فى حياتك منك أنت ومن صناعة يديك، ذلك لأنك اخترت بوعي هذا النقص بعدم قدرتك على اتخاذ قرار التغيير والنهوض بحياتك للأفضل والأحسن، فإذا لم يكن لديك الرغبة الآن فى خوض تجربة التغيير وتحريك حياتك لمستوى أفضل من السعادة والرخاء، فقل لى متى ستقرر هذا القرار!، فالوقت قصير لا يتسع للتردد، والعمر ينصرم دون أثر تتركه ورائك، والخير كل الخير أن تقهر ضعفك اليوم وتقدم على التغيير بشجاعة”لان جميع الانتصارات تقابلها هزيمة لطرف آخر ما عدا انتصار الإنسان على نفسه”.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...