افين برازي الشابة الكردية السورية وابنة مدينة كوباني، اختارت ان تدخل عالم الفن والإخراج. توجهت الى لبنان لتدرس في جامعة بيروت التي نالت فيها اعلى الدرجات. وبدأت سنة 2006 هناك بالدخول الى مجال العمل مع احدى الفضائيات، فجاءت حرب تموز واضطرت الى العودة لسوريا. وما ان بدأت امورها تتحسن
كمخرجة ومساعدة في الاخراج، حتى قامت الثورة السورية لتضطر أفين الى ترك بلدها متجهة هذه المرة الى اوروبا.
تعيش حاليا مع زوجها في احدى المقاطعات الدنماركية، وتعمل في المجال ذاته. هذا الحوار
يسلط الضوء على مسيرتها الفنية
لماذا اخترت مهنة تالاخراج ؟
كانت انطلاقتي مع الفضائية العربية و MBC ( وحصلت ذلك اثناء دراستي
الاخراج في الجامعة ببيروت. وكوني كنت الحاصلة على المرتبة الثالثة في المعدل
بين زملائي، رشحني استاذي للعمل في هذه القناة. وبعد شهور من العمل،
بدأت حرب تموز صيف 2006 فقررت العودة الى سوريا ودراسة المعهد التجاري بدمشق.
– سكنت دمشق لسنوات، ماذا انتجت هناك من اعمال، وهل كانت الاجواء الفنية مساعدة
لمخرجة مبتدئة آنذاك؟
– قمت باخراج أفلام وثائقية عديدة، منها ) من عالم
االاطفال( و)دمشق بعيون عشاقها( لصالح القناة التربوية السورية. وكذلك مسلسل )
قمر بني هاشم( مع المخرج محمد شيخ نجيب ومسلسل )أسرار وخفايا كمخرج منفذ
ومع المخرج علي شاهين، وعملت أيضا بعض البرامج في محطات عربية،
ومن هذه البرامج من جديد لقناة MBC و اضحك معنا و زيارة
خاصة للصناعة في سوريا لقناة الديرة الفضائية.
الصعوبات والعوائق كانت كبيرة في ظل الفساد والمحسوبيات، لذلك ابتعدت عن العمل في التلفزيون الرسمي وقررت العمل بشكل حر مع شركات انتاج تلفزيونية خاصة، وبالمثابرة والاجتهاد استطعت العملً مع التلفزيون الرسمي السوري والهيئة العامة
– مع من تعاملت من المخرجين السوريين، وهل في مسيرتك شكلت كرديتك عائقا
– بدأت عملي في مجال التلفزيون كمخرج مساعد من خلال العمل في العديد من المسلسلات والافلام مع مخرجين كبار في سوريا، أمثال المخرج الراحل محمد الشيخ نجيب وسامر برقاوي وسيف الشيخ نجيب وعلي شاهين، أما في مجال الأفلام ، فقد عملت مع المخرج ماهر كدو في فيلم بوابة الجنة.
وبالنسبة للصعوبات والعوائقّ الاجتماعية فقد كانت مزدوجة، فكوني فتاة شكل ذلك ذاته ولم يخل الأمر من وجود العوائق خلال عملي لكوني كردية
– تتلقين الدعم والتشجيع من غالبية الكرد المتابعين لاعمالك، لكن النقد المستمر منهم هو:َ لم نر أي عمل لـلمخرجة أفين باللغة الكردية؟
-بحكم وجودي في وسط فني عربي وكون الجهة المنتجةُ فرضوا علي العمل باللغة العربية،
لاعمال كانت عربية، أما إذا حصل وانتجت اعمال برعاية ودعم مؤسسات كردية، فحينها سيكون لي حرية العمل بلغتي الام التي أفتخر بها دون ادنى شك.
– لم تركت سوريا ؟
– قررت الخروج من سوريا والسفر واستكمال حلمي
في بدايات ثورة الكرامة والحرية عام 2011، خوفا من الاعتقال والملاحقات التي غدرت
بالكثير من الزملاء الفنانين، فقررت السفر واستكمال حلمي هنا، خرجت
بعد ان بدأت العمل في فيلم االنيميشن )Starting Over( الذي قمت بإنتاجه وإخراجه بشكل سري
سوريا والذي نلت عليه شهادة تقدير بمهرجان السينما بمدينة السليمانية باقليم كردستان لاحقا
– إقليم كردستان الذي نلتي فيه بعض الجوائز، لما لم تتخذي منه محطة استقرار وعمل؟
-برأيي القنوات الكردية يقع على عاتقها البحث عن أصحاب الكفاءات من المخرجين والمختصين ممن لديهم الخبرة والموهبة والطموح .وعلى الرغم من إنه عِر َض علي العمل بأكثر من قناة كردية، لكن لم تكن عروضها ترضي طموحي، لكن ما يزال هذا الهاجس يغريني بالرغم من عملي الحالي في قناة SLTV الأوربية،ومازلت في انتظار الفرصة التي تعرض فني بشكل راقويليق بي كوني سينمائية كردية تحب إخراج أعمال كوردية ذو بصمة إيجابي ببطوالت
*مدينتك كوباني، اصبحت فيلما عالميا، هل فكرت بزيارتها وتوثيق ما جرى فيها؟
-أفتخر أني من كوباني مدينة الأبطال، المدينة التي ذاع صيتها في جميع أنحاء العالم ببطولات أبنائها، فبكل تأكيد فكرة زيارة مدينتي ومحاولة توثيق جزء من الكارثة التي حصلت فيها، هو هاجس سيبقى يرافقني على الرغم من إيماني بأنه لا يوجد فيلم يمكنه إبراز الصورة الحقيقة لحجم معاناة أهلنا في كوباني، كما في اغلب المحافظات السورية، وحتى في المخيمات، فالواقع هو للأسف اشد قسوة من أي عمل سينمائي ضخم يسعى إلى إبراز الواقع الكردي خاصة والسوري عامة
*ما الرسالة التي تريدين إيصالها وما هو طموحك؟
يشغلني في جميع أعمالي، -الجانب الإنساني هو دائما فالرسالة الإنسانية وصوت الفن السينمائي الكردي هو ما أسعى إليه كمخرجة كردية سورية.
*بمن تقتدين بكل عمل تنجزينه، ومن يقوم بتشجيعك للاستمرار في هذا المجال؟
-مثلي الأعلى في عالم الإخراج هو شيخ السينمائيين الكردي الراحل يلماز غوني( الذي أرى في أعماله
الجرأة والتميز، أما أكبر الداعمين لي منذ بداية دخولي عالم الإخراج حتى هذه اللحظة هم أخوتي وأبي وزوجي.
حاورها: وائل مال
– ألمانيا