بهاء الدين حسين: الحوار

Share Button

احيانا ما نقابل في حياتنا مواقف لا نستطيع ان نكون فيها على المستوى اللازم من اللباقة وربما يمر بنا موقف وبعد وقت قصير10341457_544911592297586_2767605897668946201_n

نعيد التفكير فيه ثم يقول الواحد منا لنفسه ( ​ما كان يجب ان اقول كذلك) (كان ينبغي ان اجيب بكذا )ويرجع ذلك الى عدة اسباب منها عدم التقدير الداخلي لقيمة المحادثة وكذلك الافتقار لأساليب التفكير اللازمة او بسبب القصور اللغوي وضعف القدرة على التعبير عما بداخلنا.

قواعد الحوار:

 أولا .. مادة الحوار:

 أن تكون مادة الحوار معلومة الهدف واضحة الملامح.  تحليل الموضوع إلى  مقدمة منطقية ( ما الذي تريد أن تطرحه)  نتيجة   ( ماهي النتيجه التى ستصل إليها؟ ) لا تناقش موضوعات تتفرع عنها موضوعات أخرى . أن لا تكون فيها  النميمه والحث على الفساد.  أن يكون الحوار بلغة مفهومه بين الطرفين.  أن تكون في الموضع المناسب والوقت المناسب.  أن يأخذ الحوار المدة التي يستحقها .  لذلك اول مشكلة يتوجب عليك حلها اذا ارت ان يكون الحوار ناجح هو انتقاء موضوع مناسب فلن تستطيع ان تلفت انتباه أي شخص لفترة طويلة اذا كنت تتحدث في موضوع لا يهمه أصلا.

ثانيا : صفات المحاور الناجح :

– احترام الآخر:(لن يثمر الحوار إن كان أحد أطرافه لا يحترم الآخر).

– تجنب الجدل:
أ- رفع الصوت: ليس من قوة الحجة المبالغة في رفع الصوت في  الحوار بل كل ما كان الإنسان أهداء كان أعمق .
ب- تكرار نفس الحجج ببغائية.

– البعد عن الغضب.(الغضب يهدم ما كنت تبنيه في ساعاتٍ في لحظة واحدة).

– الإنصاف والاعتراف بالخطأ: التراجع عن الخطأ والاعتراف به ، فالرجوع إلى الحق فضيلة
(من علامات الجهل أن تظل مصرًا على رأيك مع علمك بخطئه).

ثالثا : صفات المستمع ( المنصت ):

انتظر دورك ولا تقاطع :سيبدو لك أن المهارة التالية في غاية السهولة لكنها تتطلب الكثير من التدريب حتى تتمكن من إجادتها وإتقانها ،
فالمناقشات تتطلبانتظاراً للأدوارفإذا كان شخص ما يتحدث ،على الجميع الاستماع له وعدم مقاطعته حتى ينتهي من حديثه ،
فينتقل الدور إلى الشخص الآخر ليعلق أو ليتحدث عن موضوع آخر أو يوضح وجهة نظره .
هذه الطريقة تعلم الكثير من الاحترام ، وبها يتسنى للمتحدث أن يصحح مفهومك أو يضيف شيئا إلى معلوماتك .
لا تنسى المحافظة على تواصل العينين وابقي نفسك ودودا مهذباً قدر الإمكان .

لا تقاطع المحاور وأعطه فرصه كافيه للتعبير .  حاول أن تفهم كل ما يقوله محدثك ، واستفسر عن كل ما لا تفهمه ولكن في الأوقات المناسبه.  لا تجعل مشاعرك تؤثر في آرائك.  اصغ بهدف الفهم والاستيعاب ، وليس بهدف المناقضة والرد.  لا تصدر أحكاما مبكره بينك وبين نفسك.  كن منشرح الصدر عند الاستماع,
 الإرشادات التي تساعدك على تطوير مهارة الحوار

الإنصات:

وهو أهم نقطة في المحادثة ،وقد تعتقد أن الحوار يقتصر على الكلام المتبادل بين طرفين أو أكثر ، ولكن من الصعب فهم كلام الآخرين اذا ما كان الطرف الآخر يستمع وينصت لك ،وبالتالي يفكر فيما سوف يقوله في الجملة التالية ،لذلك يجب الانتباه إلى كل ما يقال عند الحديث لشخص معك .يقول استيفن اتاني شخصا وقال :(لا استطيع ان افهم ابني فهو لا يريد الاستماع الي ابدا )فرد استيفن (فن الاستماع)

