بيان من رئيس اقليم كوردستان بسم الله الرحمن الرحيم ايها المواطنون الكرام شعب كوردستان الابي
سمعنا في الايام القليلة الماضية، بعض التصريحات اللامنطقية والغير منصفة من قبل بعض السياسيين في الداخل وبعض المسؤولين الاقليميين حول حق شعب كوردستان في تقرير مصيره عن طريق الاستفتاء الشعبي، وابدوا اعتراضهم حول هذه المسالة، بل ووقفوا ضد هذا الحق الطبيعي لشعب كوردستان.
قبل اي شيء، وجود شعب و قومية باسم الكورد في الشرق الاوسط، حقيقة لا يمكن انكارها ويستطيع شعب كوردستان كجميع الشعوب في العالم ان يمارس حقه الطبيعي الذي منحه له الله ولايمكن انكار هذه الحقوق تحت اية حجة او مبرر. و ستستمر المشاكل وتزيد كلما استمر انكار هذه الحقيقة، وبالعكس، ان تم الاعتراف بحقيقة وجود شعب كوردستان وحقوقه المشروعة، ستقل المشاكل وسيتحقق الاستقرار في المنطقة.
ان انتظر شعب كوردستان ان يمنحه ويهديه الاخرون حقه في الاستقلال، لن يتحقق هذا الاستقلال ابدا وبكل تاكيد. لهذا الحق وجود ويجب ان يطالب به شعب كوردستان وان يمارسه ويجب على الجميع ان يعلموا هذه الحقيقة، ان خارطة منطقتنا تم رسمها دون الاخذ باري شعوبها و مواطنيها الاصليين وتم تقسيمها دون ارادة سكانها، وبالاخص في كوردستان، وهذا ما تسبب في ظهور الكثير من المشاكل الكبيرة وزادت هذه المشاكل عمقا خلال مئة عام من الحروب والانكار وعدم الاستقرار.
ويعلم المتسببون بهذا التقسيم، حجم الخطأ الذي ارتكبوه لكنهم غير مستعدين للاعتراف بفشل سياستهم خلال القرن الماضي، وليس من العدل ابدا ان يتم تجاهل حقوق هذا الشعب من اجل ارضاء الاخرين ومراعاة مصالحهم، هل يسمحون لانفسهم ان يضعوا عوائق امام شعوبهم ويوقفوا تطور وازدهار الشعوب التي ينتمون اليها؟
لشعب كوردستان كافة المقومات والخصوصيات الجغرافية والتاريخية والانسانية التي تؤهله ليكون دولته المستقلة، شانهم شان سكوتلندا وكتلونيا وكيوبيك وبقية الاقاليم والمناطق الاخرى التي لها الحق في تقرير مصيرها، يجب ان تعطى كوردستان ايضا نفس الفرصة ليقرر مصيره، وهذا شيء لا نقاش فيه.
ومن العجيب حقا ان نسمع من البعض من سيايي الداخل، مبررات لانكار حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره ويدعونه لتاجيل البت في هذا الامر ويطالبون بتهيئة الارضية المناسبة للاستفتاء، في حين ان الاتيان بهذه المبررات والحجج لا تدل الا على التردد وعدم الايمان بالحقوق العادلة لشعب كوردستان.
ان اصرار البعض ممن هم في الداخل على عدم اجراء الاستفتاء نابع من ايمانهم الكامل بان هناك فرصة ذهبية لتقرير مصير هذا الشعب ويريدون اجهاضها، ثم يدعون ان القيادة السياسية في كوردستان اضاعت فرصة ثمينة سنحت لشعب كوردستان لتقرير مصيره ولم تستغلها.
لقد حان الوقت لشعب كوردستان ان يقرر مصيره عن طريق الاستفتاء، وان الفرص الان مناسبة جدا لاتخاذ هذا القرار، ولا يعني الاستفتاء ان يعلن شعب كوردستان دولته فور ظهور النتائج، بل يعني ان يعرف الجميع ما الذي يريده شعب كوردستان لمستقبله وكيف سيختار مصيره وان القيادة السياسي في كوردستان ستنفذ ارادة وقرار الشعب في الوقت المناسب.
ان تقرير المصير والاستفتاء الشعبي، يجب ان يكون في اطار سلمي وبشكل مع متطلبات هذا العصر من اجل احلال السلام والاستقرار للمنطقة واعادة الحقوق لاصحابها بعيدا عن العنف وعن طريق التفاهم والحوار، ولا يشكل هذا الاستفتاء اي تهديد ضد اي شخص او اية جهة.
ان ارادة شعب كوردستان، كانت سببا في الاعتراف بالامر الواقع فيما يتعلق بمسائل الفدرالية ورفع علم كوردستان على الرغم من وجود الكثير من الاعتراضات الخارجية، ولم تشكل هاتين المسالتين اي تهديد ضد اية دولة او جهة، وان من ينظر اليوم للحقوق العادلة لشعب كوردستان بهذا الشكل المهين وبانعدام الضمير، ماهو الا شخص لايريد الاستقرار والسلام ولا اساس ابدا لوجهة نظره.
شهدت منطقتنا الكثير من الحروب والكوارث، وان التغييرات قادمة لا محالة وهي في الطريق، ولم يكن شعب كوردستان سببا في هذه التغييرات والكوارث بل كان دوما ضحية للاخرين، لمن عرض المنطقة للكوارث والصراعات . وبعد كل هذه التضحيات والكوارث التي مرت على المنطقة، اصبح لزاما على شعب كوردستان ان يقرر مصيره ومن واجب كل كوردستاني وطني مخلص ان يكون على مستوى المسؤولية التاريخية وارادة هذا الشعب، وان يستعدوا للمراحل القادمة وان يقفوا مع مطالب هذا الشعب وممارسة حقوقه؟
ان انكار حقوق شعب تعرض للكثير من الماسي وسلبت منه حقوقه، لا يتحمل اية حجج او مبررات ويجب ان نؤمن جميعا وبدون تردد حول حق شعبنا العادل في تقرير مصيره.