الياس بجاني: جريمة تهجير المسيحيين من الموصل

Share Button

في حين وصل العالم المتحضر إلى القمر والمريخ ودخل عالم التكنولوجيا من بابها الواسع وجعل من شرعة حقوق الإنسان قاعدة وأساساً ملزمين لتعاطي البشر بعدل ومساواة واحترام وسلام imagesمع بعضهم بعضاً, ها هم من يسمون أنفسهم “جهاديون” يسعون بقوة ليعيدوا بلدان الشرق الأوسط إلى حقبة القرون الحجرية وإلى الأزمنة الغابرة والجاهلية.
نسأل بأي منطق وثقافة, وبأي حق وإيمان وعقيدة يقتلع هؤلاء البرابرة والقتلة والغزاة المسيحيين من العراق وتهجيرهم وهم من سكانها وأهلها وأصحابها منذ أن وجد الإنسان على الأرض?
إن كارثة المتخلفين عقلياً وحضارياً من حاملي رايات التكفير والأصولية تكمن في أنهم يحللون ويحرمون على هواهم الهمجية, ويمارسون ثقافة الموت والبربرية من دون حسيب أو رادع أو خوف من الخالق جل جلاله. فالإنسان في قاموسهم, وكما هو واضح وجلي من خلال أفعالهم وأقوالهم وثقافتهم, مخلوق رخيص لا ميزة له عن باقي المخلوقات غير البشرية. هو في ثقافتهم الهمجية والغرائزية مجرد مخلوق لا قيمة ولا كرامة له ولا حرية ولا حرمة ولا حقوق.
محزن الواقع المعاش مع الجماعات التكفيرية والأصولية هذه في العراق وسورية ولبنان وغزة ومصر وبعض الدول الأفريقية, وفي العديد من دول العالم, شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً, حيث يعيثون فساداً وقتلاً وتدميراً وتهجيراً, ويرتكبون المجازر البشعة ضد كل من لا يخضع لهم ويماشي همجيتهم ونزعاتهم الحيوانية, وهنا هم لا يفرقون بين دين ودين, أو مذهب وآخر لأنهم أصلاً لا يعرفون في دواخلهم العفنة غير ثقافة شريعة الغاب حيث القوي يأكل الضعيف.
إن تهجير وسبي وإذلال المسيحيين من الموصل في العراق على أيدي هذه العصابات ليس فقط تعدٍ على حقوقهم وحريتهم وأملاكهم ومعتقدهم الديني, بل عمل بربري وهمجي بامتياز, وإجرام كامل الأوصاف مجرد من كل ما هو أخلاق وحضارة وإيمان ومخافة من الله.
هذه الجماعات هي أدوات شيطانية تتبع لمخابرات دول شريرة وتوسعية تسعى الى تدمير دول الشرق وإعادته إلى عصور التخلف والقبلية.
هذه الأدوات البشرية المجردة من الضمير والوجدان هي ماكينات قتل لا أكثر ولا أقل وأبعد ما تكون عن كل ما هو إنسان كونها مجردة من إنسانيتها.
المطلوب من دول العالم الحر عموماً, ومن الدول الإسلامية ومن مرجعياتها الدينية تحديداً أن مواجهة هذه العصابات المجرمة وتعريتها وردعها بالقوة لأنها لا تفهم غير هذه اللغة واليوم وليس غداً وإلا فسرطانها سيتفشى وينتقل إلى كل دول العالم

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...