حاول أن تعرف ما يهم المتحدث أمامك :

قبل أن تبدأ الحوار أو النقاش مع شخص ما حاول أن تفهم مفتاح الشخص الذي أمامك ،

تكلم دائما في اطار اهتماماته لكي تكتشف رغباته  التي يسعى ورائها   
. . إن رأى أحدكم شخصا مثلا أخطأ في حق أبنائه. فعاقبهم بشدة لخطأ ما، من دون أن يتفاهم معهم. بإمكانك لأن تتحاور معه بدلا من أن تقول له: أنت مخطئ، أنت لا تعرف كيف تتعامل مع أبنائك، كان عليك أن تفعل كذا وكذا. فهنا أنت تركز على اللوم والاتهام بدلا من حل المشكلة. من الأفضل أن تقول له: يا أخي، في اعتقادك ما نتيجة ردة فعلك هذه؟ ما رأيك لو قلت لهم كذا وكذا؟ لو كنت مكانهم هل ترى أن تصرفك صحيح؟ أسئلتك هذه ستجعله يستنتج خطأه. فأنت بذلك تعطيه فرصة أكبر للتفكير في الحل. بدلا من التفكير في الدفاع عن موقفه عند اتهامك له بعدم معرفته أصول التعامل مع أبناءه.

انسى نفسك :

فكل ما عليك فعله هو : التركيز على الطرف الآخر أكثر من التركيز على نفسك ..لو كان الموضوع شيقاً وممتعا بالنسبة إليك ،
حاول أن تطرح سؤالاًمجرداًتسألهم به عن رأيهم وشعورهم الحقيقي تجاه الموضوع محل النقاش . فالكثير من الناس يستمتعون بذكر هواياتهم المحببة إلى أنفسهم إلى الآخرين ، والكثير أيضا لديه الرغبة في نقل تلك الهواية أو الموضوع أو حتى التجربة .

قال دايل كارنيجييانه لمن السهل أن تستمتع لما يقوله الآخرين على أن تقنعهم أن يكونوا مستمتعين لما تقول

يجب أن تعرف كيف تنهي الحوار :

حتى أفضل المحاورين أو المتناقشين يواجهون قطع الحديث أو انهاء الحوار ، فبادر أنت بإنهاء الحوار إذا تطلب الأمر بشكل محترف ،
صافح الشخص الآخر وتأكد من إخباره بأنك استمتعت بالحديث معه ، انهي اللقاء بابتسامة و بكلمات لطيفة يعطي الشخص الأخر الطابع الايجابي عنك ،لأن ذلك يشجعه على العودة مرة أخرى بأشياء جديدة .

الخطوات الأساسية لكي تصبح متحدث جيد

اولا – اعطي كامل الإهتمام لمن تتحدث إليه :

 هذه أول خطوة و أهمها و هو أن تعطي كامل اهتمامك لمن هو أمامك. ما الذي يجعل هذا الشخص يشعر بالسعادة ؟ ماهو هدفه في الحياة ؟ ما الذي يريد أن يحققه في المستقبل ؟ ما الذي يحبه و ما الذي يكهره، ماهي وظيفته…اهتم بكل ما يهم محدثك، حاول أن تعرف كل شيء عنه، فالجميع يحب أن يتحدث عن نفسه.و إن كان محدثك يعمل بوظيفة مهمة أو يمارس نشاطا لطالما اردت أن تتعرف عليه فلا تترد في أن تظهر اهتماما بذلك و تطلب معلومات و توضيحات أكثر، فهذا يجعل محدثك يشعر بأنه ذو أهمية و أنه يعرف أكثر منك ما سوف يجعله يخبرك و يحدثك عن كل شيء يعرفه بكل سرور.

 ثانيا = تجنب الأسئلة ذات الإجابة بـ نعم – لا :

هناك بعض الأشخاص لا يعرفون شيئا في فن الحديث و الحوار و لذلك فإن استعملت الأسئلة البسيطة و الشائعة و بصيغة عادية، فسوف يستمتع صاحبنا الذي لا يعرف شيئا عن الحوار بإجابتك بنعم أو بـ لا فقط، و عندها ستجد نفسك أمام مشكلة كبيرة و صعوبة في مواصلة الحديث. لهذا احرص على طرح أسئلة مفتوحة و بشكل مختلف ما يجعل متحدثك مجبرا على الإجابة بطريقة مفصلة و مطولة نوعا ما، ثالثا – اختر المواضيع الإيجابية :

