الأخوة الأعزاء في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني
الأخت العزيزة هيروخان وجميع آل طالباني المحترمون
بقلوب دامية تلقينا اليوم الثلاثاء المصادف (3/10/2017)، نبأ رحيل الزعيم الكردي الكبير، والمناضل السياسي العريق، الرئيس مام جلال، الذي انخرط في النضال باكراً ليمضي أكثر من ثمانية عقود من عمره في النضال المرير من أجل الحرية والديمقراطية، ومن أجل حق الشعب الكردي في تقرير مصيره، وكان له خلال تلك السنوات بصمته البارزة في جميع مراحل حركة التحرر الوطني والقومي، وسجل خلالها مآثر خالدة في مقارعة الظلم والديكتاتورية والإستبداد.
تميز هذا الرجل الشهم بثقافته العالية، وببعد نظره الدقيق، وبحسه المرهف تجاه معاناة شعبه وجميع الشعوب المضطهدة، وبسرعة بداهته ومنطقه السليم في حل العقد والمشاكل ونزع فتيل الخلافات وتسوية النزاعات بين مختلف المكونات والأطياف بحنكة نادرة حتى سمي بصمام الأمام، كما تميز بالوفاء والتضحية ونكران الذات، وبخفة الروح وحضور النكتة وقوة الإقناع، بنتيجتها استطاع أن ينسج علاقات سياسية واجتماعية وثقافية واسعة وعميقة تجاوزت دائرتها المحلية إلى العالمية.
ولحسن الحظ فقد حظي حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وسكرتيره الرفيق عبد الحميد درويش بقسط واسع من العلاقات التاريخية مع هذا الزعيم التاريخي، تمتد إلى أواسط الخمسينيات من القرن المنصرم، عندما ساهم بنفسه في تأسيس حزبنا وكان له باع طويل في دعمه ومساندته بدون تردد.
ومن هنا فإن رحيله في هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة عموماً وكردستان خصوصاً، يشكل كارثة حقيقية وخسارة كبيرة لنا جميعاً، ويظل عزاؤنا في رفاقه المناضلين الذين سيتابعون نهجه ويصونون وحدة حزبه الذي تنتظره مهام تاريخية من أجل حماية المكتسبات التي تحققت بدماء شهداء الشعب الكردي، وتحقيق طموحاته في تقرير مصيره..
وبهذه المناسبة الأليمة لايسعنا إلاّ أن ننحني بإجلال في ذكرى رحيل الرئيس مام جلال، متمنين لروحه الطاهرة الرحمة والخلود، ولمحبيه ولرفاقه ولذويه ولعموم الشعب الكردي الصبر وطول البقاء.
القامشلي 3/10/2017
المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوري