55 عاما” من النضال السياسي
لجنة اعلام منظمة كركي لكي شرقي ( منظمة الرفيق عبدالعزيز فرمان ) تقوم بإجراء لقاءات مع الرفاق القدامى وذلك لالقاء الضوء على سيرتهم الذاتية والحزبية لرفاقنا وقراءنا الاعزاء لنستمد من هؤلاء المناضلين الاصرار على مواصلة النضال في احلك الظروف وامرها واقساها
في بلدة كركي لكي هذه المرة قمنا باجراء حوار لنسلط الضوء على حياة احد الرفاق المناضلين للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بمنظمة كركي لكي وهو الرفيق محمود عيسى طاهر ابو آلجي
حياته :
ولد عام 1942 في قرية تل جمان (Tilceman ) التابعة لمنطقة كركي لكي – ديرك , نفوس والده على قرية دوكركه الذي كان قد اتى من كردستان تركيا واستقر في تل جمان كونه كان محكوما” وهاربا” من تركيا , اولاده : الجي – نضال – دارا- آهين – جاكلين – نوروز – امينة – دارين – لورين , مازال على قيد الحياة مستمرا” بنضاله الحزبي وسط رفاقه وبحيوية ونشاط برغم تقدمه بالسن .
مسيرته الحزبية :
قال لنا ابو الجي بانه رفع طلب انتساب الى صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا عام 1960 وبقي اقل من سنة تحت الاختبار وفق النظام الداخلي للحزب آنذاك , وفي احد الايام جاء المرحوم المناضل حمزة نويران الى تل جمان وعرضت عليه وكنت اعرف القراءة والكتابة فوافق فورا” وقال اننا نحتاج الى امثالك , وكان ذلك بداية العام 1961 فاصبحت بالفرقة منذ ذلك التاريخ .
وبعد ثلاثة اشهر نلت شرف العضوية في اللجنة المحلية (ضمن محلية قلاج التي كانت تتالف من الرفاق : درويش محمد من سرمساخ – محمد سليم فقه من كيري – علي سليمان من روبارية – صالح احمد حسن ) وكنت مسؤولا” عن هذه المحلية .
ثم في اخر العام 1961 اصبحت في اللجنة الفرعية وفي العام 1967 نجحت بانتخابات اللجنة المنطقية , وكان لجنتنا المنطقية تضم ايضا” بالاضافة الي كل من المرحوم علي حاج طاهر من كلهي وحمد رشيد من قلدومان , خضعت لدورة الكادر بمدينة حلب وكان المشرف على دورتنا المناضل الراحل رشيد حمو , وقد اوكل لي مهام منطقة ( ميرسينا تمكا ) التي تقع مابين قامشلو والحسكة , وبقيت هناك حوالي سنة ونصف .
وعن اسماء الرفاق الذين ناضلوا باللجنة المنطقية من بعده بمنطقة كركي لكي بتلك الفترة ذكر اسماء : ( محمد رشيد –عبدالعزيز فرمان – احمد رشيد – خليل صور ) وفي اللجنة الفرعية ذكر اسماء ( عبدي حاجي حسن – درويش محمد – محمد سليم فقه – احمد سيد بشير- المرحوم احمد من معشوق الذي توفي بحادث ) .
منطقة قلاج من كركي لكي الى ديرون وباباسية ومعشوق وباقي قرى منطقة آليان كانت من مسؤولياتي , حيث كانت محلية كركي لكي تتألف من ( طاهر اوسي – درويش محمد – فقه سليم – صالح حسين – علي حسن – عبدالرحمن صوفي – ثم جاء مراد لوند – احمد رمو –احمد من حلاق -) والفرع كان يضمن الرفيق طيب حاج علي – تركي شيخموس – للراحلين منهم الرحمة والخلود )
وبعد حدوث الانشقاق الاول للحزب في عام 1965 كان كل من الرفاق ( ملا عمر – صادق اسماعيل – محمد ابراهيم – باللجنة المحلية – وكل من السادة : محمد اسماعيل –باللجنة الفرعية ) وكل من السادة : عبدالله سلو – محمد خلو – ملا شريف – ملا محمد امين من جلو كل هؤلاء كانوا بفرع منطقتنا قبل الانشقاق وقد ذهبوا مع الانشقاق الاول ( اليسار ) .
عام 1970 حضرت المؤتمر الوطني عن منطقتنا وعن طريق الانتخاب فزت بعضويته والذين حضروا هذا المؤتمر من منطقة كركي لكي وديرك كل من الراحل ابراهيم حاج صبري و علي حاج طاهر واحمد حاج طيب والشاعر الراحل عمر لعلي – رحمهم الله جميعا : وكان عددنا 21 رفيقا” وحضر عن طرف اليسار 23 عضوا”
عام 1981 اعتذرت عن مهام اللجنة المنطقة بسبب ظروفي القاسية واصبحت ضمن الفرقة الحزبية منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا مستمرا” بعملي ونضالي بهدوء وبدون ملل او كلل في صفوف القاعدة الى الآن .