كن ايجابي في حديثك و في المواضيع التي تختارها، فعوض أن تتكلم عن الخلاف الذي حدث بينك و بين مديرك في العمل تحدث عن العطلة الأسبوعية الممتعة التي قضيتها الأسبوع الماضي . تجنب الحديث عن الأخبار السيئة و المفزعة إلا إذا كان محدثك قد تطرق إليها أو اشار إليها بصفة أو بأخرى، فهنا يمكنك أن تتحدث و تظهر اهتمامك بالمشكلة و تأثرك بالخبر. فالأشخاص اللذين يكثرون من الشكوى و التطرق للمواضيع السلبية يعتبرون أشخاصا مملون و سلبيين ما يجعل الناس يتجنبونهم، فلا تكن سلبي و كثير الشكوى و انما كن ايجابيا و حيوي مليئا بالبهجة و التفائل و الإيجابية.                                                                                                                رابعا – كن مستمعا جيد :                                                                                                                                                   يعتقد الكثيرين أنه لكي تجعل المحادثة ناجحة فما عليك فعله هو أن تتكلم و تتكلم بدون توقف وهذا خطأ كبير. فإهمال الإنصات لما يقوله الأخرون سوف يجعلك شخصا غير مرحبا به في الحوارات و المحادثات.  من الجيد أن تجد شيء تتحدث به و لكن لا تفرط في الكلام و تهمل الإنصات، فكما أن الحديث فن فالإنصات هو الأخر فن للأسف لا يتقنه الكثيرون. لهذا حاول أن تكون مستمعا جيدا، فإن أردت أن تعطي اهتماما لمحدثك فعليك أن تعطي اهتماما لما يقوله أولا. كما أن انصاتك لما يقوله محدثك يسمح لك بأن تفتح موضوع أخر من خلال ما كان يقوله أو أن تستفسر عن شيء لم تفهمه و غيرها من الأمور المهمة، فإن لم تنصت لكلامه فلا يمكن أن يكون هناك حديث بعدها.                           خامسا – لا تتدخل في خلافات :                                                                                                                                                 قد يحدث و نقع في خلاف أو عدم توافق في الأراء مع شخص أخر و هذا أمر طبيعي جدا، لذا إن حدث هذا معك فلا تضطرب و لا تتعصب لرأيك و انما احترم رأي الأخر و حاول أن تقنعه بطريقتك الخاصة و لكن بدون أن تدخل معه في خلاف حاد، فإن رأيت أن الأخر غير مستعد لكي يغير رأيه فلا تزد معه في الموضوع و انتقل لموضوع أخر و اترك موضوع الخلاف مفتوحا. فالغرض من المحادثات هو تبادل الأفكار و اثراء الحوار و ليس معركة لمقارنة الإختلاف في التفكير و قياس نسبة الذكاء أو المنافسة في من سيقنع الأخر.

 سادسا – حاول أن تجعل الحوار 50-50 :

 إن أفضل الحوارات و المحاداث هي تلك التي تكون من طرفين بنسب متقاربة، فإن كان الحديث من طرف واحد فهذا يجعل المحادثة مملة و صعبة على الشخص المبادر، و لكن إن كان الطرفين يساهمان في الحوار بالتساوي فستكون المحادثة ثرية و ممتعة

 سابعا – اجعل محدثك يشعر بالراحة :

 فلا تكثر عليه بالأسئلة بدون أن تتحدث أنت قليلا عن نفسك، و حاول أن تجد مواضيع مشتركة بينك و بين الشخص الأخر حتى يستطيع أن يشاركك في الحديث، و لا تنسى أن تعطي بعض المديح له إن قال شيئا أعجبك أو أفادك بشيء كنت تجهله مثلا. أن تكون لديك قدارت تواصل جيدة مع الأخرين لأمر مهم جدا، فالأشخاص من حولنا يحبون الأشخاص المتحدثين جيدا، فاللذين يتقنون فن الحديث و الكلام تجدهم دائما متفوقين على الأخرين في الحوارات و النقاشات و تجد الناس يحبون الإستماع إليهم، فالكلام الجيد سحر لا يقاوم. أن تكون متحدث جيد مهم جدا، لأننا نقضي معظم وقتنا في التواصل و التحدث مع أشخاص أخرين سواء في العمل مع الزبائن و الشركاء أو على مستوى الأسرة، مع الأصدقاء أو حتى مع الغرباء…

 

كركي لكي 25/5/2015

بهاء الدين حسين 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...