أجرى موقع آدار برس الالكتروني لقاءا مع الاستاذ سلمان حسو عضو المكتب السياسي لحزبنا الديمقراطي التّقدّمي الكردي في سوريا، حول التطورات الأخيرة في المنطقة وفيما يلي نص اللقاء:
وصف “سلمان حسو” عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التّقدّمي الكردي في سوريا، الأحداث التي تجري في المنطقة بأنها «كبيرة» وأن داعش هي إحدى مظاهرها وقال: «منطقتنا حبلى بالكثير من المشاكل المُزمنة وحقوق شعوب هذه المنطقة ضاعت وهُمّشت منذ اتفاقية سايكس بيكو، كالشعب الكردي وغيره، ما أدى إلى بروز الصراع الطائفي والمذهبي».
معتبراً أن داعش هي ظاهرة متخلفة ورجعية وهمجية بعثية بتسمية جديدة، ويعود السبب في ظهورها إلى أن التركيبة التي وضعتها سايكس بيكو لمنطقة الشرق الأوسط كانت خاطئة، بسبب مصادرة حقوق الشعوب وانتهاكها، ما سبّب في نشوء الحقد الذي تأثرت بها المنطقة بأكملها.
وقال “حسو” في حديثٍ لـ آدار برس: «لا يوجد لدى الكرد تعصب ديني أو طائفي ولن يشاركوا في ذلك الصراع، ودخول أنظمة المنطقة في مثل هذا النزاع، جعلتها منشغلة والدخول في الأزمات، كالنظام السوري والعراقي وهذا ما ينتج عنه انشغالها وتراجع قدرتها على اضطهاد الشعب الكردي».
ومضى يقول:«من بعض النتائج الإيجابية لبروز داعش، هو أن الإرهاب لا بد أن يشمل حتى من عمل على دعمه وأن المجتمع الدولي صار مُجبراً لإعادة حساباته وأدرك الخطأ في وضع الشعب الكردي تحت حكم الأنظمة العنصرية المتخلفة، ما يفسر بأن الحق الكردي يلاقي قبولاً في هذه المرحلة».
ويرى عضو المكتب السياسي للتّقدّمي، أن الأنظمة الإقليمية تقف وراء تحركات داعش كالدول الخليجية وإيران والنظام السوري، «فالإرهاب لا ينمو من تلقاء نفسه إلا إذا حاول أحد ما على تغذيته» على حدّ قوله.
وحول فيما إذا كان داعش جاء لترسيخ التجزئة في العراق وسوريا، قال “حسو”: «من الطبيعي أن يكون تطور داعش نوع من تأجيج الصراع في المنطقة فالخلاف المذهبي والطائفي موجود منذ 1500 سنة ويجري الآن إيقاظه، ويبدو إن الفصل بطريقة ما بين تلك المكونات المتصارعة هو الحل الأمثل، فلم يكن ضرورياً إلصاق الكرد بالعرب والسنة بالشيعة بعضهم ببعض».
وعن الحل الذي يراه، أضاف: «إن الحل يمكن أن يأتي بإيجاد نوع من اللامركزية مثل النظام الفيدرالي أو الكونفدرالي يحترم خصوصية جميع المكونات ويؤمن حقوقهم، وأن بعض من القوى الإقليمية تريد استثمار داعش لمصالحها في المنطقة، وليس من المتوقّع أن تدخل داعش المنطقة الكردية نظراً لعدم توفر حاضنة لها في منطقتنا».
وأكد “حسو” أن هناك تأثير لهذه التطورات على روج آفا، «لأن وصول تنظيم متوحش همجي مثل داعش إلى جوار مناطقنا، يُشكّل خطراً على روج آفا ولا بد للمجتمع الدولي، بعد تنامي حركة داعش، أن ينظر إلى الشعب الكردي كشعب مسالم يريد البناء، كما هو حال جنوب كردستان، ويوجد احتمال أن تصبح منطقتنا امتداداً لإقليم كردستان العراق وهذا هو الجانب الإيجابي لهذه التطورات أي أنه يشكل فرصة لكرد روج آفا لاستعادة الحقوق».
وأشار إلى أن أحداث الموصل تعدّ تحوّلاً مفصلياً على الأوضاع في روج آفا و«علينا أن نبني قراءة جديدة بعد العاشر من حزيران وإيجاد تفكير جديد بعيد عن الصراع الكردي -الكردي وأن نكون متيقنين أن هناك فرصة للكرد».
ففي حين أن المجلس الوطني الكردي يمر بأوقات عصيبة، يجب إحداث تغيير في تركيبته وتشكيل موقف جديد من المعارضة والائتلاف، وفي نفس الوقت لا بد لمجلس شعب غربي كردستان أيضاً، أن يعيد النظر في مواقفه .
ونوه “حسو” إلى أن علاقة حزبهم حزب التقدمي الديمقراطي مع مجلس شعب غربي كردستان كانت جيدة منذ بروز أحداث رأس العين، لكن تلك التجربة تعثرت و«نحن نرى إن سبب التّعثّر لم يكن من جانبنا ويجب البحث عن شكل جديد للتعاون مبني على الشراكة الحقيقية، لأن الأمور التي نتفق حولها كثيرة، ومن الطبيعي أن توجد خلافات في الرأي لكن نقاط الاتفاق أكثر».
وختم حديثه بالقول: «على حزب الاتحاد الديمقراطي العمل بروح الشراكة مع القوى والأحزاب الكردية في روج آفا لاستثمار الفرصة، ونحن في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا لدينا علاقات جيدة مع جميع القوى الكردستانية ولدينا القدرة على التعامل مع الجميع، لذا يمكن البناء عليها والتّوصّل إلى موقف كردي موحّد من الأحداث التاريخية التي تجري في منطقتنا، وإذا استطاعت الحركة السياسية الكردية أن تتصرف بعقلانية، فإن الشعب الكردي بإمكانه تحقيق مكاسب كبيرة».
نقلا عن موقع http://adarpress.net/