اعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا ان اسقاط الاسد هدف مشترك يجمع الائتلاف مع الاميركان في علاقات استراتيجية واستبعد انعقاد مؤتمر جنيف حول الازمة السورية واشار الى انه لو لم يترشح الاسد للرئاسة لقدم الائتلاف مرشحه.
أسامة مهدي من لندن: قال أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض إنه لم يذهب إلى واشنطن قبل ايام من أجل طلب السلاح فقط، بل للبحث في “سلة متكاملة لعلاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة”، مبدياً تفاؤله بإمكان حصول المعارضة على سلاح نوعي يغيّر موازين القوى على الأرض.
وابدى الجربا في حديث إلى برنامج “ساعة حرة” على قناة الحرة الممولة من الكونغرس الاميركي وستذاع في وقت لاحق وارسل مضمونها الى “إيلاف” الليلة، قلقه حيال “استراتيجية يعتمدها النظام تقضي بحصار المدن ثم تخيير الناس بين الموت أو الخروج”، متمنياً ألا يتكرر اتفاق حمص في أي مدينة أخرى، قائلاً إن “الإيجابية الوحيدة” للاتفاق هي “خروج الأهالي والعسكريين سالمين”.
وتعليقاً على الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من الشهر المقبل قال إنه كان “من الممكن” أن يفكر “الائتلاف” بطرح مرشح رئاسي لو أن النظام رشّح شخصاً غير بشار الأسد ومن خارج “المنظومة الأمنية المجرمة ويداه غير مضرجتين بالدماء”.
واستبعد إمكان عقد مؤتمر “جنيف 3” بعد ترشح الأسد، قائلاً إن البديل هو “تغيير ميزان القوى على الأرض لإجبار النظام على الاقتناع بأن الحلّ السياسي ليس هو الحل العسكري”.
ونوه الجربا الى إنّ “الجيش الحر” يحتاج إلى دعم “لكي لا تكون هناك قوة غير قوته” على الأرض، معتبراً أنه “ليس من مصلحة أحد إضعافه”.
وقال تعليقاً على تقارير تحدثت عن تراجع نفوذ “الجيش الحر”: “نحن موجودون على الأرض لكن يلزمنا الدعم لنفرض سيطرتنا الحقيقية وهنا دور الولايات المتحدة والأشقاء والأصدقاء. إذا كان ثمة نية حقيقية لدعم جسم سياسي عسكري متين وقوي في محاربة النظام والإرهاب معاً فهو هذا الجسم”.
وتساءل: “هل من مصلحة أحد إخفاق القوى الوطنية المعتدلة التي تريد لسوريا أن تكون موحدة بعلم واحد ضمن دولة ديموقراطية تحت سلطة مدنية حقيقية؟”.
وبشأن المخاوف في أوساط أميركية من جماعات متطرفة محسوبة على المعارضة بما يعرقل مسألة تقديم سلاح نوعي إليها قال إن “الإدارة الأميركية تعرف جيداً أنه لدينا القدرة في الحرب على الإرهاب وقدمنا شهداء فيها ونحن مستهدفون. نحن نحارب الإرهاب ليس خدمة للغرب أو للعرب بل لأنفسنا ومن مصلحة وطنية. ثمة مصلحة مشتركة بيننا وبين الأميركيين. هم لا يريدون بشار ويحاربونه سياسياً واقتصادياً، ولذا نقدّم أنفسنا شركاء انطلاقاً من أنه لا الإرهاب الأسدي ولا الإرهاب الآخر هو من يمكن أن يبني سوريا، نحن الخط الثالث”.
وحول النقاش في شأن “جبهة النصرة” و”داعش” قال إن “ثمة فرقاً. “النصرة” تحارب النظام وقدمت شهداء لكنّ “داعش” لا تحارب النظام بل حاربت “الجيش الحر” وقضمت المناطق التي حررها. لكن أيضاً “النصرة” ليست من نسيجنا. لا تعترف بنا ولا نعترف بها. ليست منّا ولسنا منها وقد كفّرت “الائتلاف” و”الجيش الحر” قبل أسبوع”.
وتعليقاً على خطف الناشطة البارزة في أوساط المعارضة رزان زيتونة مع رفاق لها قبل خمسة أشهر من مجموعات قالت تقارير إنها محسوبة على المعارضة، قال الجربا إن “رزان زيتونة أيقونة من أيقونات الثورة، لكنّ الأمر غير واضح”.
وأضاف إنه لو حصل على دلائل بأنها ورفاقها في أيدي فريق من المعارضة “سنضغط إلى ما لا نهاية” في اتجاه إطلاقهم و”سنضع كل ثقلنا وثقل غيرنا في هذا الموضوع”، ونفى الجربا أن يكون يسعى إلى تجديد ولايته في رئاسة “الائتلاف”.
ويوم الجمعة الماضي أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاحمد الجربا سعي واشنطن لإنهاء العنف في سوريا ومواجهة النظام وتخفيف المعاناة الإنسانية حيث تحدثت تقارير عن تقدم الجربا بطلب للحصول على أسلحة نوعية، غير أن مسؤولا أميركيا أكد أن بلاده لا ترغب في تسليح المعارضة السورية حاليا.
وأوضح كيري في مؤتمر صحافي مع الجربا في واشنطن أن تواصل واشنطن مع المعارضة السورية يهدف إلى وضع حد لأعمال العنف والتصدي للنظام وتخفيف الأزمة الإنسانية، و”البناء من أجل يوم نرى فيه حكومة ممثلة بصدق تستجيب لاحتياجات الشعب السوري”.
واعتبر الوزير أن الائتلاف السوري “معتدل” ويضم كافة الأطياف و”لديه التزام تجاه الشعب السوري الذي تعرض للاضطهاد على مدى عقود مضت”.
من جانبه، أكد الجربا أن الائتلاف يسعى لإقامة مجتمع مدني تعددي تعيش فيه جميع الأقليات جنبا إلى جنب مع الأغلبية.
ولم يتطرق الطرفان خلال المؤتمر الصحافي إلى مسألة تقديم أسلحة إلى المعارضة السورية، لكن دبلوماسيين أميركيين قالوا إن الجربا قدم طلبا للحصول على أسلحة نوعية خلال لقائه بكيري من دون أن يوضحوا ردَّ واشنطن على ذلك.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينفر ساكي أن البحث مستمر في مسألة تزويد المعارضة السورية بأسلحة فتاكة، فيما قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية جوشوا بيكر إن واشنطن لا ترغب في تسليح المعارضة السورية حتى الآن.
ويبحث الكونغرس الأميركي حاليا توفير أكثر من 27 مليون دولار على شكل “مساعدات غير فتاكة” للمعارضة السورية، وتشمل هذه المساعدات معدات اتصال ودروعا واقية ومناظير ليلية إضافة إلى تقنيات لوسائل الإعلام المعارضة.
وجاءت زيارة الجربا للولايات المتحدة بعد أيام من قرار الحكومة الأميركية منح الائتلاف السوري وضع بعثة أجنبية، في خطوة تلت قرارا صدر في مارس/آذار الماضي يقضي بإغلاق سفارة الحكومة السورية في واشنطن ويطلب من دبلوماسييها مغادرة البلاد تحت ذريعة “الفظائع” التي ارتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد الشعب السوري.
نقلا عن ايلاف