لجنة اعلام منظمة كركي لكي شرقي ( منظمة الرفيق عبدالعزيز فرمان ) تقوم بإجراء لقاءات مع الرفاق القدامى وذلك لنلقي الاضواء على سيرتهم الذاتية والحزبية لرفاقنا وقراءنا الاعزاء لنستمد من هؤلاء المناضلين الاصرار على مواصلة النضال في احلك الظروف وامرها واقساها .
في بلدة كركي لكي – وبالتحديد من قرية دوكركه (Du girka) كان لنا اللقاء التالي مع احد اقدم المناضلين للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بمنظمة كركي لكي وهو الرفيق عبدالكريم قاسم محمد حيث سرد لنا المعلومات التالية كما يلي :
حياته :
من مواليد قرية سرمساخا باني Serimsaxa banê بمنطقة كركي لكي ولدعام 1934 , وآتى مع والده الى قرية كوليجي Gulîcê وبقيوا عام واحد ثم في عام 1936 انتقلوا الى قرية دوكركه , حيث بنى والده هذه القرية لوحده وثم جاء بالمرحوم صبري واصبح مختار القرية وهو من احد اقرباءه وكان يدين له بفضل كبير عندما سكنوا قرية سرمساخ عند المرحوم صبري ولذلك جاء به كمختار للقرية لفضله القديم له وتقديم العون له , وقد درس فقط 18 يوم في المدرسة التي كانت ضمن غرفة المضافة وكانوا يضعون قطعة من القماش ليفصل جزء من الغرفة ويتم فيه تدريس الطلاب على يد مدرس مصري وكان ذلك حوالي العام 1940 , وكونه ينتمي الى عائلة قروية فلاحية تعمل بتربية الماشية وتعمل بالزراعة , لذلك اضطر الى ترك المدرسة بعد 18 يوم من التعليم لعدم وجود راعي يرعى مواشيهم .
انتسابه للحزب :
حوالي العام 1958-1959 كنت باول شبابي وكنت قد سمعت بتأسيس حزب كردي في كردستان سوريا وكنت اسمع بأسم شاعرنا الكبير الخالد جكر خوين , فذات يوم جاء شاعرنا الى قريتنا دوكركه اتيا” من منطقة الكوجرات وبقي ليلة في بيت عمي وبحماية المختار , وكنت انا والرفيق الراحل طيب حاج علي وملا القرية ملا عمر كنا نريد الانتساب الى هذا الحزب , ولا نعرف كيف وعن طريق من , وفور سماعنا بوجود جكر خوين ذهبنا اليه وطرح علينا فكرة الانتساب فوافقنا وسجل اسمائنا وبعد يومين جاءنا مسؤول من قامشلو واجتمع معنا نحن الثلاثة .
تحدث لنا عن عمله الحزبي كما يلي :
n وبعد ذلك الاجتماع الاول , بدأنا نحن الثلاثة كخلية اولى بالقرية وبالمنطقة بتوسيع دائرتنا ونسبنا الكثيرين الى صفوف الحزب ومنهم ( حاجي حمي –اخت المرحوم جميل غزالة اسمها نوفه – احمد رمو وغيرهم ) , فسمع مختار قريتنا بذلك فقال للملا اذا ما تترك الحزب وهؤلاء الشباب الزعران حسب قوله , وسوف ارحلك من القرية , فترك وجلس ببيته وايضا” محمد رمو تركنا بسبب ضغط المختار عليه ولم يذكروا اسم المرحوم طيب حاج علي للمختار بل ذكروا اسمي له ولانهم يعرفون بانه لن يزعلني بحكم القرابة التي بيننا .
n وبرغم الظروف الصعبة والقاسية والخوف الذي كان يتسلط ويخيم على قلوبنا , ناضلنا وعملنا في سرية تامة وكنا نضع حراس ومناوبين لمكان اجتماعاتنا , وكنا نتواصل مع المؤيدين والاصدقاء ايضا” ومع الشباب ونشرح لهم اهداف حزبنا ونقنعهم بالانتساب الى صفوف حزبنا , فكثر الرفاق في منطقتنا امثال ( محمد اسماعيل مختار تل جمان – عبدالله خلو من تل جمان – علي صوفي رشيد …….الخ) وكل ذلك قبل الانشقاق الاول في الحزب .
