اسماعيل شيخو : من ذاكرة الماضي والحاضر في سوريا

Share Button

من كان متتبعا” للأوضاع في سوريا , يرى بأنه هناك مفارقات في المواقف السياسية التي تصدر من بعض السياسيين العرب ومن received_1136860366389243مثقفيها والذين يدعون بأنهم الامناء على الارض العربية وعروبية شعوبها ,ولا تقبل لأحد المساس بأمن شعوبها وأراضيها
كأنه تناسوا الغزو التركي لأراضي سوريا (جرابلس) الذي يعتبر خرقا” سافرا” على سيادتها وحرمتها , ولم نسمع أي موقف معادي او ردة فعل صدرت من أي دولة عربية او من سياسي او مثقف عربي يحرك شعوره القومي أتجاه الاتراك , بالعكس فانهم يشرعون للاتراك ويبررون بأن هذا التدخل بسبب التمدد الكردي الذي يشكل خطرا” على الامن القومي التركي وعلى شمال الدولة السورية كما يدعون , وليس من اجل احتلال جزء من أرض سوريا .
كونهم تجاهلوا وعن قصد التاريخ , بأن جيوش الامبراطورية العثمانية عندما دخل سوريا من نفس المنطقة عام 1515 في عهد السلطان سليم الاول في معركة (مرج دابق ) مع السوريين في حلب , ومن الاعمال العدائية اتجاه الشعب السوري .
كما تناسوا التاريخ ايضا” , عندما دخل جيوش الاتراك مدينة دير الزور واغتصبوا آلاف النساء عمدا” عن اهلها , هل اليوم اصبح الاتراك اوفياء للشعب السوري وحريصون على وحدة اراضيها كما يدعون , والآن اتضح الاعيب النظام التركي في المنطقة من جديد , والكرد ليسوا في غفلة عن هذه الالاعيب , حيث ان تركيا قامت بتشكيل تحالف جديد في المنطقة وحل خلافاتها مع روسيا وايران واسرائيل ومصر والعراق , وهذا ما اتضح بأن دخلت حيز التنفيذ من اجل ان لا يحصل الكرد على أي تغيير لصالحهم في المنطقة .
وفي الجانب الاخر نرى بأن الشعوب العربية وخاصة السوري يتهمون الكرد بالانفصالية حسب تعبير العنصريين منهم ويتهمونهم بالتطهير العرقي في مناطق العرب التي سيطرت عليها القوات الكردية وحررتها من الارهاب , وينكرون دور الكرد في بناء سوريا ودورها الكبير في بناء المنطقة كونهم قدموا الاف الشهداء دفاعا” عن ارض سوريا وشعبها منذ عهد الناصر صلاح الدين الايوبي وحتى يومنا هذا , ومقابل كل ذلك يتهمون الكرد بتلك التهم الباطلة .
كما انهم ينكرون تضحيات قوات حماية الشعب ypg و ypj والذين قدموا الاف الشهداء في سبيل حماية شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان وارمن واشوريين وغيرهم من مكونات المنطقة من مرتزقة داعش وتوابعها , في مناطق تل كوجر وتل حميس وتل براك والشدادي وامتدادا” حتى منبج , وهنا لا ننكر بأن هدف الكرد في سوريا المستقبل بأن تكون سوريا ديمقراطية تعددية برلمانية وعلمانية وبنظام فيدرالي , وهم عندما يسمعون هذا الشعار والهدف الكردي كأن الدنيا قامت ولا تقعد ويملؤون المنابر بالردود الشوفينية والعنصرية ويتهمونهم بالانفصالية وبتغيير الوجهة السياسية والديمغرافية في سوريا .
ومن هنا يتضح بأن أصحاب هذه المفاهيم والرؤى العنصرية والشوفينية لا يريدون لسوريا الامن والاستقرار وحل ازمتها المستفحلة , وقد اتضح مواقف هؤلاء امثال اسعد الزعبي ورياض حجاب وهيثم المالح وغيرهم كثيرون من المفاوضين والمعارضين على اساس , اما في هيئة التفاوض سواء في مؤتمر جنيف او لندن والتي لم ترد في وثائقهم واوراقهم اية اشارة الى الحقوق القومية الكردية في سوريا او حتى لباقي مكونات الشعب السوري , كونهم اصحاب عقول شوفينية ومن طلاب مدرسة محمد طلب هلال والبعثيين وغيره من العنصريين والشوفينيين , هذا من بعض الوقائع التي مرت بها سوريا في الماضي والحاضر ….

الرميلان 17/9/2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...