احمد قاسم – ” مستقبل مشوه.. وسقوط سياسي و أخلاقي “

Share Button

إحتدام الأراء المتصارعة والمواقف المسبقة بين مختلف الأحزاب الكوردية لا تنتج إلا مزيداً من التشتت وتعميق الشرخ بين الأطراف 12735883_859050150870082_1665491322_nإلى حد قد لا نستطيع لملمتهم حتى في أصعب الظروف.

أعتقد أن ما توصلنا إليه اليوم لا توازي أبداً هذه المرحلة والمفترق التي تهدد مجمل قضيتنا القومية في سوريا مع تصاعد نبرة الشوفينيين من المكون العربي وإمتزاجها مع موقف الإسلام السياسي الذي يدعو إلى مركزية الدولة إستناداً إلى الشريعة والأصول “الإسلامية” ضاربين حقوق الإنسان وحقيقة مكونات الشعب السوري عرض الحائط..

صحيح, أن هناك نخبة من الديمقراطيين السوريين الذين يريدون دولة ذا طابع ديمقراطي تتمتع المكونات بحقوقهم الأساسية كمواطنين متاساوين في الحقوق والواجبات, إلا أن تلك النخب أصبحت مستائة من الواقع الذي يبدو فيه أن الشعب السوري فاقد لإرادته في تقرير مصيره نظراً للتدخلات الدولية بشكل ” فج ” وأن المعارضات أصبحت تمثل إرادة تلك الدول وليس إرادة شعبها الذي هو الآخر تعب إلى حدٍ لم يستطع ” لملمة آماله وسط تراكم مآسيه التي تبعده عن رؤية مستقبل تتحقق فيه آماله في الحرية والكرامة “.

ومع التحرك الدولي الهادف إلى إنهاء حالة الحرب في سوريا والبحث عن وسيلة للوصول إلى حلول سلمية من خلال فتح آفاق التفاوض بين المعارضة والنظام بعد فشل جنيف1 وجنيف2 وعدم تطبيق قرارات مجلس الأمن ذوات الصلة بالأزمة السورية من قبل النظام, تطورت الرؤى الدولية بإتجاه فرض ما تتفق عليه من صيغ للحل السلمي على المعارضة والنظام على حدٍ سواء من خلال عقد جنيف3 إستناداً إلى مباديء جنيف1 وملحقاتها.. في حين نرى أن آداء الحركة السياسية الكوردية تتراجع مع تقدم المرحلة نحو نهايات الأزمة, وذلك لعدم تمكنها من الإتفاق والتوافق فيما بينها على تشكيل ممثلية أو وفد تُطرح على المجتمع الدولي ليكون طرفاً مشاركاً في الحوار, إستناداً على خصوصية الكورد القومية والوطنية والتي يجب أن تكون جزءً من الحلول لغدٍ سوري تكون فيه محددات الدولة السورية متوافقة مع طبيعة ومكونات الشعب السوري, على أن تكون أساسها مبنية على مبدأ التوافق بين المكونات وليس بين شكل من المعارضة التي تطغى عليها ثقافة الشوفينية التي ترى نفسها أن تكون حاكماً والبقية رعية والنظام الذي أجرم بحق شعبه وبلده طوال ستة عقود من الحكم.

أمام هذا الواقع المر والخطير نرى أن قيادات الأحزاب الكوردية تتستر وراء شعارات كلاسيكية قديمة تجددها حسب ما تخدمها في هذه المرحلة من دون الإلتفات إلى متطلبات هذه المرحلة التي تجاوزت كل الثقافات ” والسخافات ” المختلفة عن سابقاتها من المراحل من حرب الباردة إلى ما بعدها.

هل نحن نواكب مرحلة ” لوزان ثانية ” ونحن من سنكون صانعها هذه المرة ؟
أعتقد ذلك وبمرارة وسط هذا التشرذم والإختلاف على الخلاف الذي زرعه بين أطراف حركتنا السياسية أوساط دولية لا تريد لنا خيراً بل تريد إمحائنا من الوجود.
هناك دعوات و نداءات لإيجاد صيغ توافق وتعاون تطرح من هنا ومن هناك, وآخر تلك الدعوات والنداءات تلك التي أصدرت من الأستاذ عبد الحميد درويش ( وهو غني عن التعريف, فلن أدخل في خصوصياته المعرفية ).. إلا أن مع كل نداء و دعوة تتعالى أصوات تهدف إلى صناعة التشويش وربط النداء أو الدعوة بخلفيات مضللة لتفريغ الدعوة من جوهرها, محاولة من أصحاب تلك الأصوات الوقوف في وجه أية محاولة خيرة تهدف إلى توحيد الصف الكوردي.. وأن أصحاب هذه الأصوات من ذوات الخبرة في هذا المجال, تعلموا في الأنفاق المظلمة والمرعبة, لا نرى منهم إلا مزيداً من التظليل على الحقائق وتشويهها, مع تشويه سمعة من يدعو إلى ما هو المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من حياة شعبنا…

فهل ننتظر مرحلة لاحقة نتألم من عمق الندم ونصحوا على ما ارتكبنا من أخطاء, بل جرائم بحق شعبنا؟
أعتقد أن تلك المخاوف محقة في ظل وضعنا المتردي سياسياً و أخلاقياً.
——————————————————————-
أحمـــــــد قاســــــــم
2\4\2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...