n وعن اول عيد نوروز احتفل به قال : تم الاحتفال باول عيد نوروز في منزل (المرحوم الرفيق طيب حاج علي) بسرية تامة وتحت ضوء السراج الضعيف واذكر انه اتينا الى كركي لكي لنأتي بالمرحوم شيخموس بركات وحاجي سليمان نوري ليحتفلوا معنا ولم اجدهم , فأقترحوا ان آتي بحاجي سعيد بركات واحتفلنا بهذا العيد بتلك الظروف .
n كما قال لنا : اذكر انه جاء المرحوم نورالدين زازا وكيف ان الاستاذ حميد عمل بشتى الوسائل حتى نصبه كرئيس الحزب وكونه كان يحمل شهادة كبيرة آنذاك , وذكر انه كان دكتور نورالدين يقترح على الاستاذ حميد بأن يركزوا نشاطهم بالمدن ويتركوا الارياف ولكن الاستاذ حميد ناقضه بالرأي وقال بالعكس اغلب نسبة سكاننا بالقرى والارياف ويجب ان نركز عليها وهذا ما حصل وثبتت أرائه .
n وعن الانشقاق الاول للحزب يقول : قام جماعة الانشقاق المعروفة بأسماؤهم بشق وحدة الحزب , ولكن كامل منطقتنا بقيت وكل مثقف وكل واعي ومتفهم للسياسة بقي مع جناح الاستاذ حميد , لاننا وجدناه صادق مع شعبه وكل همه قضيته الكردية العادلة وكونه كان يملك الحنكة والحكمة السياسية وان الاستاذ حميد يملك شخصية قوية وواعية واذا لم نكن مثله فلن يكون هناك وجود للكرد ولا للقضية الكردية, حتى انه من ناحية الطرافة كنا نسمي الطرف الاخر بحزب النهار كونهم كانوا يخافون الخروج بالليل مثلنا وكون الليل كان اغلبه مخصصا” للنضال كونه كان سريا” وهم بالمقابل كانوا يسموننا اليمين وهكذا ترسخ الانشقاق ولاسباب معروفة للجميع .
n تم استجوابي للمفارز الامنية مئات المرات وتم ضربي وتعذيبي ايضا” لبعض المرات ووقتها كنت عاملا” بالرميلان وكان يتم مضايقتي كثيرا” وطردوني من العمل بحجة انه انا لا احمل البطاقة الشخصية , مع العلم قبل الاحصاء الاستثنائي الجائر كنت مواطنا” وبعد الاحصاء صرت مكتوما” ولكن بعد بضع سنوات اعترضنا وقدمنا وثائقنا فاصبحنا مواطنين ولكن لم ارجع الى عملي , وفي فترة حرماني من الجنسية تم حرماننا من ارضنا التي كنا نملكها وبمساحة /50/ هكتار .
n عملت في القاعدة وفي اللجنة المحلية لسنوات طويلة كوننا كنا نحن الثلاثة (طيب – الملا – وانا ) من الاوائل المنتسبين للحزب بمنطقتنا ووسعنا من قاعدتنا وفرضنا انفسنا برغم كافة العراقيل والصعوبات والخوف من السلطات الظالمة , ولكن كنت اشعر بلذة العمل السياسي بحلاوته وبمرارته ولو ان نفس الاندفاع وبنفس التضحية ناضل اطراف الحركة السياسية عملها هذه الايام لكانت وصلت الى اهدافها .
n في الختام تمنى للرفاق ولسائر ابناء شعبنا الموفقية والحرية ولقضينا الكردية النجاح , وتمنى بان تسير الامة الكردية الى حريتها وان تكون الاحزاب الكردية تعمل وتسير وفق مصلحة الشعب والقضية .
n وما زال هذا الشامخ والمناضل ملتزما” بسياسة حزبه الذي نشأ وترعرع فيه وما زال على قيد الحياة نشيطا” ويسرد خبرته وعمله الحزبي للرفاق في مكتب الحزب بكركي لكي لكي يستفادوا منها .
n مع تمنياتنا له ولجميع الرواد الاوائل والرفاق القدامى ولجميع رفاقنا دوام الصحة والعافية والنجاح في مهامهم التي هي نجاح القضية الكردية والوصول الى اهداف شعبنا الكردي في كردستان سوريا
لجنة اعلام منظمة كركي لكي شرقي (منظمة الرفيق الراحل عبدالعزيز فرمان )