كان من المرتقب عقد لقاء في واشنطن بوقت متأخر من مساء أمس بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعيم الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، وذلك لبحث الأزمة السورية المتفاقمة وطلب المعارضة مساعدات عسكرية لمواجهة قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أن أوباما سيؤكد للجربا التزام واشنطن بدعم المعارضة وتقديم مساعدات لها.
وكان مقررا أن يعقد اللقاء على هامش اجتماع مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع الجربا.
وقال كارني، إن «الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشركاء لمساعدة المعارضة السورية وبناء قدرات فصائل المعارضة، خاصة المعتدلة منها، وإن واشنطن ستستمر في تقديم المساعدات (غير القتالية) للمعارضة المعتدلة والضغط لمزيد من العزلة للأسد والدفع لتسوية تقود إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية».
ونفي كارني أي تغيير في سياسات الولايات المتحدة لتقديم أسلحة للمعارضة السورية، لكنه ترك المجال مفتوحا أمام دول أخرى لتقديم تلك الأسلحة للمعارضة. وقال: «لدينا مخاوف من سقوط الأسلحة في الأيدي الخطأ، وهو أمر نأخذه بجدية، لكن كل دولة الحق في أن تقرر ما تراه من مساعدات تقدمها للمعارضة السورية. ونحن ملتزمون ببناء قدرات المعارضة ولن تقدم تفاصيل حول كل نوع من المساعدات التي نقدمها للمعارضة السورية».
وأشار كارني إلى جهود الولايات المتحدة في دفع النظام السوري للاعتراف بحيازته ترسانة كيماوية واستجابته للضغوط الدولية لنقل وتدمير تلك الترسانة. وقال: «قادت الولايات المتحدة الجهود التي أدت إلى اعتراف الأسد بملكيته أسلحة كيماوية. وبفعل جرى التخلص من 92 في المائة من تلك الترسانة ونحن نراقب ذلك، وهو أمر مهم في هذا الصراع».
وحول إعلان استقالة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، التي أعلنت أمس، قال كارني: «الولايات المتحدة تقدر جهود الإبراهيمي للتوصل لحل للأزمة السورية ونتطلع لمن سيخلفه في المنصب». وأضاف: «هذا يجعل محادثات جنيف (للسلام) مجمدة، والنظام السوري يتحمل فشل المحادثات بسبب رفضه تنفيذ بنود جنيف وقبولها كأساس للمحادثات». وتابع قائلا: «الأمر يعتمد على نظام الأسد في تأجيل الانتخابات (الرئاسية المقررة في الثالث من الشهر المقبل) التي تتعارض مع بنود جنيف، وهذه هي رؤيتنا أنه لا بد من تسوية سياسية للأزمة تشمل تشكيل هيئة انتقالية».
وفي غضون ذلك، توقع عوبي شهبندر، المستشار الاستراتيجي للبعثة السورية في واشنطن، أن يؤكد أوباما خلال لقائه الجربا «مساندة الشعب السوري واستمرار دعم المعارضة».
وأشار شهبندر إلى أن نتائج زيارة وفد الائتلاف السوري إلى واشنطن، والتي استمرت عشرة أيام، أدت إلى «نتائج جيدة في التعريف بالأزمة السورية وتوضيح الائتلاف السوري كممثل لكل السوريين، وتحقيق تفاهم أكبر لدى الرأي العام الأميركي». وأضاف: «قدمنا رسالة قوية بأننا نمثل كل السوريين وأننا شركاء للولايات المتحدة في المعركة ضد الإرهاب».
وحول موقف الولايات المتحدة الرافض للاستجابة لمطالب الائتلاف بالحصول على أسلحة دفاعية، قال شهبندر: «نحن لا نتوقع تغييرا في سياسات الولايات المتحدة بين ليلة وضحاها، فنحن في كل اللقاءات والمناقشات نتحدث عن شراكة استراتيجية وندرك أنها ستكون عملية طويلة المدى».
=====
بان كي مون يعترف بفشل عقد مؤتمر جنيف 3 للسلام بشأن سوريا
يويورك- الأناضول: اعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بفشل الجهود الدبلوماسية التي تقودها المنظمة الدولية بهدف عقد الجولة الثالثة من مؤتمر جنيف للسلام بشأن سوريا.
واستبعد الأمين تماما إمكانية عقد مؤتمر جنيف 3 في المستقبل القريب.
وقال في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة، مساء الاثنين، “لقد انقسم المجتمع الدولي إزاء عقد مؤتمر جنيف 3 بين الحكومة والمعارضة، ولا يزال منقسما حيال ذلك حتى الآن”.
وأضاف أن “المجتمع الدولي ببساطة غير قادر على الاتفاق على العودة إلى جنيف، وهذا أمر مؤسف للغاية”.
وتابع “إنني أدعو قادة البلدان المعنية إلى تحمل مسؤوليتهم السياسية والأخلاقية”.
ورفض بان كي مون التعليق على مشروع القرار الفرنسي الذي تم توزيعه، الاثنين، على أعضاء مجلس الأمن الدولي بخصوص إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال للصحفيين “هذه مسألة تحسمها الدول الأعضاء بمجلس الأمن، وأنا لست في مركز يسمح لي بالتعليق على هذا الموضوع″.
وأردف بان كي مون قائلا “ومع ذلك فقد كان موقفي وموقف الأمم المتحدة واضحا بشأن ضرورة تقديم من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي ولحقوق الإنسان إلى العدالة”.
وأعاد دعوته لطرفي الصراع في سوريا بـ”ضرورة وقف أعمال العنف حتى تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى أكثر من 3.5 مليون شخص من السوريين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية”.
وتوقف مفاوضات (جنيف – 2) التي عقدت بين شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الماضيين، وفشلت في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، التي دخلت عامها الرابع.
وأودى الصراع المسلح بين قوات النظام السوري والمعارضة، منذ مارس/ آذار 2011، بحياة أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشرد حوالي تسعة ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، من أصل تعداد سوريا البالغ حوالي 22.5 مليون نسمة.