أعلن مصدر في شركة نفط الشمال إن التصدير الفعلي لنفط كركوك بدأ، اليوم الجمعة، بواقع 150 ألف برميل يومياً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن التصدير من كركوك لن يكون بنسبة 300 ألف برميل يومياً كما تم إعلانه بالإتفاق الأخير بين حكومتي بغداد وأربيل وإنما سيكون أقل من ذلك، في حين أعرب محافظ كركوك عن مساندته لمحافظتي البصرة وميسان بشأن رفضهما تخصيص دولارين فقط كحصة للنفط والغاز المنتج.
بعد خلافات طويلة ، أبرمت حكومتا بغداد وأربيل الشهر الماضي اتفاقا يعطي الإقليم بموجبه حكومة بغداد الاتحادية 150 ألف برميل من النفط المنتج في اقليم كوردستان يوميا أي ما يعادل نصف صادراتهم الاجمالية في مقابل قيام بغداد بسداد رواتب الموظفين العموميين في كوردستان وحصة الاقليم البالغة 17% من الميزانية الاتحادية.
وقال المصدر في تصريح لوكالة (باسنيوز) إن “كركوك باشرت بتصدير نفطها عبر خط الانابيب المار من إقليم كوردستان الى ميناء جيهان التركي”، مبينا أن “التصدير سيكون بواقع 150 ألف برميل يومياً”.
وأضاف أن “نسبة التصدير ربما سترتفع خلال الأيام المقبلة لكنها لن تصل إلى 300 ألف برميل كما تم إعلانه مؤخراً على ضوء إتفاق بغداد وأربيل”، لافتاً إلى أن “التصدير ربما يرتفع إلى 225 ألف برميل يومياً”، مؤكدا أن “التصدير يتم حاليا من حقول باي حسن وجمبور وباباكركر التابعة لشركة نفط الشمال”.
وأعلن مؤخراً أن تصدير نفط كركوك عبر خطوط انابيب اقليم كوردستان ، سيكون بنسبة 300 ألف برميل يومياً بحسب إلاتفاق الاخير بين حكومتي المركز وإقليم كوردستان.
وبشأن خفض نسبة تصدير نفط المدينة إلى أقل من النسبة المتفق عليها والمقررة 300 ألف برميل يومياً، يقول المحلل السياسي زينل عبد الواحد في حديثه لوكالة (باسنيوز) إن “عدم امكانية تصدير حقول كركوك لـ 300 ألف برميل يومياً ربما سيخلق أزمة سياسية وإقتصادية جديدة بين بغداد وأربيل على إعتبار الأمر بأنه إخلال بالإتفاقية المبرمة بين الطرفين”.
وبشأن النسبة المالية المخصصة لميزانية البترودولار للمحافظات المنتجة للنفط إعتبر محافظ كركوك نجم الدين كريم تخصيص الحكومة العراقية مؤخراً مبلغ دولارين فقط عن كل برميل نفط مصّدر بـ “غير الملبية للطموح” .
وقال كريم في بيان تلقت وكالة (باسنيوز) نسخة منه “إننا نقف ونساند مواقف محافظتي البصرة وميسان بشأن رفضهما لتخصيص دولارين كحصة للنفط والغاز المنتج”، مشددا على “أهمية مراعاة الظروف والاوضاع للمحافظات المنتجة للنفط والاضرار البيئية”.
يذكر أن حصة ميزانية البترودولار المخصصة للمحافظات المنتجة للنفط كانت سابقا خمسة بالمئة عندما كانت كركوك تصدر نحو 450 ألف برميل يومياً.
ويرى مراقبون أن محافظة كركوك تأثرت كثيرا بتوقف صادرات النفط عبر ميناء جيهان التركي، مؤكدين أن المدينة خسرت ملايين الدولارات منذ توقف التصدير في شهر آذار من العام 2014.
وكانت محافظة كركوك تصدر نحو 450 ألف برميل يومياً من خطها إلى ميناء جيهان التركي، إلا أن هذا الخط توقف عن التصدير منذ شهر آذار/مارس 2014 بسبب تعرضه إلى أعمال تخريبية متكررة، فضلا عن سيطرة تنظيم “داعش” في شهر حزيران على بعض الحقول النفطية.
وكانت وزارة النفط، قد أعلنت في وقت سابق ان توقف تصدير النفط من خط كركوك – جيهان التركي، يتسبب بخسارة بنحو 300 الى 400 الف برميل يومياً، بمعدل مليار و200 مليون دولار شهرياً، إضافة الى أن تنظيم “داعش” يتاجر بالثروة النفطية العراقية لاسيما في حقول نينوى وصلاح الدين.
وتشتهر كركوك بإنتاج النفط، وتعد من المدن الحيوية والمهمة في العراق بسبب الثروات الباطنية كالبترول والغاز الطبيعي إضافة إلى خصوبة أراضيها الزراعية، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي والتجاري المتميز والذي يجعل منها حلقة وصل بين جنوب العراق وإقليم كردستان.
وتضم كركوك خمسة حقول نفطية رئيسية وهي (باباكركر الذي يحتوي على 433 بئرا نفطيا، عجيل بـ 91 بئرا، خباز بـ 36 بئرا، باي حسن بـ 196 بئرا، وجمبور بـ 25 بئرا).