
برقية:
الرفاق المناضلون في حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، فرداً فرداً..
الأخوة الحضور في مراسيم الذكرى السنوية الأولى لرحيل حكيمنا الأستاذ عبد الحميد درويش، سكرتير حزبنا ومؤسسه..
لكم جميعاً التحية والسلام لحضوركم هذه المراسيم المهيبة، بالرغم من الظروف القاهرة التي تمر بها بلادنا، وخاصة انتشار فيروس كورونا الخبيث، وذلك تعبيراً منكم عن الوفاء لهذا الرجل الذي أفنى عمره في خدمة قضية شعبه القومية والوطنية، والذي لم تثنه عن متابعة مسيرته النضالية الطويلة كل أساليب القمع والقهر والاستبداد التي مورست بحقه من جانب السلطات المتعاقبة، فضلاً عن حملات الطعن والتشهير التي أدارتها الجهات المضللة بحقه ورفاقه بمهارة وإتقان..
لقد كان الحكيم مرناً في تعامله حتى مع خصومه، قاسياً في تمسكه بمبادئه حتى مع أقرب مقربيه، وفياً لرفاق دربه حتى وإن ترك صفوف حزبه، مفعماً بالحيوية والنشاط في أداء مهامه الحزبية وأداء أصغر واجباته الاجتماعية، واسعاً في علاقاته القومية والوطنية، قوي الذاكرة لدرجة إنه لم يكن يستخدم أيّ دليل لأرقام الهواتف، مثقفاً وكاتباً واسع الاطلاع، عزيز النفس، بعيد النظر، شهماً في نصرة المظلوم بغض النظر عن هويته، كريماً في نجدة المحتاجين، متميزاً بتواضعه وسلاسة حديثه، واضحاً في نقاشاته، متوازناً في حواراته، واقعياً في طروحاته السياسية، جريئاً في التعبير عن قناعاته وآرائه، مختصراً في عرض أفكاره، شجاعاً في نقد ذاته، لا يهاب الإرهاب الفكري مهما كان مصدره..
لقد رحل درويش الكردايتي، قبل عام منذ الآن، في ظروف قاهرة كانت تستدعي حضور مثل هذه الشخصية الكارميزية، مخلفاً وراءه مدرسة تضم نخبة واسعة من الكوادر الذين تجمعهم كل تلك الصفات النبيلة التي ذكرناها، والتي تشكل القاسم المشترك بينهم، هؤلاء الذين كان غيابه بالنسبة لهم اختباراً قاسياً وتحدياً صعباً، أثبتوا ميدانياً نجاحهم في تحمل الأمانة التي ورثوها عنه، والوفاء لنهجه، وظلوا صفاً واحداً على طريقه سائرون.
السليمانية 23/10/2020
علي شمدين
عضو المكتب السياسي وممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في إقليم كردستان
موقع الديمقراطي Malpera Dîmoqratî
