الجربا يحمل «فيلق الرحمن» مسؤولية رفضه هدنة الغوطة

Share Button

قال رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا إن الخروقات التي حدثت في سورية هي من الأطراف الموجودة في المناطق التي لم توقع على اتفاق القاهرة، محملاً «فيلق الرحمن» مسؤولية كل قطرة دم تسقط في منطقة الغوطة لرفضهم التوقيع على الاتفاق. وحيا الجربا قيادة «جيش الإسلام» لتحليهم بالشجاعة والمسؤولية الوطنية العليا، في قرارهم الذي اتخذوه من أجل الحفاظ على أرواح أبناء منطقتهم، والحفاظ على ثوابت الثورة السورية.

وشدد الجربا في مؤتمر صحافي في العاصمة المصرية أمس، على عدم قبول «أن يحتل الساحة أمثال داعش الإرهابي والبغدادي ومن على شاكلته». وأكد أن تيار الغد وجد بعد البحث أن أقصر طريق للتوصل إلى نتيجة مرضية هو التواصل مع الطرف الروسي، وهو السبيل الوحيد المتوافر حالياً.

وكان تيار الغد ساهم في إبرام اتفاق وقف النار في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي برعاية مصرية وضمانة روسية ودخوله حيز التنفيذ في 22 تموز (يوليو) الماضي.

وأشار الجربا إلى ما اعتبره ركائز استراتيجية تم الاستناد إليها في التوجه إلى الاتفاق، «أولها الحفاظ على مكتسبات الثورة، وعدم التضحية بالدماء والجهود التي بُذِلت وما زالت تُبذل من شعبنا المرابط الصابر». وقال إن الركيزة الثانية هي «حماية المدنيين والثوار في مختلف المناطق السورية، من بطش الآلة العسكرية للنظام وحلفائه، مع حفظ الكرامة ومكتسبات الثوار، عبر اتفاقات واضحة وشفافة تخدم قضيتنا العادلة. أما الركيزة الثالثة، فهي تعبيد الطريق أمام شعبنا للوصول إلى الأهداف الأساسية التي رسمتها الثورة -قبل أن يشوهها بعض الدخلاء– بدءاً بالحرية والكرامة، مروراً بالتغيير السياسي، وصولاً إلى سورية ذات سيادة مستقلة وديموقراطية نعيش فيها بأمان واستقرار، كما تطمح كل الشعوب الحرة في هذا العالم».

وتابع الجربا: «رابعاً، التشاور المتواصل مع الثوار بمختلف المناطق، وعلى تنوع انتماءاتهم ومشاربهم، من أجل رسم خريطة طريق، للوصول سياسياً إلى الأهداف التي عملنا عليها من اليوم الأول للثورة. ولم نتجاوز أو نستثني فصيلاً صغُر أم كبُر، إلا من استثنى نفسه لغايات ومآرب لا شأن لنا بها.

أما خامساً وأخيراً فالتواصل اليومي الحثيث مع أهلنا في الداخل، الأمر الذي أفضى إلى بلورة مناخ عام حول أوضاعهم التفصيلية وحاجاتهم الراهنة، إضافة إلى تطلعاتهم المستقبلية.

وقال إنه استناداً إلى هذه الثوابت، وبناءً عليها وعلى موازين القوى، التي أرخت بأثقالها على الواقع السوري، شرعنا باتفاقات بدأت بالغوطة وانتقلت إلى حمص، وهمنا الأول والأخير، الوصول إلى أهداف شعبنا التي سطّرها بالدم».

وأكد الجربا أن اختيار مصر دولة راعية لم يأت ترضية أو لمصلحة ضيقة، بل كان نتيجة طبيعية وضرورية لعدم وجود صراع بين مصر وأي فصيل سوري فاعل في مناطق الاتفاقات، إضافة إلى عدم دعم مصر أي طرف عسكري، الأمر الذي يشكل حساسية لأطراف أخرى، فضلاً عن علاقة الثقة المتينة بين مصر وروسيا.

وقال الجربا إن «مصر المحروسة، كانت ولا تزال وستبقى، هي الأكثر حرصاً على حُرمة الدم السوري، لم تشارك بأي وسيلة من الوسائل في سفك الدماء، ولم تنظر مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي إلى سورية إلا من قناعة راسخة لدى الوجدان الشعبي والرسمي المصري، قناعة مفادها أن سورية جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر وعزتها وسلامة أمنها القومي».

وأكد الجربا أن وقف إطلاق النار في المناطق الساخنة في سورية «ليس من بنات أفكارنا، بل هو أمر قرره الضامنون في آستانة، ووافقت عليه جميع الفصائل المشاركة من الشمال إلى الجنوب، ووافق عليه النظام أيضاً».

وأشار إلى أن التحفظ الوحيد للتيار كان الغياب العربي الكامل عن مفاوضات آستانة، و»من هنا تأتي أهمية وجود مصر راعياً في المفاوضات الجارية» مؤكداً «أن الاتفاقات التي بيننا وبين الروس والتي تنطلق من القاهرة، ليست موجهة لأي طرف إقليمي أو دولي».

وقال الجربا إن الشعب السوري «قدم الدماء والجهود لننعم بالحرية والكرامة لا لنتحول إلى رُقعة وساحة مستباحة من قبل تنظيمات الجهاد العالمي، التي ترى في سورية مجرد أرض رباط، أو نصرة، أو ساحة جهاد لمآرب خارج مصلحة الشعب السوري وأهداف ثورته».

وحيا الجربا «الإخوة في جيش التوحيد، ومشايخ ووجهاء وضباط الريف الشمالي من حمص، لشجاعتهم وجرأتهم على إتمام الاتفاق»، ووجه «تحية كبيرة إلى أهلنا الصامدين في الريف الشمالي الأبي، تحية إلى الرستن وتلبيسة والحولة والغنطو وتيرمعلة والدار الكبيرة والزعفرانة، وإلى جميع القرى والبلدات في الريف الشمالي من حمص».

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...