القوات الكردية تتحدى تركيا وتعبر نهر الفرات

Share Button

لم تتأخر قوات “حماية الشعب” الكردية وحلفاؤها في “قوات سورية الديمقراطية”، في عبور نهر الفرات من 1451611309-660x330ضفته الشرقية إلى ضفته الغربية، بعد سيطرتها على سدّ تشرين الواقع على الفرات بريف حلب الشرقي، بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). ويُمكن إدراج عملية العبور في سياق تكريس حقائق جديدة في مشهد الصراع المستمر منذ أربعة سنوات في الشمال السوري، كما رفع من احتمال زيادة موجات الهجرة ورفع وتيرتها بعد إغلاق سدّ تشرين، واستمرار تراكم المياه في البحيرة الواقعة خلفه.

ما تسبّب بارتفاع منسوبها بشكل كبير وبالتالي إغراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والقرى المحيطة ببحيرة تشرين ونهر الفرات خلف السدّ باتجاه مدينة جرابلس، بريف حلب الشرقي. وتمكنت قوات “حماية الشعب” بمساندة مجموعات من القوات العربية الحليفة والمنضوية جميعاً في “قوات سورية الديمقراطية” من حسم معركة السيطرة على سدّ تشرين الذي يقع على بعد نحو 110 كيلومترات، شرقي حلب، لتتمكن بالفعل من عبور نهر الفرات نحو الغرب، وتصبح فعلياً على تخوم بلدة أبو قلقل في ريف مدينة منبج، أكبر مدن ريف حلب الشرقي، التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” حتى الآن.

وبعد ساعات قليلة من سيطرة القوات الكردية وحلفائها على السدّ نقلت وكالة “الأناضول” عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، تجديده “التأكيد على موقف بلاده الحازم، بخصوص عدم السماح لعناصر قوات حزب الاتحاد الديمقراطي في سورية بالعبور إلى غرب نهر الفرات”. وذكرت الوكالة أن “داود أوغلو نوه في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره الصربي ألكساندر فوسيتش، في بلغراد، إلى أنَّ المعلومات المتوفرة لدى الجانب التركي، تفيد بأن العناصر التي انتقلت إلى الضفة الغربية للفرات عبر سد تشرين، ليست من عناصر الاتحاد الديمقراطي، إنما هي في الغالب من العرب والمجموعات التي تنسِّق مع التحالف الدولي ضد داعش”. لكن كلام داود أوغلو في هذا السياق يبدو تبريرياً، ويُمثّل تهرّباً من موقف تركيا الحازم، برفض أي عبور للقوات الكردية إلى الضفة الغربية من نهر الفرات. وهو الأمر الذي بات حقيقة على أرض الواقع، بل أن التقدم الذي أحرزته القوات الكردية وحلفاؤها على حساب “داعش”، بالسيطرة على سدّ تشرين، قد يفتح الباب واسعاً أمام هذه القوات لإلحاق هزائم كبيرة بالتنظيم، في مناطق سيطرته شرقي حلب. ذلك أن التنظيم الذي لم يتمكن من الحفاظ على سدّ تشرين الاستراتيجي، لن يتمكن بطبيعة الحال من قتال “قوات سورية الديمقراطية”، المدعومة بغطاءٍ جوي كثيف من التحالف الدولي، في مناطق سهلية مفتوحة، كالموجودة بريف حلب الشرق

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...