توجه موقع الديمقراطي الالكتروني dimoqrati.info بالأسئلة التالية إلى الرفيق عبد الحميد درويش سكرتير حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، حول الاعتداءات التركية على منطقة عفرين وبعض المناطق في شمال سوريا بالإضافة إلى إصرارها على المشاركة في حملة تحرير الموصل.
س1: ما هو موقفكم من الاعتداءات التركية على منطقة عفرين وريفها؟.
الموقف التركي من الحرب الدائرة في سوريا والعراق في الآونة الأخيرة يثير الكثير من التساؤلات، ففي شمال سوريا بدأت القوات التركية بالتوغل في الأراضي السورية من جرابلس بحجة محاربة الإرهاب ممثلا بتنظيم داعش، إلا أن الذي حصل هو أن القوات التركي وبعض الفصائل العسكرية من المعارضة السورية الموالية لتركيا لم تلق أية مقاومة من جانب داعش، وكأن الأمر كان مجرد مسرحية هزلية متفق عليها بين داعش وتركيا. والآن القوات التركية تتجه نحو مدينة الباب، وهي تسعى مع الجانب الأمريكي للمشاركة في معركة تحرير الرقة، إلا أن الجانب الأمريكي لم يوافق حتى الآن على المشاركة التركية.
كما أن تركيا صعدت موقفها حيال منطقة شهبا وعفرين مؤخرا، حيث قصفت القوات التركية وبشكل متكرر، خاصة مواقع قوات الحماية الشعبية YPG في عفرين وريفها، واستخدمت في ذلك كافة صنوف الأسلحة حتى الطيران الحربي.
أن كل هذه المؤشرات تؤكد على أن الهدف الرئيسي لاجتياح تركيا للأراضي السورية ليس محاربة داعش، بل هو محاربة القوات الكردية تحت مسمى (( منع تشكيل كيان في شمال سوريا ))، وكل هذه الحجج والذرائع لا مبرر لها، وعلى الدولة التركية الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية، التي تعاني أصلا من أزمة معقدة ومستعصية، وأن التدخل التركي هذا يزيد الأزمة تعقيدا، ولا يساهم في إيجاد مناخ للتهدئة على الأقل في هذه المرحلة التي تشهد سوريا خاصة والمنطقة بشكل عام توترا على كل المستويات.
س2: كيف تقيمون حملة تحرير الموصل وتداعياتها على المنطقة؟. وما سبب الإصرار التركي على المشاركة في هذه الحملة؟.
أن عملية تحرير الموصل من تنظيم داعش أمر في غاية الأهمية، لما يمثله هذا التنظيم الإرهابي من مخاطر على مستقبل المنطقة بشكل عام ومستقبل الشعب العراقي بمختلف مكوناته بشكل خاص، ويبدو أن تأخير معركة الموصل كان بسبب الخلافات بين الأطراف العراقية، ولكن من الواضح أنه تم تسوية هذه الخلافات، سواء بين المركز وإقليم كردستان، أو حول مستقبل إدارة محافظة نينوى التي تضم تقريبا كل مكونات المجتمع العراقي العرقية والدينية.
أن هذا التفاهم بين الأطراف العراقية اعتبرته تركيا جاء بالضد من مصالحها، ويمثل تهديدا لأمنها القومي، تارة باسم حماية التركمان الموجودين في المنطقة، وتارة تحت ذريعة حماية سنة الموصل، وكل هذه الذرائع ليست واقعية حسب تصوري، فتركيا لازالت لها مطامع في كل ما يسمى بولاية الموصل ( التي ضمت إلى العراق بعد الحرب العالمية الأولى ) وأنها تريد أن توسع حدودها إلى سواء في محافظة نينوى، أو في محافظتي حلب والرقة السوريتين، تارة باسم محاربة ومواجهة ( كيان كردي ) في الشمال السوري، وأخرى تحت ذريعة حماية السنة والتركمان.
أن مواجهة هذه المخاطر والتحديات يكمن بتصورنا في وحدة الموقف بين مكونات البلدين ( سوريا والعراق )، لأن المطامع التركية لن تتوقف عند هذه الحدود المعلنة عنها رسميا من جانب حكومة أردوغان، بل ستتعداها أن لم يتم مواجهتها.
27 – 10 – 2016
dimoqrati.info