انتقلت فترة الى دمشق لظروف العمل والسعي لتامين العيش الكريم لاسرتي وهناك عملت مع كل من الرفاق ( الخالد تمر مصطفى – د. صلاح درويش – محمد رشيد- الراحل ابو اديب – حوران ) وكنت اتجول في منطقة الزبداني وصبورة ويعفور وكسوة ودمر والغوطة وغيرها لنشر سياسة الحزب والتواصل مع الرفاق وابناء شعبنا كافة –ثم عدت الى كركي لكي واستقريت مرة اخرى فيها الى الان .
ظروف النضال السري والتعذيب
– قال لنا ابو الجي : انه كنا نسير ليلا” ونقوم بايصال المعلومات والمطبوعات ليلا” وسيرا” على الاقدام ولمسافات بعيدة
– وخاصة ايام / حكمت ميري / كنا نلاقي الكثير من الشكاوى وخاصة من قبل النساء
– فترة الاعتقالات في الستينات كنا نختبأ لمنع حدوث الاعتقالات بصفوفنا والناس كانوا يخافون ايواءنا واختباءنا وكنا نعاني كثيرا ”
– عند حدوث اول انشقاق بقينا الطرف الاقوى تنظيما” وفكريا” والمسيطر على المنطقة
– كنا نحتفل بعيد نوروز بالسر وفي الاكواخ وبحراسة شديدة وبحضور الرفاق المخلصين والمعروفين
– فترة فشل الثورة الكردية في كردستان العراق انهارت معنويات الشعب وتأثر الحزب ايضا” وكنا نعمل ليل نهار بين ابناء شعبنا لنرفع من معنوياتهم وقبول الامر الواقع وانها ليست نهاية النضال ونجحنا بذلك نوعا” ما
– استجوبت كثيرا” من قبل المفارز الامنية في الرميلان وديرك , حيث كان الامن السياسي الاكثر ملاحقة للرفاق الحزبيين واشدهم تعذيبا” .
– ذكر لنا بانه ذات مرة طلبوه الامن السياسي بديرك و قال : قاموا بتعذيبي عذابا” قاسيا” من كهرباء بالمنويل والضرب وكل انواع التعذيب النفسي والجسدي ولم اعترف لهم بأي شيء وكان قبلي ايضا” رفيق تعرض للتعذيب اسمه (كمال علي شرف ) , وكان سؤالهم لي هو انك حزبي ومن اعضاء حزب الاستاذ عبدالحميد درويش ,وانا انكر ذلك , واستمروا بتعذيبي لمدة خمس ساعات وعشر دقائق متواصلة يتخللها استراحة لامشي على الماء المرشوش على الارض كي لا تتورم ارجلي المنهكتان , حيث لما غادرت لم استطع ان البس حذائي فحاولت ان اغادر حافي القدمين , وقاموا بشق حذائي والبسوه عنوة وقالوا بدك تفضحنا وتروح حافي القدمين وقالوا لي ترجع بكرا ساعة 8 صباحا” , فجلست على الارض وقلت ها هي الساعة الثامنة شو بدكم مني , فغضب احدهم وتقرب مني وحاول ان يضربني بيده على وجهي فمنعته وسبيته فجاء رئيس المفرزة على صوتنا فاخبرته بذلك , فامر بان ارحل . وكان الرفيق حمو داري ابو برزان صاحب محل خضرة بديرك يعرف انني بالمفرزة ولم يغلق محله فبقي ينتظرني , رحت اليه وطلبت منه ان يحضر لي سيارة لاغادر الى البيت ولكنه اصر ان ارافقه الى بيته لارتاح وفعلا” اخذني بواسطة سيارة السيد عبدالكريم وفورا” وضعوا الملح في الماء لاعقم ارجلي فيها مع سماع صوت بكاء زوجته علي ومن ثم اخذني الى بيتي كونهم كانوا ينتظرونني على احر من الجمر .
-ان عمله الدؤوب والصادق والمضحي معروف من قبل الرفاق جميعا” , وما زال نشيطا” ويعمل ليل ونهار في سبيل تحقيق اهداف شعبنا وقضيته العادلة , انه مناضل وكبير بعمله الحزبي حتى استطاع ان يفرض سياسة حزبه ضمن محيطه وضمن وسطه الاجتماعي وتسلسل في المهام الحزبية من فرقة ولجنة محلية وفرعية ووصولا” الى اللجنة المنطقية دليل على وفاءه ونضاله ووعيه لسياسة حزبه وروح التضحية الموجودة بنفسه , وهو من الشخصيات الكردية الوطنية المخلصة في منطقة كركي لكي , ذو سمعة حسنة واخلاق حميدة ويمتاز بالهدوء وحبه واخلاصه لحزبه ولقضيته .
لذلك عندما نريد ان نكتب حياة مناضل سياسي وشخصية وطنية , و قد امضى (55) عاما” من النضال في المجال السياسي والاجتماعي , وبقي مستمرا” ومناضلا” ضمن صفوف حزب واحد وبدون انقطاع ثابتا” على نهجه وسياسته ,يجب القاء الضوء على جزء من حياته ونضاله وهو مازال على قيد الحياة , افضل من بعد رحيله والتباكي وقتها عليه , وهذه هي ميزة شعبنا حيث انهم لا يقدرون الشخصيات السياسية او الثقافية او الاجتماعية المؤثرة الا بعد وفاتهم .
—————–
كركي لكي في 26/8/2016
لجنة اعلام منظمة كركي لكي شرقي (منظمة الرفيق الراحل عبدالعزيز فرمان )